ملايين من الأجانب خارج الشبكة بأمر “الاتصالات”..!!

 فيما أرى – بقلم : عادل الباز
1
 أود أن أذكِّر الهيئة القومية للاتصالات بالموعد الذي قطعته على نفسها لقطع الشرائح، كانت الهيئة قد هددت بأنها ستقطع جميع الشرائح التي لم تسجل بالرقم الوطني في 31/12/2017م، وقلنا وقتها الهيئة لن تتمكن من تحقيق ذلك، والسبب أن هناك (18) مليون شريحة بحاجة لتدقيق، هذا ما لا يمكن إنجازه في الوقت الذي حددته الهيئة لإشكالات عديدة تتعلق بالشرائح، فالآلاف من الأرقام مسجلة باسم شخص واحد، ثم هناك الملايين من المغتربين يحملون أرقاماً سودانية من الشركات الثلاث وهؤلاء سوف لن تستطيع الشركات الوصول لأرقامهم.
 2
منذ إعلانها عن تسجيل الشرائح بالرقم الوطني ورغم الدعايات والحوافز والمليارات التي دفعتها الشركات لحفز المشتركين على التسجيل، إلا أن الذي تم تسجيله إلى الآن من الشرائح لا يتجاوز الـ(50 %)، وبأفضل تقدير تصل النسبة إلى (60 %) من الشرائح المسجلة لدى الشركات، يعني ذلك الـ(28) مليون مشترك الذين تتحدث عنهم الشركات سيتقلصون إلى (17) مليون مشترك في كل الشركات، يعني ذلك أن الشركات فقدت ملايين من المشتركين، وبالتالي فقدت الدولة عوائد تعود عليها من نسبة الـ(2 %) التي تخصمها من دخل الشركات، إضافة إلى تناقص إيرادات القيمة المضافة (35 %) التي تخصم من المشتركين،
والهيئة نفسها ستتضرر، إذ سيفقد صندوق دعم المعلوماتية مليارات الجنيهات.
3
 سيجد الآلاف من الأجانب أنفسهم خارج الشبكة، وهم حسب آخر تقدير للشرطة خمسة ملايين المسجلين منهم 2500 (اثنين مليون وخمسمائة فقط). تصوروا أن هؤلاء الضيوف سيجدون أن موبايلاتهم معطلة، وغير قادرين على الاتصال، ليس لأنهم لم يسددوا ما عليهم من التزامات مالية، ولكن لأن الهيئة المحترمة قررت فجأة قرارا فطيرا بلا دراسة ربط رقم الشرائح بالرقم الوطني. السفارات والمنظمات سيقطع الاتصال عنها، وذلك لأن كل الأجانب ليس لهم أرقام وطنية..!! تلهث الهيئة الآن لتجد لها مخرجا كريما ولكن هيهات، فمهما فعلت لن تستطيع أن تفي بما وعدت، أمامها خياران إما أن تقطع الشرائح قطعا جزئيا أو أن تؤجل العملية كلها إلى تاريخ آخر.
كنا قد نصحناهم بالتريث وعدم العجلة ولكنها للأسف سادتها وسيداتها لا يسمعون فينتهي بهم الأمر في كل مرة إلى فشل وخذلان، وستثير هذه الخطوة غضب الملايين الذين لا يحملون رقما وطنيا أصلا وهم في أصقاع بعيدة في السودان، ستعكر الخطوة صفو حياتهم وتتسبب لهم في كوارث.
في نهاية آخر يوم من هذا العام سنرى ماذا ستفعل الهيئة القومية وكيف ستخرج من ورطتها التي أدخلت فيها نفسها والآخرين، بسبب عجزها وخوفها من أن تنصح قيادة الدولة بما هو ممكن وبما هو مستحيل ومضر.. قاتل الله الخوف والعجلة.

Tweet
المصدر : الأحداث نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.