حكاوى مؤلمة.. من بنات حرقن جلدهن: لازالت أجراس الإنذار تقرع بالخطر..!الكريمات القاتلة.. تحرق الوجوه السمراء!

تسعى كل فتاة للحصول على بشرة شابة وجميلة والحفاظ عليها من خلال منتجات العناية بالبشرة المنتشرة في الأسواق والتي صنعت بمقاييس خاصة لمقاومة التجاعيد حسبما تدعيه الشركات المنتجة لها. في الحقيقة تختلف هذه المنتجات في مدى فعاليتها تبعاً لعدد من العوامل.
ماهية الكريم:
كريم التفتيح هو كريم يستخدم لتفتيح البشرة من البقع الداكنة، والنمش، اخفاء آثار الحبوب، ولكن تقوم بعض النساء باستخدام كريم الأساس والبودر لتفتيح البشرة، ولكن يعتبر هذا الحل حلا مؤقتا وليس دائما، ولكن يمكننا أن نقوم باستخدام كريمات التفتيح التي تجعل البشرة صافية وناصعة ونقية من جميع العيوب، حيث تعمل على توحيد لون البشرة.
من المهم أن تعرف ما هي الكريمات الضارة بالبشرة وذلك بحصر المكونات الضارة بداخلها لا حصرها هي شخصياً..
العديد من المستحضرات والكريمات والزيوت تحتوي على الزيوت المعدنية والزيوت المعدنية قد تبدو آمنة بما فيه الكفاية، ولكن.. انها ليست كذلك. الزيت المعدني هو في الواقع مشتق من البترول وهو نفس الزيوت التي توضع في محرك سيارتك..
لأنه لزج جداً «زلق» والعديد من المنتجات تستخدم الزيوت المعدنية باعتبارها العنصر الرئيسي كما أنه يسمح للمحلول أن ينتشر عبر الجلد.
هذا على الرغم من حقيقة انها مادة مسرطنة معروفة.
كريمات الترطيب مع الزيوت المعدنية يمكن أن يكون مكونا للأورام حيث ظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة التحقيقات للأمراض الجلدية وجدت أن كريمات الترطيب المستخدمة عادة تحتوي على الزيوت المعدنية هي مكونات للأورام عند تطبيقها موضعياً على الفئران للخطر – UVB سابقة التجهيز.
هذه الكريمات تحتوي على الزيوت المعدنية حيث أن الفئران التي كانت في خطر كبير للاصابة بسرطان الجلد تتلقى التطبيق الموضعي من الكريمات مرة واحدة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع لمدة 17 أسبوعا. وخلص الباحثون أن معدل تكوين الورم بشكل ملحوظ، كما فعلت حجم الورم في الفأر.
في الواقع: ارتفاع عدد الأورام تشريحاً تتميز بنسبة هائلة بلغت 69 في المائة.
فالمسألة ليست ضرباً من ضروب الخيال هناك اجحاف فعلاً ضد داكني البشرة خصوصاً النساء فيما يسمى «بسوق الزواج»… الأمر الذي ألزم «الصحافة» لنزول الميدان في جولة استطلاعية من هذا المنطلق تقول السيدة عفاف: «أنا لم أقرأ أي «ليبل» المعلومات بل بدلاً من ذلك أخذت تلميحاً من احدى صديقاتي العديد منهن مثلها، تحت ما يسمى هوس الكريمات، الغريبة انه ذات مرة نصحتني احداهن: استعملي كريم «…» لأنه يُعد الأفضل على حد تعبيرها. مضيفة، ذهبت فوراً للمتجر «البوتيك» وسألت عنه».
ولكن السيدة مياس كانت ترى من منظور مغاير.. السيدة مياس من ودمدني التي وصفت نفسها ذات يوم بأنها ملكة كريمات التفتيح للبشرة «تعافيت الآن وبحمد الله من الآثار الجانبية لهذه الكريمات بعد ما ساعدني أحد الأطباء من اختصاصيي الجلد في مركز ودمدني حيث أثرت تعليقها تقول «مررت بمرحلة كآبة فظيعة»، «مضيفة» «أردت معاودة استعمال الكريمات قبل شهرين من الآن لكن هذه المرة سأستعملها فقط باستشارة اختصاصي الجلد».
وعلى مدى سنوات عدة، كانت هناك هانم تستعمل كريمات تبييض الجلد التي تحمل أسماء مثل علمية. تقول بأنها أرادت تساوي درجة لونها للوجه، والرقبة واليد..
السيدة سناء «45 عاماً» تعيش في وسط الخرطوم، قالت أيضاً انها استعملت كريمات التفتيح السريعة للبشرة و بعد شهور من اتباعها تعليمات استعمال هذه الكريمات التي كانت بمعدل مرتين في اليوم، لم يصبح جلدها أكثر جمالاً فقط لا، بل أصبح رقيقاً جداً بحيث ان لمسة بسيطة من طرف الأصابع بدأت تكدَّم وجهها أصبحت مرثية للناظر وتطور لديها نوع من أنواع حبَّ الشباب العنيد، أخبرها الطبيب بأن الأعراض الثلاثة التي ظهرت لها كانت آثار جانبية لمنشطات قوية موجودة في بعض الكريمات التي تمتلئ بها مخازن مستحضيرات التجميل.
ومن ساحة الميادين إلى تعقيب الاختصاصيين لخاطيء الاستخدام لهذه الكريمات موضحين تسليط الضوء على العشوائية في استخدام الكريمات ومستحضرات التجميل والاعتماد على تبادل الوصفات، وتجارب الآخرين دون الرجوع إلى خبراء التجميل أو الأطباء المتخصصين ما قد يتسبب في حدوث تأثيرات سلبية بصورة كبيرة على البشرة خاصة الوجه باعتبارها المنطقة الأكثر حساسية في الجسم.
مؤكدة بذلك «د. مريم المنصوري» «استخدام مستحضرات وخلطات مجهولة يؤدي إلى أضرار بالغة» مدعما تعليقها د. محمد السواف «تبادل الوصفات والاعتماد على تجارب الآخرين سلوك خاطيء». وطالب د. السواف متابعاً حديثه بضرورة التأكد من محتويات أي كريم أومستحضر تجميل قبل استخدامه وذلك من خلال استشارة الطبيب المختص متفادين بذلك أي حروق أو حساسية بالجلد، محذراً من خطورة أشعة الشمس على البشرة المعالجة بالكريمات. فالحصول على بشرة فاتحة عن طريق استخدام كريمات التبييض تصحبه مخاطر صحية لا يمكن معالجتها في كثير من الأحيان.. بهذه العبارات الصادمة افتتح اختصاصي الأمراض الجلدية بمستشفى الخرطوم يوسف سنهوري حديثه لـ»الصحافة».. وأضاف «معظم الحالات التي تأتي للمستشفى بمضاعفات سببها استخدام كريمات التبييض للبشرة التي قد تكون جاوزت مرحلة العلاج والمعروف ان صبغة الميلانين التي تعطي اللون الأسمر وظيفتها حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، وبالمقابل فإن كريمات التبييض وظيفتها ازالة هذه الصبغة من البشرة، ومن ثم تصبح من غير مقاومة الأمر الذي يجعلها عرضة للاصابة بمرض سرطان الجلد».
وقال سنهوري متابعاً حديثه «مستحضرات التبييض التي يدخل في تركيبها الزئبق هي الأكثر خطورة على صحة مستخدميها فالزئبق مادة سامة ولا يستخدم طبياً ومعظم الكريمات التي يدخل في تصنيعها مجهولة المصدر».
وأفاد بأن «الزئبق يؤثر على الجهاز العصبي وتتضاعف خطورته في حال استخدامه من قبل النساء الحوامل، إذ يتسرب إلى الجنين وربما يتسبب باتلاف دماغه وتدمير كبده».
وطبقاً لسنهوري «فإن مادة الكورتزون التي تدخل في تصنيع كريمات تبييض البشرة لها أيضاً آثار جانبية خطيرة حيث يستخدم الكورتزون طبياً بنسب معينة».
وقال سنهوري: « علاج هذه الأمراض والمضاعفات التي تسببها كريمات تبييض البشرة صعب جداً، ومكلف ويحتاج إلى فترات طويلة وأن الكثير الكثير من الحالات تتحول إلى أمراض مزمنة وتشوهات دائمة».
وينتشر في السودان على نطاق واسع استخدام كريمات تبييض لون البشرة السمراء وتتوفر هذه المستحضيرات في الأسواق المختلفة دون رقابة.
وقال مسؤول في مركز الاحصاء بمستشفى الخرطوم للأمراض الجلدية والتناسلية لـ»الصحافة»: «هناك تزايد كبير في عدد الحالات في ستة أمراض جلدية. يرجع أن أحد مسبباتها كريمات التبييض التي تحتوي على مواد الزئبق الكورتيزون والهيروكيتون».
وطبقاً لتقرير مركز الاحصاء السنوي الذي اطلعت عليه «الصحافة» فقد بلغ عدد الاصابات بمرض الحساسية الجلدية خلال العام عدد «8504» حالة فيما ارتفع عدد الاصابات بمرض الأكزيما إلى «5926» حالة، وتم رصد عدد «569» حالة مصابة باسوداد الجلد، وبلغ عدد الاصابات بمرض البهاق «1989» حالة، و»3523» حالة حبَّ الشباب، بينما سجل المشخص عدد «3390» حالة حساسية ضد العقار.
وقالت جمعية حماية المستهلك ان الحكومة السودانية تصرف أكثر من نصف مليون دولار سنوياً وذلك على استيراد منتجات تبييض البشرة.
وأبلغ الأمين العام لجمعية حماية المستهلك ياسر ميرغني «الصحافة»: «ان جمعيته تطالب بحظر منتجات تبييض البشرة لأن هنالك حاجة ماسة لهذه المبالغ لتوفير الأدوية المنقذة للحياة فيما أسماه الأدوية الأساسية».
وأضاف ميرغني «ان عددا من البلاغات دونت في نيابة المستهلك وتم بموجبها مصادرة أكثر من «7» الاف منتج تجميل»، وطالبت نيابة المستهلك بتنفيذ حملات ميدانية على المحلات لضبط الكريمات والمنتجات المبيضة.
وانتقد ميرغني ضعف الرقابة وغياب القوانين، وقال «ان السلطات تتساهل مع مستوردي ومهربي كريمات التبييض».
الأمر الذي دعا «الصحافة» إلى اجراء جولة ميدانية أخرى في محلات تجارية بالخرطوم والتي كشفت عن وجود منتجات تستخدم لأغراض التبييض تتفاوت أعدادها ما بين «70-90» منتجا فيما تتراوح أسعارها ما بين «50-125» جنيها سودانيا للعبوة الواحدة.
وقال صاحب أحد المحال بوسط الخرطوم: «ان عددا كبيرا من كريمات التبييض تدخل للبلاد عن طريق التهريب من دول مجاورة ، وأكد أن هنالك اقبالا واسعا على هذه المنتجات من قبل الفتيات ويطلبها الشباب أيضاً، ولكن بنسب أقل بكثير من الجنس اللطيف».
وفي بيان آخر حظر المجلس القومي للصيدلة والسموم العام الماضي عدد «13» صنفا من مستحضرات التجميل التي تستخدم في تبييض البشرة المحتوية على مادة الزئبق القاتلة كمكون أساسي فيها.
حيث حذر المجلس القومي للصيدلة والسموم من بيع وشراء الـ»13» صنفا لمخالفتها المواصفات واحتوائها على مواد يمنع استخدامها في مستحضرات التجميل كمادة الزئبق والاستيروئيد والهيدروكيتون.
وشملت القائمة المحظورة «كريم ديانا»، «يوهلي»، «كريم ميكاكو» المبيض لاحتوائه على مادة الزئبق بجانب «كريم باليو كاروت»، «كريم كارولايت»، «كريم رابيد كلير»، «كريم مس كارولين سكت تونيق»، «مرطب وكريم سيفو كلير»، «مرطب كريم كارولت» لاحتوائها على مادة الهيدروكيتون. اضافة إلى «كريم ماكس لايت لاتيننق بيور فاينق»، «كريم ومرطب وزيت بايو كلير»، «كريم ويفا»، «وماكس توت فير» وذلك لاحتوائها على مادة الاستيدوتبيد.
وتقول شيماء أبو علامة التي أعدت هذا التقرير انه في ظل كل ما سبق لا يوجد إلى الآن قرار رادع تماماً يمنع البتة تداول هذه المستحضرات السامة بداية بتهريبها ودخولها للبلاد بطرق غير مشروعة ومروراً بالغياب التام لرقابة التداول وختاماً بوصولها ليد المستهلك محدثة هذا الخطر الجسيم البالغ الذي لازلنا نعاني منه حتى الآن.. فإلى متى سننبه ونحذر من خطر الكريمات السامة القاتلة.. إلى متى..! دون أي قرار يمنع التداول.. ومصادرة ما هو غير آمن بعدد من المتاجر والصيدليات.. إلى متى..؟!!

الصحافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.