بكاءٌ ونحيبٌ في اختيار خليفة الترابي

شَهدَت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي في أرض المعارض بُبرِّي أمس الجمعة، أحداثاً درامية ساخنة، وذرفت قيادات الشعبي ونساؤه الدموع بحرارة في أول مؤتمر يلتئم للحزب عقب رحيل زعيمه ومؤسسه د. حسن عبد الله الترابي.
وفي الأثناء، حَثّ زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، المُؤتمرين إلى ضرورة الانحياز للقضايا الوَطنية العَالقة، وقال إنّ البلاد تمر بعشرة تحديات، يسود فيها الجدل بين الإصلاح والثورة، وقال المهدي لدى مُخاطبته المؤتمر إنّ القوى السياسية أمام عسير “تُكرم” فيه أو “تُهان” بالاستجابة للتحديات التي تُواجه البلاد، وتساءل رئيس حزب الأمة: هل سيتوقّف الحوار عند هذه المحطة أم أنه سيكون له ما بعده ليشمل من لم يشارك؟ وأضاف: “هل سيكون بمُوجب خَارطة الطريق التي وقّعتها الحكومة مع قوى نداء السودان أم سيلغيها”، وتابع: “نريد حواراً شاملاً يحقِّق قيمة مُضافة في الحُريات، والأمن، ونظام شامل، ويوقف الاحتراب والاستقطاب، وحكم قوي لا يعزل أحداً”، وأردف: “النظام السالف مَعروفٌ، وهذه معاني النظام الخالف”.
بدوره، رد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود، على تساؤلات المهدي، مُؤكِّداً أنّ الحوار سيستمر لتحقيق الغايات المنشودة، وقال محمود لـ “المهدي” في كلمته بالمؤتمر: “نحن مُلتزمون بخارطة الطريق وتحقيق السلام وتنفيذ مخرجات الحوار”، ودعا مساعد الرئيس، المُمانعين الى ضرورة المُشاركة في الحوار للنهوض بالدولة السودانية، قائلاً: “علينا أن نضع أيدينا فوق أيدي بعض حتى نمضي بالسُّودان نحو الأمن والسلام”، وطَالَبَ الجَميع بتَنَاسِي مَرارات المَاضي، وزاد: يَجب أن تُوجّه البَوصلة نَحو الدِّيمقراطية والحُرية والبناء الاقتصادي لتكون دولتنا راشدة، ودولة قانون تستطيع أن تُلبي طُموحات الشعب السُّوداني، وجزم بأنّ الحوار هو السبيل الوحيد لبناء السُّودان وتوحيد أهله، ومَضَى قائلاً: “بفضل الحوار، السّلام أصبح واقعاً، ونريده أن يكون ثقافة أمّة وليس حواراً بين النخب والكيانات”.
من جانبه، دَعَا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي، القوى السِّياسيَّة المُوالية والمُعارضة لضرورة التوافق ونبذ التناحر “لأنّه يُبدِّد الوقت”، وأضاف: “حانت ساعة الوحدة والانطلاق نحو بناء الوطن ومُستقبلٍ زاهرٍ”، مُشيراً إلى أنّ البلاد ستبدأ مرحلة جديدة تتنزّل فيها المخرجات إلى واقعٍ ووضع دستورٍ يُحدِّد شكل الحكم، فضلاً عن رسم برنامج مَرضي عنه عن كيف يحكم السودان، يشمل إصلاح الدولة ومحاربة الفساد وتعزيز الخدمات الأساسية والتنمية المُستدامة والقضاء على الفقر والحاجة، تليه انتخابات حُرّة ونزيهة، داعياً إلى تَغليب مَصالح الوطن العُليا على المصالح الحزبية الضيِّقة، وَعَدّ السنوسي القضية الفلسطينية بأنّها قضية محورية وهَــــمٌّ قوميٌّ وإسلاميٌّ، وقطع: لا تفاوض ولا تطبيع مع إسرائيل، وغالبت الدموع السنوسي عند بداية المؤتمر قبيل بدء كلمته، وشَقّ نحيب وبكاء الرجال والنساء جلسات المؤتمر أكثر من مرّة عند لحظات الحديث عن شيخهم وزعيمهم الترابي، وقُوبلت كلمة أمين الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري ساطع الحاج بهتافات وتصفيف داوٍ خلال حديثه عن صقور الشعبي “الناجي عبد الله، يوسف لبس وباب الصندل”، بينما نساء الشعبي أجهشن بالبكاء عند حديث ساطع عن الترابي.
مُحمّد سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.