“جيل الغشاشين”..خبراء:غياب الأخلاق والمسئولية سبب تفشيها.. وتربوي: تخلق أجيالا فاسدة

يعتبر مشكلة الغش في الامتحانات المدرسية من اخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيرها على حياة الطالب والمجتمع حوله، حيث يعد الغش خيانة للنفس وخيانة للآخرين وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة، فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة وسلوك مشين والغش له صور، فإن ظاهرة الغش في الامتحانات، والذي أصبح يشكو كثير من المدرسين والتربويين من انتشاره ليس على مستوى التعليم الابتدائي فحسب، بل تجاوزتها إلى المرحلة الثانوية أو الجامعية فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا اسمه على غلافه وكم من طالب قدم مشروعًا ولا يعرف عما فيه شيئًا.

وأرجع الدكتور خالد عبد المحسن، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، انتشار ظاهرة الغش الامتحاني بجميع المراحل التعليمية، إلي شعور الطلاب بعدم الأمان، وكذلك عدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل الطلاب، بالإضافة إلى عدم أهمية المعلومات التي يحصل عليها الطلاب من المنظومة التعليمية، وشعور الطالب بعدم أهمية المنظومة التعليمية، والتي تعتمد على التلقين والحفظ دون الاستفادة بما يتم تدريسه في الحياة العملية.
وأوضح عبد المحسن، في تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الطالب المصري لا يؤمن على الاطلاق بفكرة الامتحانات؛ لذا فإنه لا يستعد لها من خلال المذاكرة الجيدة خلال العام الدراسي، إضافة إلى غياب القيمة العليا للمنظومة التعليمية، وكذلك العمل في مجال مختلف تماما عما كان يدرسه الطالب خلال المرحلة الجامعية، فهذه كلها أسباب تسببت في انتشار ظاهرة الغش الامتحاني بين الطلاب.

وأكد أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، ضرورة أن تقوم الدولة بتغيير المناهج التعليمية، بحيث يكون هناك ارتباط كبير بين تلك المناهج وبين الحياة العملية بعد التخرج، بالإضافة إلي إعلاء قيمة التعليم في نفوس الطلاب المصريين.
كما أعرب الدكتور أحمد زايد، أستاذ الاجتماع وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، عن اسفه الشديد لانتشار ظاهرة الغش الامتحاني بين طلاب المراحل التعليمية المختلفة بداية من المرحلة الابتدائية وحتي المرحلة الجامعية، مؤكدا أن مصر في الماضي القريب كانت تشهد لها كل دول العالم بقوة وصلابة النظام التعليمي بها وعدم ظهور تلك الظاهرة التي قد تقضي علي المستقبل التعليمي للبلاد.
وأرجع أستاذ علم الاجتماع، في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد”، ظاهرة الغش الامتحاني إلى غياب الانضباط الاجتماعي وعدم المسئولية الاجتماعية سواء داخل المؤسسة التعليمية وخارجها ، بالإضافة إلى انهيار المنظومة الأخلاقية للأجيال الصغيرة وكذلك عدم تطبيق المنظومة القانونية علي كل من يخطئ سواء ان كان القائم علي العملية التعليمية أو الطلاب.

ولمواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد المجتمع ليس فقط التعليمي وإنما المجتمع في جميع جوانبه الاقتصادية والتقدمية والاجتماعية وغيرها شدد زايد علي ضرورة قيام المجتمع والمدرسة والاسرة بالتحالف معًا لمواجهة تلك الظاهرة من خلال إعلاء قيم الامانة والصدق والشرف.
ومن جانبها اكدت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، مدرس أصول التربية بمعهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة ، ان شيوع ظاهرة الغش الامتحاني بالمراحل التعليمية المختلفة بداية من المرحلة الابتدائية وصولا للمرحلة الجامعية يساعد في خلق اجيال فاسدة وغير صالحة مما يهدد المجتمع المصري كله بالفساد والانهيار، مشيرة إلى وسائل الغش الإلكتروني تعد أحد اهم المعوقات التي تعوق عملية تطوير التعليم المصري.
وشددت أستاذ أصول التربية بمعهد البحوث والدراسات التربوية بجامعة القاهرة، على ضرورة اعادة تأهيل الطلاب وأسرهم إعلاء قيم الصدق والأمانة واحترامها، وفتح باب المجال الإبداعي للشباب لمواجهة ظاهرة الغش الإلكتروني بدلا من تركها في أيدي اشخاص ليس لديهم القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

صدي البلد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.