عبد الله محمد أحمد يكشف أسباب إقالته….نماذج من فساد حكومة المهدي

حديث سابق لوزير التجارة الأسبق الدكتور عبد الله محمد أحمد جاء في سياق حوار أجراه معه زميلي الأستاذ حسن عبد الحميد عضو البرلمان الحالي، ونشرته صحيفة ‘الصيحة”، ذكر خلاله أسباب وملابسات إعفائه من الوزارة ولو لم يكن المتحدث رجل عرف بصدق المقال ما كنت لأصدق ما قال…

قبل الخوض في حديث الوزير عبد الله محمد أحمد الذي كشف فيه أسباب إقالته، لابد من التذكير بأن عبد الله محمد أحمد تولى حقيبة وزارة التجارة في حكومة الديمقراطية الثالثة التي كان يترأسها الصادق المهدي، و لابد من القول أيضاً أن الوزير عبد الله محمد أحمد يعتبر من أنزه وأطهر وزراء حكومة المهدي المنتخبة، ومما عرفه الناس عن ذلك “العبد الله” وشهد به حتى خصومه السياسيون ومنافسوه أنه رجل “حقاني” و”دغري” وهل بعد تلك النعوت “كلام”..

المهم أن الوزير عبد الله محمد أحمد قال للزميل حسن متحدثاً عن أسباب إقالته من الوزارة- إن كل الذي يعلمه أنه رفض التصديق لزعيم طائفي باستيراد (150) عربة لوري، وحجة الوزير في ذلك أنه لا يمكن أن يتم التصديق لشخص واحد وعلى طلب واحد بهذا الكم الهائل من العربات، لكن ما هي إلا أيام قلائل جدًا حتى وجد الوزير النظيف الجريء نفسه خارج أسوار الوزارة…

هذه الواقعة كلما أتذكرها يتملكني يقين راسخ أن زعماء الطائفتين الدينيتين عندنا في السودان يستخدمون السلطة و”الدين” لتحقيق مصالحهم الخاصة ويوظفونها لخدمة “إجنداتهم” الذاتية، فلا فرق عندي بينهم و”العصبة المنقذة” – كما يقول صديقنا مصطفى البطل- .. تخيلوا معي شخصاً واحداً عشان هو زعيم وعامل فيها سيد البلد يطلب التصديق له باستجلاب (150) عربة لوري في تجاوز واضح وصريح للقوانين السائدة آنذاك، وعندما يتمسك الوزير المختص بتطبيق القانون تتم إقالته ليكون عبرة لمن خلفه وموعظة للذين يخافون “العقاب” الأليم… تخيلوا معي هذا المشهد الذي لا يزال شاخصاً أمامي، ويستفزني أيما استفزاز كلما أسمع هذا الزعيم “التاجر” يحدثنا عن سيادة القانون والديمقراطية والحكم الرشيد… فأي نفاق هذا وأي ظلم وأي فجور وأي فساد…ألم أقل لكم إن الساسة ذرية بعضها من بعض تستوي أفعالهم وتتقازم أفعالهم وتتطاول أبنيتهم وألسنتهم ويبسطون أيديهم إلى شعبهم بالسوء…(شيكيتك علي الله يا عبد الله بن أبي بن سلول لقد فعلت”جيناتك” فينا من بعدك الأفاعيل)…

أعيدوا القراءة فيما سردته لكم بشأن قصة الوزير عبد الله محمد أحمد مع زعيم الطائفة المعني واسألوا الوزير عبد الله عما جرى فهو حي يرزق لتتأكدوا أن ما ذكرته حقيقة مؤلمة، وما كان حديثاً يفترى ولا هو بـ”كلام جرائد) حينها سترون ما أرى وستدركون أن الساسة هم أبالسة إلا من رحم… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة اخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.