زيارة فوق العادة لوزير المالية القطري تصدّر الاستثمار أجندتها

سودافاكس
وصل البلاد، مساء أمس (الأحد)، وزير المالية القطري “علي شريف العمادي” في زيارة رسمية للبلاد استغرقت (5) ساعات فقط، وكان في استقباله بمطار الخرطوم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. “محمد عثمان الركابي” ونائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار “مبارك الفاضل” ومحافظ بنك السودان المركزي “حازم عبد القادر” ورئيس الاتحاد العام لأصحاب العمل وعدد من المسؤولين، والسفير القطري بالخرطوم “راشد بن عبد الرحمن النعيمي”، وتحرك عقب وصوله مباشرة إلى القصر الجمهوري، وجرت مباحثات بينه ونظيره وزير المالية دكتور “الركابي” ومحافظ بنك السودان.. بعد ذلك توجه إلى بيت الضيافة والتقى رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، حيث هدفت الزيارة إلى مناقشة موقف العلاقات بين البلدين فيما يخص القطاع الاقتصادي والمالي بالإضافة إلى جملة من القضايا والمشروعات مع المسؤولين بالسودان.
{ نتائج ممتازة
وزير المالية القطري “علي شريف العمادي” عقب لقائه الرئيس ببيت الضيافة، أمس (الأحد)، أكد قائلاً: (تشرفنا بمقابلة فخامة الرئيس عمر البشير لبحث العلاقات الاقتصادية بين الدولتين)، وأكد أن العلاقات بين الدولتين قوية، مشيراً إلى أن دولة قطر لها علاقات اقتصادية قوية جداً مع السودان، وأضاف: (اللقاء تطرق أيضاً إلى بعض المشاريع التي ستقوم بها قطر في السودان)، واختتم بالقول: (نتائج الزيارة كانت ممتازة جداً).
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. “محمد عثمان الركابي” قال في تصريحات عقب لقائهم رئيس الجمهورية مساء أمس: (التقينا سعادة وزير مالية قطر وأجرينا جلسة مباحثات ناقشنا فيها العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها خلال الفترة القادمة، وتوصلنا إلى عدة تفاهمات في عدة مشاريع سترى النور قريباً إن شاء الله وسنعلن عنها في وقتها)، وأضاف: (الآن اتفقنا على أطر عامة ستخضع لمزيد من النقاش والدراسات والمباحثات حتى نصل إلى نتائج)، وأبان: (بعد ذلك سنفصح عنها، لكن بعد الدراسة والمباحثات).
وأكد “الركابي” أن قطر لعبت دوراً كبيراً في دعم الاقتصاد السوداني في أحلك الظروف، وقدمت مساعدات كبيرة جداً للسودان ودعمت السودان دعماً كبيراً لا ينكره أحد، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الاستثمارات القطرية بالسودان.
{ توقعات بزيادة حجم الاستثمارات القطرية
من المتوقع أن تساهم الزيارة بالتوسع في حجم الاستثمارات القطرية بالسودان، بجانب زيادة الصادرات للسلع التي تحتاجها الأسواق القطرية وتحسين الميزان التجاري بين البلدين.
يذكر، أن هذه الزيارة كان يتوقع لها (الأربعاء) الأول من نوفمبر الجاري إلا أنها أُجلت بعض الشيء وها هو وزير المالية القطري يصل البلاد في وقت تشهد فيه العلاقات السودانية القطرية انفتاحاً كبيراً في المجالات كافة، خاصة في ظل الجهود القطرية بالتوسع في الاستثمارات بالسودان ومواصلة دعم قطر للمشروعات التنموية أو كما قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. “محمد عثمان الركابي” إن الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين خاصة في القطاعين الاقتصادي والمالي.
وكان وزير المالية د. “الركابي” قد كشف في وقت سابق عن توجيهات رئاسية بالاهتمام بتعزيز الشراكة الاقتصادية مع دولة قطر، ومعاملة الاستثمارات القطرية في السودان معاملة إستراتيجية وتسهيل الإجراءات كافة للمستثمرين القطريين، وأضاف: (الرئيس البشير وجّه بأهمية دفع وتعزيز العلاقات الاقتصادية والإستراتيجية بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة) وزاد بالقول: (زيارة الرئيس للدوحة ولقاؤه بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل الثانى أسهمت في دفع وتعزيز تلك الشراكة الاقتصادية)، كما أن دولة قطر تعدّ الداعم الأول للمشروعات المختلفة لإعمار وإعادة التنمية في ولايات دارفور، وكما هو معروف فهى الراعية لمشروع السلام بين السودان والحركات المسلحة في دارفور منذ 2011م.. ونشير هنا إلى أن دولة قطر تعدّ من أوائل الدول التي رحبت بقرار الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، وحينها عبرت وزارة الخارجية القطرية عن أملها في أن يعزز هذا القرار التنمية والسلام والاستقرار بالسودان.
{ توقعات ما بعد الزيارة
إلى ذلك، توقع عدد كبير من الخبراء الاقتصاديين أن تحقق زيارة وزير المالية القطري، الذي يزور البلاد لأول مرة منذ توليه المنصب بدولة قطر في يونيو من العام 2013م، توقعوا أن تحقق مكاسب كبيرة خاصة بعد رفع الحظر الاقتصادي عن السودان، ومن بين هذه المكاسب زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين، والتوسع في حجم الاستثمارات المشتركة، وزيادة حجم الصادرات للسلع السودانية التي تحتاجها الأسواق القطرية، وبالتالي انعكاس ذلك في تحسن الميزان التجاري وانتعاش حركة القطاع الزراعي بشقيه (الزراعي والحيواني) والقطاع الصناعي والاستثماري والعقاري، وغيرها من الاستثمارات.
{ أهمية الزيارة
الخبير والمحلل الاقتصادي دكتور “محمد الناير” قال لـ(المجهر): (بالتأكيد فإن زيارة وزير المالية القطري للبلاد تشكل أهمية كبيرة خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، كما أن العلاقة المتميزة بين السودان وقطر ستجعل من أولويات هذه الزيارة زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين لتحديد حجم السلع التي تحتاجها قطر من السودان والتي يحتاجها السودان من دولة قطر، خاصة وأن هنالك سلعاً كثيرة يمكن أن تصدّر لأسواق قطر، وعلى رأسها اللحوم)، أضاف إن السودان لديه قدرات وإمكانيات كبيرة وبالتالي يمكن أن تتم زيادة حصيلة الصادرات بنسبة كبيرة من توجيه معظم الصادرات للسوق القطري، وأيضاً زيادة حجم التبادل التجاري بنسبة مقدرة.
الملف الثاني وفقاً لدكتور “الناير” هو الملف الخاص بالاستثمارات القطرية بالسودان، وأضاف: (لعل هذا الأمر قد يؤدي إلى زيادة حجم الصادرات القطرية وعلى رأسها القطاع الزراعي بشقيه “الزراعي والحيواني” والقطاع الصناعي، والاستثمار في مجال التعدين.. وغيرها من الاستثمارات)، وبالتالي يمكن أن تساهم هذه الزيارة في زيادة حجم تدفقات النقد الأجنبي من خلال زيادة حجم الاستثمارات، مشيراً إلى أن قطر لها دور كبير في مساعدة الاقتصاد السوداني بعد الانفصال وساهمت كثيراً في استقرار الاقتصاد، وأيضاً لها دور كبير في تحقيق سلام دارفور واتفاقية الدوحة، بالإضافة إلى ما أنفقته قطر في إقامة قرى نموذجية بدارفور، وقال: (يمكن أن تساهم قطر أيضاً في المزيد سواء أكان ذلك في مشروعات تنموية بولايات دارفور أو منح السودان قرض أو وديعة من البنك المركزي أو غيرها من الأشكال التي يمكن أن يتم التعامل معها للمساعدة في استقرار سعر الصرف الذي يشهد زيادة كبيرة في قيمة الدولار أمام الجنيه السوداني)، وقال “الناير”: (عموماً الزيارة لها مكاسب كبيرة ولكن الأمر يتطلب مدى استعدادنا نحن من داخل القطاع الاقتصادي ووزارة المالية وبنك السودان المركزي، فيما هو مطلوب من الجانب القطري ليتم التوافق عليه بما يحقق مصلحة البلدين).
{ أكثر من (2) مليار حجم الاستثمار القطري بالسودان
تبلغ حجم الاستثمارات القطرية بالسودان أكثر من (2) مليار دولار، ويتوقع أن تصل (3) مليارات بعد دخول قطاعات أخرى مجال الاستثمار كشركة قطر للتعدين التي يتوقع أن تدخل بأكثر من مليار دولار، كما نشير أيضاً إلى استثمارات قطر في المجال العقاري حيث تنفذ شركة (الديار) أكبر مشروع عقاري في السودان، الذي يتضمن إقامة فنادق خمسة نجوم بالإضافة إلى المؤسسات الصحية والتعليمية وإقامة مسجد، كما تساهم شركة (حصاد) في زراعة (260) ألف فدان بولاية نهر النيل، وهنالك أيضاً مشروع شركة (ودام) الغذائية التي تعمل في مجال اللحوم الحمراء الحية والمذبوحة، وتقوم بتصديرها إلى قطر ودول الخليج، كما تسعى حالياً لتوسيع استثماراتها لتشمل الدواجن وغيرها من أنواع اللحوم المختلفة.
رقية أبو شوك
المجهر

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.