الممتاز السوداني يزداد في المركز.. ويتمدد شمالا وغربا وينحسر في الوسط والشرق

بإنطلاقته في كانون الأول/يناير 2016 بعدد 16 فريق يدخل الدوري الممتاز السوداني عامه ال21 منذ إنطلاقته في موسم 1994-1995 بعدد 10 فرق ليتزايد العدد تباعا حتى وصل إلى العدد الحالي الكبير لأول مرة.

وفي كل نهاية كل موسم بداية والتالي له تتغير الخارطة الجغرافية في البطولة حتى إستقرت على وضع جغرافي شبه ثابت ما أثار التساؤلات حول أسباب الشكل شبه الثابت في السنوات الآخيرة, التقرير أدناه يسلط الضؤ على الشكل الجغرافي للممتاز السوداني.

تشكل الدوري الممتاز السوداني في أول نسخة من آخر 10 أندية وصلت مراحل متقدمة في البطولة التي كانت معروفة بإسم الدوري العام “والذي كان بموجبه يتحدد ممثل السودان في بطولة دوري ابطال أفريقيا”, وكانت أغلبها من المركز “العاصمة الخرطوم” وشرق السودان “بورتسودان”ووسط السودان “مدني والحصاحيصا”.

ومنذ إنطلاقة البطولة ظلت أندية المركز تشكل القوة الضاربة والعددية الأكثر التي تتفوق من الحيث العدد في التواجد بالممتاز على بقية المناطق والولايات والمدن الآخرى, فظلت أندية مثل الهلال والمريخ والموردة والخرطوم الوطني وشمبات والأهلي الخرطوم متواجد بشكل ثابت منذ إنطلاق البطولة ولم يقل عددها عن ثلاث في اسواء الأحوال ولم تهبط من الممتاز أبدا أندية مثل الهلال والمريخ والخرطوم منذ إنتسابها له.

والآن في موسم 2016 اصبح للمركز 6 أندية تشكل قوة نسبتها اكثر من 37% من قوة الدوري الممتاز وتكون تلك النسبة فرق المريخ بطل الدوري والهلال ثاني الترتيب والأهلي شندي والخرطوم الوطني والنسور والامير البحراوي.

ويعود سبب تمركز قوة الدوري الممتاز بالعاصمة الخرطوم إلى نقدرة أندية الخرطوم في التطور فنيا بحكم أن المستوى الفني الذي يشكل فارقا يصنعه عادة لاعب العاصمة إلى جانب أن مدربي الخرطوم اكبر تجربة وأكثر إحتكاكا بالمستوى الفني الأعلى بالسودان المتمثل في أندية العاصمة الخرطوم.

ثاني أكبر قوة كروية تتواجد بمنطقة غرب السودان بمعناه الأكبر ويجسد ذلك فرق مدن الفاشر ونيالا والابيض وكادقلي فهذه الاربعة مدن قدمت خمس فرق للممتاز قابلة للزيادة في العام القادم خاصة مع بروز إهتمام غير عادي بفريق من مدينة نيالا أسمه الوادي سوف يمثل المدنية الواقعة في اقصى جنوب غرب السودان ببطولة الدوري العام في 2016.

أندية غرب السودان باتت شكل قوة كروية مؤثرة في الممتاز السوداني لان نسبتها تعادل أكثر من 31% بقليل, فالدجرة الممتازة وخلال أربع ثلاث فقط تمددت نحو غرب السودان بشكل مكثف بدأ بهلال كادقلي وإمتد نحو مريخ الفاشر في 2012 وفي العام الذي يليه لحقه هلال الفاشر وفي 2014 صعد هلال الابيض وفي 2015 جاء مريخ الفاشر.

السبب في سرعة وصول اندية غرب السودان للدوري الممتاز رعاية وإهتمام بعض الحكام بلعبة كرة القدم وذلك بغرض أن تلعب دورها في ترسيخ ثقافة السلام وطرد شبح الحرب وبالتالي إيجاد التوزان النفسي لأنسان تلك المناطق التي يدور فيها رحى الحرب وذلك ما أفلح فيه الحاكم أحمد هارون الذي كان واليا على جنوب كردفان وسخر كل الإمكانيات فنجح في تقديم هلال كادُقلي للممتاز, ثم تحول حاكما بعد عامين لإقليم شمال كردفان ونجح بعد عام فقط في تقديم هلال الاُبَيِّض للممتاز.

لكن نجاحات الحاكمين في في تقديم فرق للممتاز لم تكن تلقى النجاح لولا ان المسؤولون بالمركز منحو تلك المناطق التي تسعى لترسيخ ثقافة السلام بدلا عن الحرب أهتماما أكبر لجلب الإستقرار .

اما بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور باقصى غرب السودان فقد ناجحا حاكم الولاية عثمان محمد يوسف كَبَر في تحقيق ما يعتقد الكثيرون أنه معجزة بتوفيره إمكانيات ضخمة جعلته يشرف على تصعيد قطبي المدينة مريخ الفاشر في وهلال الفاشر في سنتين متتاليتين 2012 و2013.

وفي عام 2015 وبعد محاولات إستمرت لأكثر من 10 سنوات نجح مدينة نيالا وهي اكبر مدن جنوب غرب السودان في التواجد بفريق ميريخ نيالا في الدرجة الممتازة.

لكن محلل الدوري السوداني المعروف للجمهور السوداني, المدرب هشام الفاتح النور له رأي في في ظهور الأندية الولائية كقوة تنافس الهلال والمريخ فيقول:” لولا إهتمام بعض الحكام بالولايات لما زادت فرص تواجد أكثر من نادي بولاية واحدة في الدوري الممتاز.

عدا حالة نادي الأهلي شندي والنيل شندي اللذان يرعاهما شخص واحد وهذه حالة إستثنائية, لكن الملاحظ أن جميع مدربي ولاعبي فرق الولايات بالممتاز من العاصمة الخرطوم, وربما تجد مدربا واحدا او لاعبين ينتمون لنفس المدينة الولائية”.

تَمَدُد غرب السودان بالمزيد من الفرق في الدرجة الممتازة قابله إنحسار كامل في شرق السودان الذي كانت فرقه العملاقة مثل حي العرب بورتسودان وهلال بورتسودان تمثل ركيزة فنية لكرة القدم السودانية بل ركيزة مالية جاذبة للعديد من نجوم الكرة السودانية وبلغت بورتسودان قمة في المستوى وهي تشارك في الممتاز بثلاث أندية منافسة الخرطوم في بداية الالفية كثاني أكبر قوة كروية بالسودان بعد العاصمة الخرطوم.

فقد غابت شمس مدينة بورتسودان عن الدوري الممتاز لأربع سنوات متتالية وغابت معها جماهير الكرة عن الملاعب بشرق السودان.

لاحت في 2015 فرصة لشرق السودان لإستعادة بريقه الكروي عن طريق ممثل مدينة مجاورة لبورتسودان هي كسلا, ولكن فريق الميرغني صعد وعاد بسرعة إلى أدراجه لأنه لم يستوعب التغييرات والمفاهيم التي حدثت بالممتاز بعد هبوطهمنها قبل أربع سنوات.

تمثيل الدوري الممتاز السوداني تضاءل في وسط السودان كثيرا فبات فريق الأهلي مدني أحد عمالقة كرة القدم بالسودان وحيدا يقاتل ويرفع راية المدينة التي كانت المنجم الأول للمواهب بالسودان.

وفي ذات لا يمكن تجاهل شمال السودان الذي بات فرقه تشكل ربع عدد الأندية الموجودة في الممتاز فمدينة عطبرة ثاني أعرق مدن السودان في كرة القدم عادت إلى تمثيلها بفريقين بعد عودة الأهلي عطبرة الذي هبط في موسم 2014, ويتواجد بالممتاز ممثل المدينة الأول العملاق الأمل.

لكن مدينة شندي وهي تقع جنوب مدينة عطبرة بدأت تقدم نفسها كقوة كروية صاعدة بعد نجاح فريق النيل في الصعود للممتاز لأول مرة ليشكل بذلك ثاني فرق المدينة إلى جانب الأهلي شندي القوي بالدرجة الممتازة.

كووورة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.