الأمن السوداني يعتقل زعيم الحزب الشيوعي وتوالي دعوات التظاهر

اعتقل جهاز الأمن والمخابرات السوداني، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد الخطيب وقيادي آخر، بعد يوم من نجاح الحزب المعارض في تنظيم موكب سلمي بالخرطوم واستمرار الدعوات لاحتجاجات أخرى.

وفرقت قوات شرطية وأمنية بعنف مفرط يوم الثلاثاء، تجمعا سلميا دعا له الحزب الشيوعي وشاركت فيه قوى سياسية ومدنية، كان يعتزم تسليم مذكرة لحكومة ولاية الخرطوم تتضمن نقدا لموازنة 2018 ورفضا لإفرازاتها القاسية المتمثلة في موجة غلاء اجتاحت الأسواق.

وكان ينتظر أن يكون الخطيب، ضمن قيادات سياسية أخرى، أحد خطباء حشد دعت له المعارضة السودانية هذه المرة في ميدان المدرسة الأهلية بأم درمان، ظهر الأربعاء.

وبحسب معلومات تحصلت عليها “سودان تربيون” فإن أسرة السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد الخطيب اكدت اعتقاله عند الساعة الثالثة من صباح الأربعاء من منزله في شمال الخرطوم.

كما تم اعتقال القيادي في الحزب الشيوعي صدقي كبلو من منزله في الخرطوم بحري في الساعات الأولى من فجر الأربعاء وتم منعه أثناء عملية الاعتقال من إبلاغ ابنته التي تقيم معه في المنزل.

وكان جهاز الأمن قد اعتقل الأسبوع الماضي رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير والرئيس السابق للحزب إبراهيم الشيخ مع بداية الاحتجاجات على نتائج الموازنة المالية التي أقرت مضاعفة أسعار الخبز ورفع سعر الدولار الجمركي من 6.9 جنيه إلى 18 جنيها.

كما اعتقل الأمن خلال احتجاجات الثلاثاء القياديين في الحزب الشيوعي يوسف حسين وصديق يوسف، ورئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة، وعشرات الطلاب والناشطين السياسيين والمدنيين، فضلا عن اعتقال بعض الصحفيين، تم اطلاق سراحهم لاحقا.

وبدأت نذر احتجاجات متفرقة في العاصمة السودانية وعدد من الولايات غضبا على موجة غلاء طاحن اجتاحت الأسواق في أعقاب تنفيذ الموازنة الجديدة للدولة، وأسفرت عن مقتل طالب بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور.

في ذات السياق قال بيان لقوى المعارضة السودانية، الأربعاء إن جهاز الأمن أغرق الليلة الماضية ميدان المدرسة الأهلية في أمدرمان بمياه الصرف الصحي للحيلولة دون تنظيم موكب للمعارضة مناهض لارتفاع الأسعار.

وأكد البيان اكتمال الترتيبات للقاء قوى المعارضة ظهر الأربعاء، وزادت “اللقاء ليس مجرد حشد يهتف بل هو للاتفاق أولا على المطالب العادلة لشعبنا الثائر، المطالب المشروعة المحققة لتطلعاتنا فى الحرية والعيش الكريم، والمجسدة في سطر واحد وكلمة واحدة رحيل النظام”.

وذكرت قوى المعارضة أن اللقاء يشتمل على مخاطبة سياسية “تجسد وحدة الصف الوطني ومؤتمر صحفي يعلن للرأي العام الخطوات التالية”.

إلى ذلك أكد 16 حزبا ومنظمة مدنية في بيان تأييدها لخطوات توحيد كلمة القوى السياسية من خلال اصطفاف وطني يحقق تياراً وطنياً عريضاً ومفتوحاً، من أجل تحقيق مطالب الشعب في الحرية والأمن والعيش الكريم.

ودعت هذه الكيانات في بيان، الأربعاء، الحكومة للكف عن مطاردة المتظاهرين وقمع الحريات وأكدت تمسكها مع بقية القوى السياسية في مناهضة “الميزانية الكارثية” التي أجازتها الأجهزة التشريعية.

ووقع على البيان: حركة الإصلاح الآن، منبر السلام العادل، حزب حركة تحرير السودان، منبر المجتمع المدني الدارفوري، تحالف قوى الشعب العاملة، حزب الاصلاح الوطني، الاتحاد الاشتراكي السوداني المايوي، حزب الشرق للعدالة والتنمية، الحركة الاتحادية، المنبر الديمقراطي لشرق السودان، حزب التواصل، منظمة غايات السلام والتنمية، الحركة الشعبية الديمقراطية، كتلة قوى التغيير بالمجلس الوطني وحزب وحدة وادي النيل.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن حركة الإصلاح الآن بزعامة غازي صلاح الدين العتباني، ومنبر السلام العادل برئاسة الطيب مصطفى، مشاركان في حكومة الوفاق الوطني.

وأيدت حركة الإصلاح الآن، في بيان منفصل يوم الأربعاء الحراك الجماهيري الرافض لـ “ميزانية الافقار والجوع” التي قدمتها حكومة الوفاق وتسببت في غلاء طاحن بالأسواق.

وأدان البيان، الصادر عن دائرة الإعلام بالحركة، العنف المفرط الذي استخدمته القوات الأمنية في مواجهة المحتجين في الموكب السلكي الذي دعا له الحزب الشيوعي، الثلاثاء، وأيدت الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها المعارضة الأربعاء في ميدان الأهلية بأمدرمان.

وأكد أن حركة الإصلاح الآن “انتظمت في سلسلة اجتماعات متواصلة في إطار تحالف قوى المستقبل لدراسة الأوضاع واتخاذ ما يلزم من مواقف داعمة للشعب السوداني في قضاياه العادلة”.

سودان تربيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.