الفريق عبدالرحيم:اصبحت محاصر ما بين طموحات المواطنين وإمكانات الدولة

لا توجد موارد و(الحتات) كلها باعوها .. جاهز للنصيحة ومستعد للتعاون مع الصحافة وقال الوالي “إنه أصبح محاصراً بين طموح المواطن العالي وإمكانات الدولة والسلوك غير الحضري لبعض المواطنين).. وضرب مثلاً بأنه تلقى تدريباً عسكرياً بروسيا عندما كان ضابطاً صغيراً ولاحظ أن الروس غير المقيمين بالعاصمة لا يسمح لهم بالعمل فيها كما أن فترة إقامتهم محدودة. و(ضحك)، وقال: “أنا من منطقة تكاد تكون حلتي كلها في الخرطوم”.

الوالي في قبضة خيمة الصحفيين
عندما استلمت الخرطوم قلت للقيادة إنها أشبه بقصة جحا والحمار والولد
جاهز للنصيحة ومستعد للتعاون مع الصحافة
لا توجد موارد و(الحتات) كلها باعوها
ناس (الجريدة) عندهم كوش بلملموها كدا لكن بتورينا (الكوش) وين!!
ناس حلتي كلهم جوا الخرطوم

خيمة الصحفيين من الإبداعات المشرقة لمؤسسة (طيبة برس) التي يتربع على هرمها أساتذة أجلاء لهم باع طويل وتاريخ ناصع في الصحافة السودانية (محمد لطيف – فيصل محمد صالح).. خيمة هذا العام وجدت حظها من الرعاية ونصبت بفندق (القراند هوليدي فيلا) وشهدت سلسلة من الإبداعات وقف خلف كواليسها معاوية بقامته الطويلة وأبو هريرة بنشاطه وعلاقاته الممتدة وآخرين لا نعرفهم ولكننا على يقين بأنهم روحوا عنا ساعة بعد ساعة وأضافوا لعقولنا معلومات ثرة.
منذ اليوم الثالث وكانت كل أعين الصحفيين تتحسس اللقاء الذي أعلنت له (طيبة برس) باستضافة الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم ضمن برامج الخيمة، ولكن اعتذار حسين أصاب أهل صاحبة بالإحباط الذي سرعان ما ذوبته إحدى روائع أغنيات حمد الريح والتي شدا بها في ذات ليلة غياب الفريق (شالوا الكلام .. جابو الكلام.. زادوه حبة.. جابوه ليك.. باين عليك صدقتهم).
أمس الأول تقاطرت جموع الصحفيين للخيمة للمشاركة في لقاء والي الخرطوم الذي انتظرته طويلاً وبالفعل جاء اللقاء شيقاً صحصاحاً مفصاحاً عبر عن حقيقة ما يود أن يقوم به الوالي من أجل النهوض بعاصمة البلاد التي اعتبرها الجميع بأنها ملكهم.

التقديم والمداخلات
رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي أكد أنه أقحم إقحاماً ولم يكن يعلم بأنه سيتولى إدارة المنصة والحوار بين الوالي وزملائه، ووضع الرزيقي إطاراً للحوار بأنه حوار اجتماعي وليس سياسياً وشبه والي الخرطوم بحكم مهمته الجديدة والتحديات العظام التي تواجهه بـ(التور الكلالي)، ومنح أول فرصة للنقاش للصحفي إمام محمد إمام الذي أطلق لقب النطاسي على عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم وطالب بالاهتمام بالنظافة لأنها الـ(Theme) الذي يوضح حسن البلاد ومظهرها، وفي الوقت ذاته سار الكاتب والمحلل السياسي الطاهر ساتي في ذات المنحى واقترح أن تتولى شركات خاصة أمر النظافة مؤكداً على ضرورة السياسات الصحية بنقل الخدمة الى الأطراف، وأيده الكاتب حسن محمد صالح على ذلك، فيما استرسلت الكاتبة منى أبو زيد وعددت مطلوبات العاصمة الحضارية، لتؤكد من بعدها الصحفية فاطمة غزالي أن معاناة السكان في الأطراف بلغت مداها لدرجة أكلهم الجيفة فضلاً عن الانتشار الواسع لعصابات (النيقرز)، وحاول معاوية التوم نائب المدير العام للفندق الاستفادة من اللقاء شارحاًً الخدمات التي يقدمها فندقه ومشيراً إلى أن الوالي السابق الخضر كان ممسكاً بقرون بقرة وهي تحاول الفكاك ما أفقده السيطرة على الخرطوم.. (الجريدة) أشارت بوضوح إلى أن مشكلة الخرطوم لا تنفصل عن الواقع السياسي وإن أصلح أصلحت، وذلك لأن الهجرات بسبب الحروب وعدم توفر التنمية في الريف ستظل تتدفق على عاصمة البلاد وبالتالي ما لم توقف الحرب وتتحقق المصالحة الشاملة لن يتم ضبطها، وإذا كان الوالي يريد إحداث نهضة فليبدأ بملفات الفساد وليراجع كل ملفات المشروعات السابقة بما فيها مشروع النظافة. أما معاوية الجاك رئيس القسم الرياضي لصحيفة أول النهار، فذكر أن وزير الرياضة لا يهتم بأهلها ويهتم بشؤون المؤتمر الوطني، ليشن من بعده هيثم كابو هجوماً واسعاً على وزارة الثقافة ويطالب بالاستفادة من ميزانياتها لصالح وزارات أخرى وذلك لقصورها في دورها، ليؤكد القيادي بالحزب الحاكم بدوي الخير إدريس أن الهم الأول هو التشكيل الوزاري واختيار معتمدين أكثر قرباً والتصاقاً بالمواطن.

جئت مستمعاً
بدأ الفريق عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم حديثه بالقول: “جئت للمشاركة في خيمة الصحفيين بطلب من صديقي اللدود الأستاذ الصحفي محمد لطيف وأتيت مستمعاً لآراء وأفكار الصحفيين وليس معلقاً ” وأضاف: “حقيقة تحدث الصحفيون وغيرهم بصدق شديد ولكل المتحدثين بمختلف توجهاتهم ينحدرون من منطلق واحد، وشعورهم نابع من ضمير عبر عن روح أقل ما توصف به أنها روح وطنية وهذا ما يجعلني مطمئناً” وأردف: “أنا في موقع المسؤولية وجاهز لتقبل البارد والساخن من الحديث”.

الولاية متعددة الإشكالات:
و(تابع) الولاية قضاياها كثيرة والمشاكل بها متعددة، وتكاد تنعكس يومياً على الصحف ولذلك جاءت الحلول من خلال مشاركاتكم متباينة فمنكم من قدم النظافة كأولوية ومنكم من تبنى ضرورة إصلاح المواصلات كأولوية قصوى وهكذا اختلفت رؤى الحلول. وأضاف: عندما كلفت بالخرطوم قلت للقيادة الخرطوم أشبه بقصة “جحا وولده والحمار” التي درسناها في الابتدائية فأنت قد تتخذ قراراً ولكنه لا يرضي الناس كلهم.

المعتمدون
أؤيد ما ذهب إليه الأخ بدوي الخير إدريس بأن أهم القضايا الآن هي تشكيل حكومة تكون أقرب لنفس المواطن، والمعتمدون هم ركيزة ذلك ولابد أن يكونوا (قريبين) من المواطن ومن المرضى والمستشفيات والشوارع والأسواق، ومع ذلك نحن نعتمد على رؤية بشر واجتهادتهم. وأقرّ وبحكم عملي في القوات المسلحة كنت بعيداً من العمل السياسي والتشكيلات الحزبية، ولكن القوات المسلحة بقدر ما تقوم بحماية وأمن البلاد تنمي الشعور القومي وسط منسوبيها ولعل هذه من أعظم الدروس التي خرجنا بها من الجيش. وأعود وأقول أهم (زول) في الحكومة هو المعتمد ولابد أن يكون قريباً من الناس ويتلمس مشاكلهم ونحن في ولاية رقعتها متسعة محلية الخرطوم وحدها بها 186 حياً وفيها 18 مستشفى و34 مركزاً صحياً و43 جامعة وكلية.
عدد المواطنين بمحلية أمبدة يوازي عدد مواطني نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر. وزاد: “كل محلية بها عديد من الإشكاليات.

مشكلة المياه
وواصل: مشكلة المياه في المصادر source)) وفي الشبكات. وكشف أن ولاية الخرطوم بها 1600 بئر و11 محطة على النيل. وأضاف “الآبار في الصيف تجف وتحتاج لـ1600 مولد standby)). وأردف: ” أزمة المياه الحالية تشمل 27 حياً، ولكن الصحافة ضخمتها، ومن حق الصحافة أن تكتب عنها لأن الماء هو عصب الحياة ومن حق أي مواطن أن يحصل على مياه شرب نقية”. ما نقلته الصحف فيه تشويه كبير وكأن كل الخرطوم تعاني من أزمة مياه وليس جزءاً من أحيائها المهم من جانبنا وضعنا خطة إسعافية للمياه من 3 محاور تقوم على مواصلة العمل وفي عمليات الصيانة للمحطات وفق رؤية هندسية وفنية متكاملة واستمرار الحلول العاجلة في علاج مشكلات شح إمداد المياه في بعض المناطق، أما المحور الثاني هو كيف نقابل الموسم القادم ونقلص من إشكالات الموسم الحالي لحد كبير. أما المحور الأخير، فهو وضع استراتيجية لحل جذري لمشكلة المياه.

مشكلة النظافة
و(تابع): فيما يتعلق بالنظافة تجدني أتفق مع حديث الأستاذ فتح الرحمن النحاس بأن العاصمة ينبغي أن تكون جميلة وهي واجهة البلاد، لكن مشكلة النظافة ليست في الآليات وحدها وإنما هنالك أيضاً أزمة في السلوك الحضري. وأذكر أننا في إحدى الدورات العسكرية بالأردن وكنا في رحلة إلى سوريا، قام أحد الضباط من زملائنا بعدما (أكل الساندوتش) برمي اللفافة على الأرض، فأوقف المشرف على الرحلة (البص) وقام بأخذ (اللفافة) ولم يسألنا وكان بمثابة درس لنا. وزاد: من الصعب أن يكون هنالك جمال مع وجود الأوساخ وناس صحيفة (الجريدة) ديل كل يوم عندهم صور للكوش بلملموها من وين ما عارف لكننا نستفيد من ذلك ونذهب اليها لتفقد حقيقتها وحتى (الكاركتيرات) الساخرة المنشورة مع أنها لاذعة تجدنا ننظر إليها ونضحك، فنحن ليست لدينا مشكلة مع الإعلام والنقد البناء ونأمل أن لا يكون النظر كله بالنظارة السوداء، بل تحمل المادة الإعلامية بين ثناياها حلول وكما ذكرت قد تكون رؤانا مختلفة ولكن همنا واحد. وأضاف: “عندنا تحديات حقيقية والإمكانات والموارد محدودة وكان الاعتماد على وزارة التخطيط ولكن الحتات كلها باعوها وكلها توزعت” وبالتالي مطلوب منا خلق موارد جديدة.

الخرطوم صعبة التحكم
وقال حسين: “إن المشكلة الثانية هي التمدد السكاني والهجرات المستمرة نحو العاصمة والزيادة السكانية المضطردة نتيجة ذلك” وكشف عن أنه توصل لخطر الهجرات من خلال تقرير وزير التربية والتعليم والذي أشار الى أزمة الاكتظاظ بالمدارس وأنهم كل عام يشيدون 20 فصلاً جديدة دون بوادر حل للأزمة، والسبب يعود لاستمرار تدفق الهجرات نحو الخرطوم.
وأوضح أن بعض الناس أشاروا اليه بأن الخرطوم اذا أصبحت جاذبة يعني ذلك تحفيزاً المواطنين للهجرة اليها، ولا توجد طريقة لإيقاف مد الهجرات. وضرب مثلاً بأنه تلقى تدريباً عسكرياً بروسيا عندما كان ضابطاً صغيراً ولاحظ أن الروس غير المقيمين بالعاصمة لا يسمح لهم بالعمل فيها كما أن فترة إقامتهم محدودة. و(ضحك)، وقال: “أنا من منطقة تكاد تكون حلتي كلها في الخرطوم”.
المواصلات
وواصل فيما يختص بالمواصلات أشهد بأني وجدت دراسات جيدة واطلعت عليها فهنالك ما زالت مشروعات واعدة لم تنفذ. وأيضاً هنالك (كباري) لم تنفذ وقد تساعد في فك الاختناق المروري والمواصلات بها إشكالات حقيقية تحتاج لحل إسعافي وجذري.

بين الطموح والإمكانات
قال الوالي “إنه أصبح محاصراً بين طموح المواطن العالي وإمكانات الدولة والسلوك غير الحضري لبعض المواطنين).. وأبدى استعداده للتعاون مع الصحافة وحث كتاب الأعمدة أن يكتبوا بعمق وأنه لا يمانع من تمليك الصحفيين المعلومات. وأكد بأنه جاهز لسماع أي نصيحة تقدم له.

الخرطوم لم تبدأ بي
ثمن الفريق عبدالرحيم جهود من سبقوه في ولاية الخرطوم وأكد أنه لن يلغي دورهم وأن فعل ذلك فيعني بداية الفشل مهما قل عطاؤهم أو كثر، وطالب أهل الصحافة بأن يكونوا عوناً له ولا عوناً عليه.

صحيفة الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.