استئناف الحوار مع واشنطون

أعلنت وزارة الخارجية عن استئناف المرحلة الثانية من حوارها مع الولايات المتحدة الامريكية في مارس لتضع حداً بذلك لكل الانباء التي كانت قد تواترت بأن الامور لا تمضي مع الولايات المتحدة بصورة جيدة،

وكانت واشنطون قد رفعت العقوبات الاقتصادية على البلاد بعد سنوات طويلة من الحصار في اكتوبر الماضي، غير انه رغماً عن ذلك لم تمض امور الاقتصاد بالصورة المطلوبة، الامر الذي جعل بعض المسؤولين في البلدين يشيرون الى ان اكتمال عافية الاقتصاد بصورة كاملة مرهون برفع اسم البلاد من قائمة الارهاب.
ليست خدعة

وأعلن وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور في حوار خاص مع (الشروق) امس الاول (السبت) ان المرحلة الثانية من الحوار مع واشنطون حول رفع العقوبات ستبدأ في مارس، واضاف ان مكافحة البلاد للارهاب تتعارض مع وضع اسمه في قائمة الارهاب، مشيراً الى ان رفع العقوبات ليس خدعة ولن يكون، مؤكداً رغبة البلدين في التطبيع الكامل.

وكان وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم قد اعلن بدوره عن اقتراب بدء المرحلة الثانية من الحوار مع واشنطون، وقال في تصريحات صحفية قبل ايام قليلة ان الطرفين سيجلسان في حوار وسيناقش كل اهتماماته وشواغله حتى يتم الاتفاق على مسارات أو اتفاق جديد يحدد المطلوب من كل طرف، وبعد ذلك يسير العمل على نفس المنهجية التي سارت عليها المرحلة الأولى. عبد الغني لم يخف ان الخرطوم يشغل بالها رفع اسمها من قائمة الارهاب، وقال ان هذا الملف كان يجب ان ينتهي بصورة نهائية بانتهاء اتفاق السلام الذي قاد الى انفصال الجنوب.
قضايا الإرهاب

الخبير السياسي البروفيسور حسن الساعوري بدوره علق لــ (الإنتباهة) على معرض الطرح وتساءل باستغراب قائلاً: هل كان هناك داعٍ لأن يتأخر بدء المرحلة الثانية كل هذه الفترة اذا كان الامريكان جادين في رفع اسم السودان من قائمة الارهاب؟

واشار الى ان وضع اسم بلادنا في قائمة الارهاب بمثابة تكتيك ووضع السيف على رقابنا، وسيشغلون الناس بجولات تفاوضية، والتفاوض حول رفع العقوبات بمثابة مناورة منهم، فهم يريدون وضع السودان تحت الضغط، مع العلم بأن الحوار السابق حسم القضية، والخرطوم ساعدت امريكا في قضايا الارهاب لآخر درجة، وزاد قائلاً: ليس من المعقول ان يكونوا مقتنعين بأن بلادنا تعاونت معهم لآخر درجة في مكافحة الارهاب ويكون اسمنا بذات القائمة.

واتهم الساعوري واشنطون بعدم الجدية، مطالباً الحكومة بأن تظهر التماطل وليس الجدية، مع ضرورة ان يكون للسودان في ملف امريكا موقف واضح بهذا الشأن. ووزارة الخارجية الامريكية والامن القومي الامريكي والاستخبارات الامريكية بطرفهم معلومات تؤكد أن السودان يكافح الارهاب.
مكافحة الإرهاب

ويرى المراقبون ان وضع اسم السودان في قائمة الارهاب يتم بضغوط من لوبيات صهيونية، واشار الى انه لم يعد هناك ما هو منطقي من وجود الخرطوم في هذه القائمة، خاصة بعد الجهود التي قدمتها في ملف مكافحة الجرائم العابرة للحدود، اضف الى ذلك الدور الكبير المعول ان يلعبه السودان في المنطقة، مع العلم بأنه الدولة الوحيدة التي تشهد استقراراً كبيراً مقارنة بالدول المحيطة به، واعترف المراقبون بأن هناك صعوبات قد تواجه مسار التفاوض في هذا الملف لجهة انه متشابك الخطوط.

مدير تحرير (ألوان) والكاتب والمحلل السياسي عزمي عبد الرزاق قال لــ(الإنتباهة) إن العلاقات السودانية الامريكية شهدت خلال الفترة الاخيرة حالة من الانفتاح والتفاهم الكبير، بسبب جهود لجنة الحوار السوداني الامريكي التي توصلت في النهاية الى حل اهم عقبة وهي رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية على البلاد، وكانت بمثابة المرحلة الاولى.

ويضيف محدثي بأن رفع اسم السودان من قائمة الارهاب هو المرحلة الثانية، وعملياً السودان من الدول المتعاونة في ملف مكافحة الارهاب باعتراف الحكومات الامريكية المتعاقبة، واضاف ان قضيتي الاتجار بالبشر ومكافحة الارهاب قطعت فيهما الخرطوم شوطاً كبيراً. واشار الى ان السودان لم يعد ضمن الدول التي تدور حولها اية اتهامات بدعم الارهاب، رغم عدم وجود تعريف لـكلمة ارهاب، وبالامكان وصم اية دولة به، وهو جزء من الصراع السياسي، مع العلم بأن السودان كان محسوباً في السابق على محور في حالة عداء مع امريكا واسرائيل، والآن انتقل السودان الى محور متعدل ومتعاون مع المجتمع الدولي، وذلك بفضل جهود رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وجهاز الأمن والمخابرات، وهي جهود قادت الى رفع العقوبات الاقتصادية.

واعتبر محدثي الجهود التي تقوم بها رئاسة الجمهورية ووزراة الخارجية وجهاز الامن، كفيلة بشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، خاصة ان المرحلة الثانية من الحوار ستبدأ خلال الأيام المقبلة، كما ان الحكومة الامريكية وعدت بتصحيح كثير من الاجراءات التعسفية والاتهامات التي طالت البلاد في الآونة الاخيرة دون وجه حق، مما يعني أن المرحلة المقبلة ستكون مبشرة ويسودها تفاهم كبير مع أمريكا والانفتاح الكبير على المجتمع الدولي.

الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.