مسؤول خليجي يأمر بمنزل مجاني لمن يقل راتبه عن 25 ألفاً

سودافاكس :
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رفع خط العيش الكريم لمواطني الإمارة من 12 إلى 25 ألف درهم، ووجه سموه دائرة الإسكان بمنح منزل مجاني لكل من يتقاضى راتب 25 ألف درهم أو أقل، جاء ذلك في حلقة جديدة من سلسلة مكارم سموه التي لا تنتهي، وحرص سموه على رعاية أهله وأبنائه وتمسكه بتوفير أعلى درجات الحماية والرفاهية والعيش الكريم لهم، وذلك بعد اعتماد سموه مرسوماً يخضع بموجبه الموظفون المواطنون العاملون في الجهات الحكومية وشبه الحكومية والهيئات والمؤسسات التابعة لحكومة الشارقة والشركات ومؤسسات القطاع الخاص المملوك لحكومة الشارقة لأحكام التشريعات الصادرة بإنشاء وتنظيم صندوق الشارقة للضمان الاجتماعي ومعاشات ومكافآت التقاعد في الإمارة.
أوضح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تفاصيل وآلية عمل هذا الصندوق والفئات المستفيدة منه، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، مع الإعلامي حسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، قائلاً: إن هذا القانون وترتيباته والإحصاء المستمر، هو الشغل الشاغل لنا، وهو كيف نستطيع أن نرتقي بمواطنينا إلى مستوى العيش الكريم، ولتحقيق هذا فلا بد أن ندرس كل النواحي التي تؤثر في هذا الإنسان من مسكن ومشرب ووظيفة، وغيرها من الأمور، ويجب علينا أن لا نتركه للحوادث الزمنية من ديون وغيرها.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: إن الصندوق، جزء من هذه المنظومة الكبيرة، وسيكون ضمان لكل شيء، ونحن «إذا ضمنا تكفلنا»، وسنتكفل بالأموال، ولاحظت أن الذين يدخلون هذا الصندوق معظمهم موظفين لهم رواتبهم، لكن هناك جانب آخر وهو كيف أن أستثمر لفئات من الناس لا تستطيع أن تعمل أو رواتبهم لا تكفيهم، فاجتمعنا ولاحظنا كل هذه الأمور، وأول سؤال سألناه لأنفسنا: هل الراتب الذي يستلمه الموظف يكفيه؟ ونعلم أن بعضهم يقولون الشيخ بجرة قلم يرقي الناس و«يوطيهم»، فأنا أقول «يوطي لا» وإنما «يرقي فقط»، فإن أمر تحديد الراتب بيد الشيخ والإدارة، وعندما يأتيني مسؤولون لاتخاذ القرار (وهم يشهدون على ذلك) فيقولون لي: يا شيخ هذا يكون 20 أو 30 ألفاً، فأختار الأعلى دائماً، فهكذا يكون الإنسان الأمين على ناسه وعلى مجتمعه.

وتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: وكما قلت خلال الفترة الماضية أنني قسَّمت مواطني الشارقة إلى ثلاث فئات، وبعد هذا التقسيم وجدنا رواتب بعضهم 12 ألف درهم، وبعض آخر راتبه 25 ألفاً، وآخرون رواتبهم أكثر من 25 ألفاً، فقمنا بدراسة أوضاع أصحاب الراتب 25 ألف درهم وما فوق ذلك، وعملنا دراسة على 66 أسرة مكونة من زوج وزوجة ولديهم ثلاث أبناء، ولديهم طباخة وسائق وفراش لتنظيف المنزل، وتمت العملية الحسابية للدراسة وفقاً لهذه المعطيات واحتياجات كل فرد من أفراد هذه الأسرة، وأتت نتيجة الدراسة بزيادة قليلة عن الدخل، فكان المبلغ الشهري كاملاً 32 ألف درهم، فقمنا بتحليل هذا الرقم، فوجدنا هؤلاء الأشخاص يستقطع من رواتبهم لسداد قرض البيت، ووجدنا كذلك بعض المبالغة في بعض الأمور كالفسحة وغيرها، مع العلم بأن فريق العمل مستمر في عمل الدراسات، ولكنني بجانب هذه الدراسة أقوم بعمل دراسة خاصة بي، وأسأل الناس وأستفسر وأدرس بنفسي.
بيت مجاني

واستطرد صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً: اتصلت بالمهندس خليفة مصبح الطنيجي، رئيس دائرة الإسكان عضو المجلس التنفيذي في الشارقة، وأخبرته بأن لدينا مشكلة، وسألناه كم الحد الأدنى للراتب للحصول على قرض سكني، فأجاب: 15 ألفاً، فقلت له لن يدفع لك صاحب هذا الراتب، بل أنا من سأدفع عنهم، وأخبرته بأن يتم توزيع البيوت القادمة ابتداء من راتب 25 ألفاً وليس 12 ألفاً، وذلك لفئة المنح، فنحن لا نقرر من خلف المكاتب والأوراق، بل نقرر بعد الدراسة العملية لحياة هذا الفرد وأسرته في بيتهم من مأكل ومشرب ومسكن وغيرها من الاحتياجات، فقررت أن كل فرد راتبه 25 ألفاً يحصل على منزل مجاناً، فقالوا لي وماذا عن الذين استلموا القروض من البنك؟ فجاوبت الطنيجي: رد عليهم أموالهم، وسأتحمل أنا وأدفع عنهم مبالغهم، فقمنا برفع سقف المنح السكنية للعاملين في حكومة الشارقة، وأصبح بيت منحة لكل من يتقاضى راتب 25 ألف درهم أو أقل.

خط العيش الكريم

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة: وسألنا خليفة الطنيجي عن ما لديه من مساعدات أخرى، فقال إنه يدفع لفراش الديوان الأميري 20 ألف درهم فوجهناه برفعها إلى 25 ألفاً، فقال خليفة الطنيجي: وندفع كذلك مساعدة الزواج لمن راتبهم 30 ألفاً، فهل تخفض؟ فوجهته بأن تبقى كما هي، فنحن الآن وصلنا إلى قناعة أن من راتبه 25 ألف درهم صافي بدون قرض وإيجار وديون يستطيع أن يعيش بها، فبهذا ارتفع خط العيش الكريم من 12 ألفاً إلى 25 ألف درهم، أما بالنسبة للفئات التي دخلها أقل من 25 ألفاً فهم بحاجة إلى علاج، وهذا الصندوق هو العلاج، ومن راتبه أقل من 15 ألفاً سأعالجه أنا برفع مرتبه ولن أتركه للغلاء المعيشي والصعوبات التي يمكن أن يواجهها.

الصندوق لا يقترض

وأضاف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: وهذا الصندوق بجانب أنه يحفظ أموال المتقاعدين، يعالج أيضاً الفئات التي لا تستطيع العيش، فهذا الصندوق يستثمر ونحن نزوده بالمال، وليس بالاقتراض، مع العلم بأنني وجدت عند التوقيع أحد بنود هذا الصندوق تنص على أنه له حق الاقتراض، فرضنا ذلك وقمنا بإلغاء هذه المادة، ووجهتهم بطباعة الأوراق مرة أخرى بدون هذه المادة، ثم وقعتها قبل هذه المداخلة الهاتفية بقليل، فهذا الصندوق إرادة من الحكومة وهي الملزمة بتوفير الأموال، فهذا الصندوق يعالج الفئات التي بحاجة إلى المال وكذلك استثمار وحفظ مخصصات المتقاعدين.

أمنية سلطان

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه قائلاً: نحن نريد مجتمعاً مترابطاً ومتراحماً، فهذه هي أمنيتي أنا أرى أبنائي بهذا الشكل، فلذلك كنت أضع الفرجان وأجمع أهل كل فريج مع بعضهم البعض، وكذلك في المدن، الآن أبنائي عرفوا لماذا كنت أفعل هذا، ففي توزيع البيوت نضع الشخص وأهله وأقاربه والمحسوبين عليه (المقصود بالمحسوبين عليه، هو النساء وكبار السن الذين ليس لهم من يراعيهم، وعليه أن يراعيهم)، فإذا استغاث أحدهم أغاثه جميع من حوله، فلا يقدر بثمن خروج أطباق المأكولات من البيوت ليتبادلونها بينهم بكل حب وود.

لا تشمت

ونبه صاحب السمو حاكم الشارقة على أبنائه قائلاً: إذا حدث لأحدكم مصيبة «لا تشمت» (وكررها سموه ثلاث مرات)، بل قم بالواجب، وإذا استطعت أن تدافع عنه في مصيبته افعل، وإن لم تستطع فاذهب للشرطة أو إلى الشيخ، و«أنا بابي مفتوح»، فلابد أن نرتقي بهذا المجتمع، وهذه الدراسة لرفع مستوى العيش الكريم للناس.

السلوك القويم

وعن أهمية الالتزام بالسلوك السليم القويم، والغيرة على الوطن وممتلكاته وشوارعه، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: لا تلقي بالمهملات في الشارع، وقص سموه موقفاً حدث بينه وبين أحد الأشخاص وقال: كنت أقود سيارتي ورأيت أحدهم يلقي بمهملاته من نافذة سيارته في الشارع، فقمت بملاحقته بسيارتي في الشارع، وكان يقود سيارته بقوة وأنا أقود سيارتي خلفه إلى أن تمكنت أن أوقفه، وألقيت عليه السلام، فرد السلام وعرفني، فسألته: ماذا تريدني أن أقول لك؟ هل السلوك التي قمت به صحيح؟ فطلب أن نسامحه، فطلبنا منه أن يكون قدوة لغيره.

أهداف الصندوق

وفقاً لما جاء في نص القانون الذي استعرضه الإعلامي حسن يعقوب المنصوري، يهدف الصندوق إلى تحقيق التالي: 1 – إيجاد إطار تشريعي يجسد الضمان الاجتماعي، ويكفل للمؤمن عليهم الراحة والطمأنينة والعيش الكريم لهم ولأفراد أسرهم، 2 – توفير دخل منتظم ومستمر للمتقاعدين يساعدهم على سد متطلباتهم الأساسية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي للأجيال الحالية والمستقبلية، 3 – تعميق قيم التكافل الاجتماعي والإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، 4 – الإسهام في تحقيق الاستقرار الوظيفي وتعزيز علاقة الموظف بجهة عمله، 5 – ضمان جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين من الصندوق.

فئات العلاج بالصندوق

عن الفئات التي يعالجها الصندوق قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: الفئات التي يعالجها الصندوق تنقسم إلى مجموعتين، إحداهما «الموظفين» والأخرى «غير موظفين»، والموظفين أستطيع أن أعالجهم بجرة قلم، برفع رواتبهم، فهذه الفئة يأتي علاجها بعلاج الكادر الوظيفي، فنحن ننشئ طرقاً بمليارات الدراهم، وإصلاح أوضاع أبنائنا هؤلاء أولوية لدينا، فلذلك نحن نعمل الآن في مشروع طريق خورفكان بخطى هادئة للاستفادة من هذه الأموال في علاج مشاكل أبنائنا فنقوم بمعالجة ديونهم ومشاكلهم الصحية وغيرها العديد من الأمور. فأنا «قسماً بالله وأقولها أمام الله وأمام الناس لا أتمنى أن ينام أحد مغبون أو به غصة»، والمشكلة التي حلها بيدي أحلها مباشرة، وهذا الصندوق خطوة في إحدى خطوات إصلاح المجتمع، وما زلنا مستمرين في الإصلاح والعلاج.

خوف الأب

عن اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، بأبنائه وخوف سموه عليهم قال: بلادنا بحمد الله فيها الخير والأمان، ونتمنى أن يعيش أبناؤها في هذا الخير والأمان، فعندما أستيقظ للوضوء قبل الفجر أزيح الستار عن نافذتي وأجلس أنظر إلى البدو أهل منطقة البديع، وأرى نساء وبناتاً بمفردهن ليس لهن أحد بعد أن ذهب أزواجهن إلى الجيش، فأتساءل من الذي يحمي هذه المرأة، فوالله لو بيدي لحصّنتها بجدار وأغلقته ووضعت المفتاح عندي، فنحن نخاف على العروض والأرواح، وكذلك نراعي كل الفئات فعندما رفضت شركات التأمين عمل التأمين الصحي لمن هم فوق ال 60 عاماً، فوجهنا المستشفى الجامعي بفتح حساب لهذه الفئة، ودفعت المبالغ لكل شخص منهم لديه البطاقة التي أصدرناها لهم.

الإحصاء لمصلحة المواطن

قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: أنا أنتظر من دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية تسليمي بعض المعلومات في الأسبوع الأول من ديسمبر المقبل، لأنه في الإحصاء الماضي تخلف بعض الأفراد عن الإدلاء ببيناتهم، فطلبنا المعلومات مرة أخرى، وأنا أقول للمواطنين: «قسماً بالله لا أحد يستفيد من البيانات الموجودة في الإحصاء إلا أنا.. وليس هوى في نفسي وإنما علاج لمشاكل موجودة تمس المواطن، فحتى وإن كانت لديك الإمكانيات وتظن أنك لست بحاجة، فمن فضلك تقدم ببياناتك فربما غداً نحتاج إليك وأنت تحتاج إلينا»، والخير الذي يعيش فيه المواطن هو نعمة من الله وفضله، لكننا أيضاً سبب بها، فلذلك أوصى الناس وأطلب منهم طلباً واحداً، وهو أن يفكر الرجل في مصلحة بيته وأولاده، وأن لا يبتعد عنهم.

الاستقرار في البيت والوظيفة

اختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حديثه قائلاً: نتمنى أن يكون هذا الصندوق استقراراً في البيوت وفي الوظائف، لأنه هناك من الموظفين غير مرتاحين في وظائفهم، لكني أقول لكل منهم: ابق في مكانك، الذي ستترقى فيه، ومن أجل هذه الترقية قمت بعمل برنامج في جامعة الشارقة خاص لموظفي حكومة الشارقة، ليرتقي بهم وترتفع درجاتهم في الوظيفة، وذلك من خلال التعليم المستمر بالدراسة بعد العصر، فنتمنى أن تستقر الناس في حياة كريمة وأن يعتني الإنسان بنفسه، ويرتقي بفكره، وأن لا يركض خلف تفاهات الأمور، فإذا ارتقى رب البيت فيرتقي معه البيت كله.
الخليج

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.