على والي الخرطوم دفع الدية …!!

المشاة في شوارع الخرطوم لا مكان لهم ليمشوا فيه..الأرصفة مشغولة بسيارات أصحاب المحلات والباعة وطباليهم وبسطاتهم وهي معرض لما فاض عن بضائعهم .المشاة ليس لهم معابر مخططة ليعبروا منها…المشاة عليهم أن يجدوا طريقهم بين العربات وواجبهم أن يحددوا مناطق العبور للطريق !!.. كل من يستخدم الطريق راجلاً فهو معرض لحادث مروري..وكل من يقود سيارة فهو معرض لأن يصطدم بشخص يمشي على قدميه.. إذن ماهي حدود المسؤولية ؟ بل ماهو نوع المسؤولية ؟ وعلى من تقع ؟ ومن يدفع دية المقتول ؟.

فقه الإحسان الذي يمثله سيدنا عمر بن الخطاب يحمل الدولة دية المُشاة بسبب عدم تمهيد الطريق وجعل رصيفه سالكاً لمن يمشي ..وفقه القانون يجعلها مسؤولية تقصيرية تقع على الوالي وعلى رئيس المرور..:الولي كان عليه تجهيز أرصفة واسعة للمشاة ورئيس المرور كان عليه أن يحدد مناطق عبور مشاة على كل طرق المدينة..وكان عليهما تحديد مواقف للحافلات لا تقف إلا فيها..ولا تحمل أو تنزل ركاباً إلا منها.

في كل بلاد الدنيا التي رأينا لم أشاهد مشاة يعبرون الطريق من أي مكان ومتى ما قرروا العبور إلا في بلدي..وهم جد معذورون فليس هناك مكان يسيرون فيه إلا وسط السيارات وبينها !! وحافلات الركاب تقف متى ما قرر السائق الوقوف ليلتقط راكباً أو لينزله.

عزيزي القارئ…تعال معي نطلب من مسؤولينا – الوالي وقائد شرطة المرور- أن يهيئا لنا السير في طرقاتنا بأمان وكرامة.

الطرق عندنا بها عوائق ومعيقات من حفر وبواقي أشغال تتركها شركات الصيانة ولا تزيلها إلا بعد حادث أو تلف سيارة بسببها..وأضرب لك مثلاً يشاهده كل من يستخدم كبري شمبات: في منصف الكبري وفي وسطه عند السور الحاجز للمسارين، هناك جزء من الحاجز الحديدي محطم وبارز لدرجة ..لم يسبب حادثاً بعد الحادث الذي حطمه..ولكنه إن تسبب في حادث فسيكون حادثاً كبيراً ..وكلما أمر به أقول لنفسي : مسؤولية من ستكون إن اصطدم هذا القضيب بسيارة ؟ ومن سيدفع الدية إن نتج (لا قدر الله) عنه موتى؟ لو جعلنا المسؤولية تقصيرية فالوالي ورئيس المرور عليهم دفع الدية، إذا لن يثبت العمد عند السائق الصادم.

ونقطة أخرى: لا أعلم بنود وشروط عطاءات نظافة الطرق وصيانها..ولكني أشهد أن المحليات قد خصصت أناس يكنسون الشوارع ..ولكن : هم يفعلون ذلك في أوقات ذروة الحركة الصباحية ويثيرون تراباً قاتلاً ليسكن في أنوف من يستخدم الطريق ماشياً أو في مواصلات عامة أو في سيارة غير مكيفة..وأسأل سؤالاً لمعتمدينا الكرام: هل يمكن أن تتم عملية النظافة في مناوبة ليلية من الساعة الواحدة حتى الخامسة صباحاً؟ هل يمكن غسل بواقي التراب العالق أو حتى تسكينه بالماء من أجل بيئة نظيفة ؟.

السيارات منذ اختراعها كانت من وسائل تسهيل عيش الإنسان على الأرض..وتطورت وتزينت وغدت ركوباً وزينة..وأصبحنا نعشقها عشق سيدنا سليمان للخيل….إلا أنها أصبحت أداة قتل بسبب عدم تنظيمنا لسعينا على الأرض : فليسعى ولاتنا حتى تعود السيارات زينة وركوباً ويعود المشي في طرقاتنا أمناً وسعياً ..وحتى لا نطالبهم بدفع الدية.

صحيفة التيار – أحمد آدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.