“بائعات الشاي” في الخرطوم.. ابتكار وسائل عصية على “الكشة”

سودافاكس :
لا مزاد بعد اليوم لبيع أدوات ممتهنات وبائعات الشاي، فقد تفتقت عبقرية التجربة الطويلة في مهنة المعاناة عن استخدام أدوات لا يمكن مصادرتها من قبل الكشات التي تقوم بها سلطات المحليات، التي أرهقت كاهلهن وزادت من معاناتهن اليومية بشكل جعل بعضهن يؤثرن الجلوس في المنزل وترك المهنة ومجابهة الضغوط الحياتية التي تتراكم بشكل يومي خاصة وهن يظللن وعلى مدار اليوم يجلسن على حذر ويترقبن مرور دفار الكشة الذي يحمل لهن ـ بحسب سردهن ـ المزيد من المعاناة والرهق ومعه بالطبع خسارة أدواتهن، دون تردد لم تفلح مه الرجاءات وأحيانا الدموع.
(1)
وللحيلولة دون النزيف اليومي من الخسائر المالية، فإن الكثيرات من بائعات الشاي بشوارع وأزقة الخرطوم قمن بابتكار وسائل وآليات تقلل من حجم الخسائر المحتملة عند مرور دفار المحلية وقمن بجمع عدد من حجارة الأرصفة (الإنترلوك) لاستخدامها كمواقد بدلا من “الكوانين” المصنوعة من الحديد والمعادن، والتي يكلف الواحد منها قرابة مائة جنيه في كل طلعة للكشة، الآن ليس أمام (زينب) إلا أن تطفئ نارها بهدوء، فالمقصود دائما مصادرة الأدوات لا ستات الشاي كوسيلة لشل نشاطهن الموسوم ببيع الشاي والقهوة.
(2)
وبدلا من العدة والمنضدة الخشبية التي تحملها وهي من المفضلات لدى كشات السلطات المحلية بسبب سعرها العالي حال لجأت المحليات لبيعها في مزاد، فإن بائعات الشاي استعضن بسلال بلاستيكية من السهل حملها عند مداهمة الكشات، أو حتى الاستغناء عنها لقلة سعرها.
ولا تتمكن (ستات الشاي) من استعادة أدوات مصادرة تكلفهن ضعف دخلهن اليومي المحدود، ومثلما يلجأن لاختيار أماكن بعيدة عن أنظار المداهمة اليومية يوائمن مهنتهن بواقع جديد أدواته من الشارع الذي يحتفظ لهن بود كبير.

حسن محمد علي
المصدر : صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.