المتسوّلون في السعودية وعصابات الاتجار بالبشر.. هذه أهدافهم وأساليبهم

مع ارتفاع حالات التسول بالسعودية خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً في شهر رمضان، أنهت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى مشروع “نظام مكافحة التسول”، والذي تنص عقوبته بالسجن سنتين وغرامة 30 ألف ريال سعودي، لكل من يستخدم طفلاً أو امرأة أو شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسة التسوّل داخل السعودية.
وامتد التسول الذي يزداد في رمضان حتى وصل إلى الأطفال الصغار دون سن البلوغ، حيث يتم استغلال ظروف الفقر والعوز لإقحامهم في التسول حلاً لمشاكلهم المادية.
لا يعتبر ظاهرة
القانوني محمد القرني المتخصص في قضايا استغلال البشر لا يعتبر التسول ظاهرة متفشية في المجتمع السعودي.
ويقول لـ “هافينغتون بوست عربي” إنه ﻻ وجود لهذه الظاهرة بين السعوديين وذلك للدعم المالي الكبير من الحكومة للأسر الفقيرة من خلال صندوق الضمان الاجتماعي ودور الأيتام الحكومية، بالإضافة للدور للمتميز لمؤسسات المجتمع المدني الخيرية التي توفر لها الحكومة المساحة الكبيرة للعمل اﻻجتماعي”
عصابات الاتّجار بالبشر
وأوضح القرني أن الأطفال المتسولين في الشوارع السعودية من جنسيات آسيوية وأفريقية “تديرهم عصابات الاتجار بالبشر، وتتعامل معهم حكومة المملكة وفق المعايير الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر”.
ويضيف أن “عصابات اﻻتجار بالبشر تستغل التسهيلات التي توفرها الحكومة السعودية للحجاج والمعتمرين لإدخال عدد كبير من الأطفال وذوي اﻻحتياجات الخاصة بجوازات سفر مزورة للتسول في الحرم المكي”.
وبحسب القرني فإن الحكومة السعودية “نجحت في القضاء على هذه الظاهرة من خلال الإجراءات الأمنية والتوعية”.
يستغلون العواطف
المواطن السعودي عبدالسلام الثبيتي زود “هافينغتون بوست عربي” بصور توضح تفشي هذه الظاهرة في مدينة الطائف، وقال إن “المتسولين يستغلون عواطف الناس واستدراج مشاعرهم في شهر رمضان، فنجدهم بكثرة عند إشارات المرور والمطاعم والأسواق”.
ويضيف “نحن ندرك بأن رمضان شهر الرحمة والمغفرة، ولكن لا نعلم ما وراء نفوسهم فربما يكونون مخادعين، لذلك يجب علينا وضع رقابة، ونقل المتسولين والمحتاجين للجمعيات الخيرية، فالوطن غالي ونحن الخط الأول في الدفاع عنه”.
ومن جانبها تواصل شرطة مدينة الرياض والأجهزة الأمنية في المنطقة حملتها المشتركة لمكافحة ظاهرة التسول خلال شهر رمضان، حيث وصل عدد المقبوض عليهم منذ بداية الحملة الأمنية 367 متسولاً ومتسولة من بينهم عددٌ من الأطفال.
طرق التسول
وأوضح الزير أن العصابات تقوم بخطف الأطفال من جنسيات عديدة، وتسبب لهم عاهات مستديمة كقطع أيديهم أو تهشيم وجوههم بغرض استعطاف الناس، وقد يقف زعيم العصابة عند الإشارة بسيارته ويعطي المتسولين ليحث بقية الناس على إعطائهم.
وقال إن البعض يتعاطف مع المتسولين ربما طيبة أو جهلاً في بعض الأحيان، “وتعد هذه مشكلة كبيرة، ولذلك يجب أن يتصدق الناس لمن يعرفون ويدركون أنه محتاج فعلاً”.
وأضاف أنه “علينا جميعاً محاربة هذه الآفة، حيث إن الغالبية من المتسولين غير سعوديين وإنما فقط وفدوا للسعودية بطرق غير شرعية”.

العربي

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.