تهاني عوض : المتأسلمون وقواعد اللعبة السياسية !!

اصطلح الناس على استخدام كلمة «لعبة» لوصف عملية المشاركة السياسية وتداول السلطة والانتخابات بأنواعها، وغيرها من آليات العملية الديمقراطية، وحقيقة الأمر أن هذا التعبير، أى اللعبة السياسية، يوحى بكثير من المعانى، أهمها أن هناك قواعد يجب الاتفاق عليها مقدمًا، وأن هذه القواعد ملزمة للمشاركين باللعبة وأن مخالفتها تستلزم إخراج الطرف المخالف فورًا خارج ساحة «اللعب»، لأن عدم التزامه يعنى إجحافًا بحقوق «اللاعبين» الآخرين وإخلالًا بمتطلبات العدالة والشفافية فى المنافسة أمام المشاهدين، وهم فى حالة الديمقراطية «الناخبين»، ولا يجادل أحدنا فى أن اللعبة السياسية هى من أكثر الألعاب شعبية ومشاهدة وتقييمًا على مستوى العالم ببساطة، لأن نتائجها لا تنعكس على «الفرق» أو الأحزاب المتنافسة فحسب، لكنها بنفس القدر تنعكس بطريق مباشر وفورى على حياة كل فرد من المشاهدين لهذه المنافسة السياسية الساخنة، وبالتالى يتحتم أن تكون القواعد الحاكمة للعبة صارمة ومطبقة دون استثناءات على الجميع سواسية، وفى ضوء ذلك فإنه من العجب العجاب وبالقطع من اللا معقول أن يتصرّف أحد «اللاعبين» وفقًا لقواعد يضعها بنفسه وتخصه وحدة ولا يسمح بها للآخرين، ثم ينتظر منهم أن يقبلوا بنتائجها ويستمروا فى اللعب وفقًا لقواعد تطبق انتقائيًّا على الأطراف المختلفة، فعلى سبيل المثال: هل سمع أحد من حضراتكم أبدًا بلاعب كرة ينزل إلى الملعب ومعه كرته الخاصة، إضافة إلى الكرة الأصلية للمباراة، مع السماح له باستعمالها حين يشاء ويسجل بها الأهداف فى شبكة الفريق المنافس حين يحن له ذلك؟ أو هل يسمح حكم المباراة لأحد اللاعبين بكسر قدم أحد لاعبى الفريق المنافس ثم يتم استكمال المباراة كأن شيئًا لم يكن ولا يطرد اللاعب أو يعاقب الفريق بأسره؟ وهل سمع أحد منكم بمباراة قرر فيها الجمهور الاعتصام فى ملعب الكرة مسلحًا بأدوات اعتداء على الفريق المنافس، ثم طالب باستكمال اللعب بنفس القواعد متهمًا الحكم والطرف الآخر، كليهما، بعدم العدالة، ليس هذا فقط، لكن مقدمًا طلبًا لـ«الفيفا» العالمية بشطب دولته التى يعيش فيها من اللعبة؟
هكذا هم (المتأسلمون) لا يلتزمون بقواعد (الديموقراطية) إلا إن كانت في صالحهم نتائجها..أما إن تم تكن في صالحهم انقلبوا عليها (بليل) ، وجاءوا في الصباح يتباكون عليها علناً ويلعنون الديموقراطية (سرا) ، ويعتبرونها (رجس من عمل الشيطان) ، ثم ما يلبثون إلا قليلا تحت ضغوط المجتمع الدولي فيحضرون (لعيبتهم) بأقمصة مختلفة وأسماء (فرق) مختلفة ، ويعينون الحكم والمراقبين ، ويحددون ميادين اللعب ، وقوانين اللعبة التي فقط تكرس لاستمراريتهم وبقاءهم في السلطة . ثم يجلسون يضحكون ويقهقهون قائلين للمشاهدين والمتفرجين: مش قلتوا عايزين ديموقراطية وانتخابات وتصويت وتعددية واحزاب ومشاركة ؟ خلاص ياها دي الديموقراطية ! وياها دي الانتخابات يللا صوتوا!! صاطكم بلاء يخمكم ! يللا صوتوا مالكم ابيتوا تصوتوا ؟!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.