أمريكا تطلب من رجال دين سودانيين تعديل قوانين إسلامية

سودافاكس
طلب جون سيلفيان، نائب وزير الخارجية الأمريكي حذف وتعديل مواد إسلامية في القوانين السودانية، وطرح ذلك خلال خطة قدمها في لقاء مع رجال الدين السودانيين (مسلمين ومسيحيين) في مسجد النيلين أمس الجمعة.
وهي المرة الأولى التي يجري فيها مسؤول أمريكي لقاء من هذا النوع في الخرطوم وداخل مسجد يتسم بدلالة دينية وسياسية كبيرة، وهو أيضا أرفع مسؤول أمريكي رفيع يزور السودان بعد رفع الحظر الاقتصادي الأحادي بشكل نهائي في يوليو الماضي.
ونقلت صحيفة (سودان تايمز) الإلكترونية عن أحد الذين شاركوا في اللقاء، أن الخطة الأمريكية، حددت المواد (الردة: 126، الكفر: 125، الأعمال الفاضحة: 152) من القانون الجنائي، ومواد رعاية الطفل والميراث في قانون الأحوال الشخصية لسنة 1991.
وقال المسؤول الأمريكي خلال اللقاء إن خطة وزارته تتعلق بالحريات الدينية في السودان، مشددا على ضرورة إطلاق سراح وإسقاط التهم عن المسجونين على أساس الاعتقاد الديني.
وتضمنت خطة العمل الأمريكية، مقترحات بإنشاء آلية استشارية رسمية بين الحكومة والمجتمع المدني لحماية الحرية الدينية، إضافة إلى مراجعة سياسة الأراضي في ما يخص هدم المؤسسات الدينية، والتحقيق في ادعاءات انتهاك الحرية الدينية من قبل المسؤولين أو النظاميين وتقديم المتورطين منهم للعدالة.
وشارك في اللقاء هيئة علماء السودان برئاسة عصام أحمد البشير وأساتذة جامعتي القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وأم درمان الإسلامية والقساوسة السودانيون بمختلف طوائفهم.
ودعا سوليفان، إلى عقد مؤتمر (مائدة مستديرة سودانية)، يجرى خلاله حوار بين رجال الدين والأئمة والدعاة، يتعلق بالحريات الدينية، والتعايش الديني وحقوق الإنسان في السودان.
وأبدى المسؤول الأمريكي انزعاج حكومته من وضع الحريات الدينية في البلاد، وقال: “الولايات المتحدة منزعجة من هدم الكنائس واعتقال القساوسة، ولن تتجاهل حقوق الإنسان، وتتطلع إلى التسامح لمحاربة التطرف”، دون أن يشير إلى حوادث بعينها.
وبعد جولة في أنحاء المسجد، عقد سوليفان اجتماعاً استمر نصف ساعة، مع مجموعة من الائمة والدعاة، بقاعة ملحقة، تناول أهمية الحريات الدينية وضرورة التعايش الديني في السودان.
وقال: “نحن ملتزمون بالتعاون مع السودان من أجل تعزيز التسامح الديني، وكفالة حرية الأديان، واحترام حقوق الإنسان”.
وشدد سوليفان على أن هذه القضايا مهمة في الحوار مع الحكومة السودانية، خلال الفترة المقبلة، وذلك لمنع الإرهاب والتطرف. وتعهد بأن تعمل بلاده “على إزالة بعض الموانع في مجال التجارة والاقتصاد بعد رفع العقوبات الاقتصادية الشهر الماضي، وصولًا إلى التطبيع الكامل بين البلدين”.
وتعليقا على الخطوة غير المسبوقة، رحب محمد فضل المدير العام لمسجد النيلين، بزيارة المسؤول الأمريكي.
وقال لـ(اليوم التالي): “لا غرابة في ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يستقبل المسيحيين داخل مسجده، ويدير معهم الحوار حول القضايا المختلفة”.
بهرام عبد المنعم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.