الأفران (السهر حتى الصباح) والحلاقة (علامة صاح)

تظل حركة الناس أيام العيد معلومة ومعروفة، فما من أحد لا يذهب الى الأسواق إلا وفي باله محلات بيع الملابس أو الترزية بشقيها الستاتي والرجالي، فمحلات الترزية تشهد ازدحاماً كبيراً هذه الأيام لدرجة أن الترزي يقضي وقتاً طويلاً خلف الماكينة، يعدل – يقيف- ويفصل من جديد، وقد يسمع طلبات جديدة في التفصيل، وهي في أغلب الأحوال مستلفة من المجلات أو مشاهدة عبر القنوات، الترزي سعد الدين آدم حكى لنا أنه ظل ولثلاثة أيام محاصراً بطلبات زبائنه الذين مع القماش يضعون نماذج – موديل- لملابسهم التي يفضلون ارتدائها أيام العيد

الى جوار سعد الدين وفي أحد أزقة السوق العربي تتراص ماكينات لترزية – افرنجية- وتتراص أمامهم أقمشة من مختلف الألوان والأشكال، إلا أن أكثر أنواع التفصيلات المطلوبة هذه الأيام – الكنغولية- وهي لأقمشة مزركشة ومتعددة الألوان، وهي خاصة بالنساء، وعندما سألنا الشاب الصادق المقبول عن السر وراء محبة النساء للملابس الكنغولية قال لنا، لأنها لن تجعل صاحبتها في حيرة من أمرها في حال أرادت شراء طرحة.
أما المكان الثاني بعد الترزية هم الحلاقون، ورغم كثرة أعدادهم إلا أن ازداحماً كبيراً تشهده محلات الحلاقين والذين في العادة يعلقون صوراً للمشاهير – مطربين ولاعبي كرة القدم- لذا قفز الى ذهني سؤال لماذا لم نر صورة لسياسي في محل حلاقة، طبعاً لأن السياسي أكثر تحفظاً وغير مشغول بالموضة، وهذا ما أكده لنا ابراهيم المريخابي الحلاق الشهير والذي قال لنا : السياسي نتابع خطابه، ونسمع بقرارته لكن نقلده في الحلاقة واللبس دي صعبة، لأن السياسي غير مرضي عنه في أغلب الأحوال، ابراهيم استدرك وقال: لكن ممكن نسمي محلاً باسم سياسي زي اوباما عندما فاز قبل سنوات، أما الشاب مجاهد المغربي وهو حلاق بمنطقة الحاج يوسف فقال لنا: إن هذه الأيام تشهد إقبالاً كبيراً وأنهم كحلاقين يعملون على كسب الزبائن بتلبية رغباتهم في الحلاقة.. وأضاف أن (علامة صاح) التي نقوم بعملها بالموس على جنبات الرأس هي الأشهر هذه الأيام بين الشباب والأكثر طلباً، ومضى بالقول إن الكثير من الآباء يطالبوننا بعملها لأطفالهم، وعن ما يتقاضونه من الحلاقة للشخص الواحد قال المغربي لا نتمسك بالجانب المالي نترك التقييم للزبون حسب مقدراته ووضعه المادي رغم أن هناك أسعاراً ثابتة في الصوالين الأخرى حيث تتراوح مابين 20 إلى 30 جنيهاً
الأفران هي الأخرى ظلت تشهد حركة دؤوبة خلال الأعياد، ما سبب في كثير من الأحيان ازدحاماً وعطل حركة سير الرغيف، لكن السيدة آمنة عبداللطيف قالت لنا إن كثيراً من الأسر الآن تمتلك افراناً خاصة بها، وهناك نساء يفضلن عمل الخبائز والكعك بالمنزل، بينما يقول ابراهيم آدم كبير الفرانين بفرن بحي الشعبية بحري إن الإقبال على الأفران كبير منذ بداية رمضان وحتى الساعات الأولى من يوم العيد، ولكن في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم تزداد ساعات العمل ليلاً وتستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، وهي ساعات خاصة (بالبسكويت والكعك ومختلف أنواع المخبوزات.
هذه كانت جولة سريعة قمنا بها في الأسواق والوقوف على أكثر المهن إزدهارا هذه الأيام.

الخرطوم : عمر الكباشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.