عليّ الطلاق يا وزير الصحة !!

كان يوم السبت أول الأمس مشهوداً بالجامعة الوطنية التي تطورت من كلية إلى جامعة تنافس أعرق الجامعات العالمية خلال سبع سنوات فقط.. ذهبنا إلى الجامعة الوطنية لحضور الاجتماع السنوي لاتحاد الجامعات السودانية.. إلا أن الجامعة نفسها قد خطفت الأضواء.. منتهى النظافة، منتهى الحفاوة.. منتهى الأبهة.. منتهى الفخامة.. منتهى الترتيب.. منتهى الفهم ومنتهي الذوق وآخر ما وصل إليه منتهى التقانة الحديثة في مجال التعليم والطب.. صالات دراسة.. صالات استقبال.. صالات محاضرات.. قاعات دراسة.. استديوهات.. مستودعات حديثة وحتى الساحات الخارجية مفروشة إما بالنجيلة أو الموكيت..

علي الطلاق يا وزيرا الصحة.. الولائي والاتحادي.. وما طالبني حليفة.. أفيدكم بالآتي:

أولاً: الجامعة الوطنية أنظف وأجمل جامعة خاصة.. “يعني يملحوا ليك في البلاط وإنت تاكل طوالي” فيما أرى.. وأنصحكم بزيارتها فقط لكي لا تفوتكم الفرصة..

ثانياً: سيديّ وزيري الصحة الولائي والاتحادي أرجو إفادتكما بأن الجامعة الوطنية بها مستشفى كبير جداً “نعم علي الطلاق” وضخم جداً ونظيف جداً ومؤسس بكل حاجة جديدة ومستوردة كمان.. نعم.. علي الطلاق يا سيدي الوزير.. وما طالبني حليفة فقد كان معي في الزيارة ما لا يقل عن سبعة وعشرين طبيبا كبيراً.. من زملائي خريجي السبعينات، وقد حلفوا بالطلاق – برضو – أنهم لم يشاهدوا أجمل وأنظف وأحسن وأكمل وأجود من المستشفى الكائن بالجامعة الوطنية..

ثالثاً: هذا المستشفى يا سيدي الوزير وعلي الطلاق “تاني” يحتاج له الشعب السوداني وتحتاج له ولاية الخرطوم وتحتاج له ولاية الجزيرة وأحتاج له أنا وأنت وهي وهم واللائي والمواطنون والمغتربون واللاجئون والجميع.. وكل غرفة وجزء وركن من هذا المستشفى مجهزة بكل الاحتياجات والمعدات في قسم الطوارئ والجراحة والولادة والعناية.. وعلي الطلاق في كل حتة و”ماكم طالبني حليفة”..

رابعاً: أسوأ ما في هذا المستشفى هو أن وزارة الصحة أو وزير الصحة ما عارف لم يعط المستشفى التصديق حتى الآن ليخدم أكثر من 140 مريضاً “منوم” وخمسمائة مريض زائر ومائتي مريض “مراجع”.. ومن غير المعروف الظروف والملابسات التي تمنع الوزير أو الوزارة من منح المستشفى رخصة أنظف من المستشفيات العاملة.. وأرقى من المستشفيات الشغالة وأكبر من كثير من المستشفيات ذات التكلفة العالية اللي أنا عارفها وانتو عارفنها.

خامساً: وأخيراً يا سيدي الوزير ان مستشفى الجامعة الوطنية عندما يفتح أبوابه “علي الطلاق برضو” سيكون مجاناً للفقراء والمساكين من أهلنا على الرغم من تقدم آلياته وتقاناته وارتفاع تكلفته.. وقد ذهب تفكيري أنه ربما كان السبب في “معاكسة” افتتاح المستشفى أنه سيكون مجاناً أو بمصروفات ورسوم إسمية تسحب البساط من المستشفيات التي “تهري” المواطنين ليلاً ونهاراً..

سادساً: سيدي الوزير.. عليك الطلاق تزور مستشفى الجامعة الوطنية فربما وجدت أنه أكثر تقدماً وأفضل خدمة من بعض المستشفيات المشهورة .

د. عبد الماجد عبد القادر
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.