راعي الأغنام، يموت بلدغة الثعابين

سودافاكس :
34 عامًا قضاها في الحكم، بين اضطرابات ومحاولات انقلاب وثورة، نجحت في النهاية بخلعه عن الحكم، بعد تدخل الدول الخليجية، وخلال تلك الفترة كان “صالح” يخرج في كل حادثة، بلهجته اليمنية التي يعتز بها، ليؤكد تماسكه وقوته، ويعقد تحالفات ثم يخرج منها، كان آخرها تحالفه مع الحوثيين الذي قتل على يديهم.

(1)

على مقربة من البلدة التي شهدت مسقط رأسه في مارس عام 1942، قرب سنحان التابعة لصنعاء، كان الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، يحاول الهرب من الحوثيين الذين حاصروا مقر إقامته، قبل أن تلحق به سياراتهم المثقلة بالأسلحة، ويفتحوا على موكبه النار، فتصيبه الرصاصات الطائشة، ويقتل بدم بارد على يد العناصر الحوثية، برفقة الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر عارف الزوكا والقيادي ياسر العواضي واللواء عبد الله محمد القوسي.

(2)

بخلفيته العسكرية، الذي بدأت عندما كان مجندًا في الجيش اليمني عام 1958، ثم التحق بالتعليم العسكري بعدها بعامين، اعتاد صالح على المواجهة العسكرية، منذ أن عايش أحداث اليمن الساخنة في السبعينات، عندما نشبت هد الحرب بين الملكيين والجمهوريين عام 1970، وبعدها بخمس سنوات أصبح قائدا عسكريا على خلفية انقلاب عام 1974، ثم تمكن من إخماد محاولة لانفصال الجنوب عام 1994، وانتصرت قواته على أنصار نائبه علي سالم البيض.

(3)

أجبر الرئيس اليمني السابق، على ترك السلطة في عام 2012 على خلفية الثورة التي اندلعت في اليمن، التي نتج عنها “المبادرة الخليجية” التي نقلت السلطة إلى عبد ربه منصور هادي، لكنه لم يغيب عن المشهد السياسي، فسرعان ما قرر التحالف مع الحوثيون ليشارك في الانقلاب على “هادي”، في سبتمبر 2014.

لم ينتبه “صالح” خلال تحالفه مع الحوثيين، إلى أنهم كانوا أعداء أمس، حيث سبق أن نشبت بينهم العديد من الحروب، خلال فترة حكمه التي دامت لـ34 عامًا، لتعلن المليشيات الحوثية، اليوم، قتل الرئيس اليمني السابق، ونهاية حكايته كما لم يتوقعها.

(4)

في وقت سابق من يونيو 2011، نجا “صالح” من محاولة اغتيال كادت أن تودي بحياته، وذلك في خضم الصراع بينه وبين المعارضة آنذاك، لكنه نجا بأعجوبة، ونقل إلى الولايات المتحدة للعلاج، قبل أن يفرض عليه حظر سفر، وعقوبات أخرى من مجلس الأمن الدولي، بعد اتهامه بتهديد السلام وإعاقة العملية السياسية في اليمن.

“إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين”.. هكذا وصف “صالح” الذي عمل من قبل “راعيًا للأغنام”، صعوبة حكم بلاد اليمن، لينتهي به الحال ضحية “ثعابين” الميليشيات الحوثية، التي تمكنت في النهاية من لدغه.
باج نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.