إهدأوا.. سيداتي.. سادتي

باب المسؤولية الوطنية أدعو السادة المواطنين الكرام.. المحترمين والمحترمات، أن يهدأوا و(يختوا الرحمن فرق صدورهم)، ويتوقفوا عن سحب المزيد من الأرصدة من حساباتهم في البنوك، بدافع الخوف والهلع، دون حاجة ملحة للسحب !
انتهت أزمة الدولار والحمد لله، ونرجو أن تكون بلا رجعة، فقد عرفت الحكومة (الشفرة) ووجدت (الثغرة)، وعكفت على سدها، ولا مجال للمزايدة والسمسرة والمتاجرة في النقد الأجنبي من جديد .
أهدأوا – سيداتي .. آنساتي .. سادتي – أنا شخصياً.. صاحب هذه الزاوية، لم أسحب من حسابي (ألف جنيه).. ولم أحول ألوفات الجنيهات إلى دولارات.. إطلاقاً .
فعلها المرجفون والجبناء بمن فيهم بعض المحسوبين على السُلطة.. الحكومة والحزب، وفعلها عدد مقدر من المناضلين والمناضلات ولذا فشلت المظاهرات، لأنهم بدلاً من الاصطفاف في الميادين العامة، اصطفوا في البنوك وأمام الصرافات الآلية ليسحبوا ما يمكن سحبه من (كاش) لتحويله سريعاً إلى (دولار) !!
إذا كانت الحكومة أساس الأزمة، فإن الكثير من أبناء شعبنا طرف أصيل في الأزمة، فالذي هرع بمبلغ (ألف جنيه) ليحوله إلى (خمسة وعشرين دولاراً) هو شريك في ارتكاب جريمة رفع التضخم وانهيار قيمة العُملة الوطنية.. الجنيه السوداني، وبالتالي ارتفاع أسعار جميع السلع، وفي النهاية المتضرر الأول من هذا الانهيار وهذه الجريمة هو المواطن نفسه وليس غيره !!
لا تقل لي: (الحكومة وحدها من تصنع المصائب)، فأنت أيضاً تساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة المصائب النازلة على رأس البلد وعلى رأسك !!
فالمورد الذي يريد أن يربح من (50) إلى (100%) على أي علبة معجون أو صابون أو علبة تونة أو جركانة زيت، هو شريك في صناعة الضيق والضنك .
وصاحب البقالة أو (المول) الذي يضع (طاقية كبيرة) على كل علبة وصندوق وكيس، بطريقة تعسفية وعشوائية، هو سبب من أسباب الغلاء الفاحش الذي يضرب المواطن من كل الاتجاهات .
ومثلما يغالي صاحب المصنع والجزار والخضرجي في الأسعار، يقتص منهم مالك المستشفى الخاص والصيدلية وبائع اللبن، وكيفما يزاود صاحب (المول) في بيع السلع الغذائية فإنه يدفع عن يد وهو صاغر آلاف الجنيهات زيادة في رسوم مدارس وجامعات أولاده وبناته.. كل عام !!
الكل يضرب الكل.. في دائرة جهنمية متصلة ومتوالية.. فهل يفهم الجشعون في جميع الأسواق سر النقمة والغضب؟! وهل تقتنع الحكومة أن ما يجري من فوضى في أسواق السودان لا علاقة له بمفاهيم وأصول (الاقتصاد الحُر) ؟!
إهدأوا – سيداتي.. آنساتي.. سادتي – لا تخشوا على أموالكم في البنوك.. لن تأكلها الفئران.. ولن تقربها التماسيح ..
(ختوا الرحمن فرق صدوركم) .

الهندي عز الدين

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.