من داخل المستشفى التركي (مسرح الأحداث المؤلمة )…تسرد رباب سيد تفاصيل مأساتها

سودافاكس – الخرطوم :
فاجأها المخاض في ليلة أمس الأول مع زمهرير الشتاء داخل منزلها بالكلاكلة شرق وهى حبلى في شهرها السادس لم يكن بجوارها جذع نخلة تهزه ليتساقط عليها رطبا جنيا . غادرت المنزل على وجه السرعة إلى عيادة بجوار المنزل نصحوها من في العيادة بمعاودة المستشفى التركي. حملها أهلها على جناح السرعة وهي تنزف دما لم تكن تعلم أنه مخاض ولادة إلا بعد أن وصلت المستشفى وأجرت الفحوصات اللازمة ثم بدأت أغرب قصة هي أقرب إلى افلام الاكشن الأمريكية أو افلام الخيال العلمي. من داخل المستشفى التركي بالكلاكلة مسرح الأحداث المؤلمة تسرد رباب سيد تفاصيل مأساتها ابتدأ من نزيف الدم الذي باغتها في المنزل والألم حتى وصولها إلى المستشفى التركي حيث تم تسكينها في الحوادث وقاموا بعمل ملف خاص بها بعد أن وجهت الطبيبة المسؤولة عن الوحدة بذلك وكانت في الخدمة وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشر مساء تقول رباب ظللت مستلقية على السرير لم تراجعني أي طبيبة شعرت بدوار والنزيف يذداد في كل دقيقة السرير يهتز من تحتي الآلام والاوجاع بت هذه الليلة الشتوية وانا بهذه الحالة انقضت ساعات هذه الليلة الطويلة ثم بدأت معاناتي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني والآلام تزداد وشقيقتي التي ترافقني تسعى مابين الحوادث ومكاتب الأطباء تلح عليهم بمعاودتي يوعدونها ثم يخلفون وعدهم أخيرا ظهرت إحداهن تفحصتني وذهبت وبصحبتها أخصائية وكانت المفاجأة بالنسبة لي أن الآلام ولادة، لم أكن أعلم أنه المخاض ولي تجربة مريرة مع هذه المستشفى سارويها في سياق حديثي لاحقا المهم لو كنت أعلم أنها ولادة ما كنت قدمت إلى هنا لعلمي السابق بالاهمال. لكنني كان كل املي أن أجد ما يوقف هذا النزيف الحاد لكن مع بقائي فترة من الزمن تضاعف الألم. الآن وقد قدر لي أن أضع مولودي هنا حيث لم أرغب ولكنها قدرة الله.

صرخات واوجاع
لكن أولى صفعات هذه الإحصائية أنها طالبتني بالبقاء في عنبر الحوادث رفضت البقاء لكنها أصرت وخضعت لرغبتها سيما وأن الآلام تتصاعد وأنهمر الدم من تحتي أطلقت عدة صرخات حتى تعاطف معي كل من في العنبر ثم قلت لهم ( في حاجة نزلت عاودتني في تلك اللحظات الطبيبة وأكدت أنها ولادة ) . وأمرت بادخالي إلى غرفة الولادة .

في غرفة الولادة
داخل غرفة الولادة وتحسبا نبهت الداية – لأن حنيني عمره ست شهور فقط – وقلت لها ( اعملوا حسابكم الجنا دا حي ويتحرك في بطني وهو جنا أنابيب ) تعاطفت معي حتى وضعت جنيني في تمام الساعة العاشرة صباحا.
بعد أن وضعت طفلي سألت الداية اذا ما كان الجنين على قيد الحياة أكدت لي ذلك وأضافت: لقد وضعتِ مولودا ذكر حمد الله على ذلك ثم أخذوا مني المولود وتم وضعه في الحضانة واقتادوني إلى العنبر ثم أحسست (بمغص ) شقيقتي استفسرت الطبيبة عما إذا كان يوجد علاج للمغص أجابت بالنفي لكن طبيبة أخرى قررت أن يتم (حقني بابرة لإيقاف المغص ) وبعدها قامت بقياس الضغط ثم قررت الطبيبة أن أغادر المستشفى قلت لها أن ابني بالحضانة قالت لي أن المستشفى تعاني من أزمة سراير ونريد أن نستقبل حالات أخرى وان ابنك لا يحتاجك الآن واصرت على مغادرتي قلت لها أن مرافقتي خارج العنبر ردت علي بأن إذهب اليها اندهشت كيف لي أن أذهب ولم تمر ساعة على وضوعي المهم انتظرت إلى حين عودة شقيقتي وغادرت العنبر لكن قبل مغادرتنا للمشفى ذهبت اختي وزوجي إلى الحضانة واعلموهم بمغادرتي للمستشفى بأمر الطبيب ثم دفع لهم زوجي بأرقام هواتفه واخبرهم بأنه سيبقى داخل المستشفى ولم يغادر حتى إذا ما احتاجوا إليه لأي طارئ يكون قريبا منهم ثم قبل مغادرتي زرت ولدي في الحضانة ووجدت اياديه تتحرك ولكن لفت انتباهي انه لم يتم حقنه بالدرب استفسرت الطبيبة فقالت لي نريده أن يأخذ اكسجين أولا فقلت هم أدرى بعملهم ثم غادرت إلى البيت وتركت زوجي في منطقة قريبة يتفقد ابنه كثيرا حتى الساعة الحادية عشر مساء أحس بأن القائمين على أمر الحضانة تضايقوا من زياراته المتكررة. لم يذهب إلى الحضانة إلا بعد صلاة الفجر وكانت المفاجأة الصادمة انه لم يجده بالداخل استفسرهم قالوا له إن ابنك لفظ أنفاسه الأخيرة مساء أمس وسألنا عن أمه المسجلة عندنا في الملف ولم نجدها واستدعينا الشرطة وتم إيداعه المشرحة.

والد الطفل ياسر عوض مرجان التقته الجريدة وكما سردت زوجته بداية قصته أكد هو قائلا إنه أحس بأن من في الحضانة تضايقوا من زياراته المتكررة لتفقد ابنه ويضيف قلت في نفسي اتركهم في عملهم وذهبت إلى المسجد ومع أذان الفجر اديت الصلاة وقررت تفقد ابني قبل المرور الصباحي للأطباء على العنابر دلفت إلى الحضانة وصبحت على من فيها وعرفتهم بنفسي أنني والد الطفل الفلاني ثم سألوني أين كنت قلت لهم انا ظللت موجود داخل المستشفى لكنهم شككوا في افادتي لهم ودخلنا في جدال ثم اعتذروا لي وابلغوني بأنني فقدت ابني ليلة البارحة وقالوا لي انهم ظلوا يبحثون طول الليل عن والدة الطفل حسب الملف المودع لديهم قلت لهم أن والدته غادرت بأمر الطبيب وقد زرتكم وأكدت لكم أن زوجتي ستغادر وتترك الطفل في الحضانة حدث هذا ثلاث مرات ولما حدثت الوفاة رجعوا يسألون باسم الأم، هذه دلالة واضحة أن الإجراء لم يكن سليما ولو كان سليما لدونت كل تفاصيل أسرة الطفل بالكامل التي تثبت من أمه وأبيه والغريب أنني تركت رقم هاتفي لديهم لكنهم تعذروا بأن الوردية الأولي لم تسلمهم الورقة النهائية ولم تسلمهم الأرقام لذلك تصرفوا من عندهم وسلموا الطفل للشرطة المرتكزة عند بوابة المستشفى دون اتباع الإجراءات القانونية التي بموجبها يتم إخراج الطفل من المستشفى والمؤلم حقا أنهم اعتبروا ابني مجهول الهوية توفى في المستشفى دون أب ولا أم ثم دونوا بلاغا تحت المادة 51 من القانون في قسم الخرطوم الجنوبي.

ويتابع والد الطفل بقوله تيقنت تماما أن طفلي أودع الحضانة دون تدوين بياناته الكافية مع العلم أنني تركت أرقام هواتفي كما ذكرت لك سابقا . المهم أنني استفسرت عن الكيفية التي يمكن اتوصل بها إلى ابني دولوني لمراجعة الإستقبال راجعت الاستقبال فعلا لكنني تفاجأت مرة أخرى برد الشرطي الموجود في البوابة بأنه لا يعلم شيء عن هذه القصة ونصحني بمراجعة قسم الأطفال ذهبت إلى هناك واستفسرتهم ونصحوني بمراجعة الحوادث راجعت الحوادث لم أجد طفلي ثم دلفت إلى مكتب المدير الطبي ولم أجده رجعت إلى الاستقبال ثانية وسردت لهم قصتي تذكر أحدهم أنني والد الطفل فقلت له نعم أنا أين طفلي قال لي أنهم سلموه لدورية الشرطة والتي سلمته بدورها للقسم ثم قام القسم بايداعه المشرحة ونصحوني بالذهاب إلى قسم الشرطة ذهبت إلى هناك وسردت قصتي لإدارة القسم فاكدوا لي أن هنالك بلاغا مدون الشاكي فيه شرطي يدعى (إسماعيل ) وابلغوني أن البلاغ يؤكد أن الطفل مجهول الهوية وتم تدوينه تحت المادة 51 واودعناه لدى المشرحة ثم قالوا لي سنتحرى معك استجبت لطلبهم وادليت باقوالي وحملوني مسؤولية الإهمال لعدم تواجدنا في المستشفى أكدت لهم وجودي ومغادرة زوجتي للمستشفى بأمر الطبيب ابلغوني بأن هذا الموضوع مختلف إذا كانت هذه افاداتك وأكدوا لي انهم سيستمرون في الإجراءات القانونية .

الحلقة الأكثر ماساة
بدأت حلقة أخرى من الحلقات الأكثر مأساوية مع والد الطفل وكشف عن تفاصيلها بسرده ابلغت النيابة في البداية بعدم رغبتي في تشريح جثة الطفل وقلت لهم أنني سلمت بأنه مات وخلاص وابديت لهم استعدادي عن تجاوز ذلك الإهمال الذي حدث .لكن وكيل النيابة رفض تسليم الجثة دونما تشريح استفسرته لماذا قال لي انك لست الشاكي في البلاغ لأن الشاكي هو الشرطي إسماعيل وقد طلب التشريح وسنقوم بذلك الإجراء . ووجهوني بالتحرك إلى المستشفى ومقابلة المدير الطبي ليفيدنا بأن الطفل توفى في المستشفى ولما رجعت للمدير راجعت المدير الطبي أبدى تجاوبا مع طلبي لكنه تراجع – ربما تم تخويفه _ ثم وبشكل مفاجئ أخذ الإفادة التي تمت طباعتها من أمام جهاز الحاسوب ومزقها.
تمزيق المدير الطبي للإفادة بعد طباعتها طلبت منه فقط أن يساعدني في استلام الجثمان ولا أريد أي شيء من المستشفى وبينما نحن نتناقش معه بالتي هي أحسن فأجانا بأن طلب من الشرطي الذي كان بصحبتنا أن يخرجنا من المستشفى أو أن يستدعي 999 ثم جلس على كريسه وقد طبع ابتسامة على شفتيه وقال ( دا مكتب دولة وانا قاعد في خدمة الدولة ولو عندك حاجة امشي الشرطة وأمر الشرطة ثانية باخراجنا. ) وبعد خروجي توجهت مرة أخرى إلى النيابة واخبرتهم بما حدث وقامت النيابة بطلب حضور للمدير الطبي لكني قلت له أنني أريد أن أدون بلاغا طلب مني الصبر قليلا حتى يطلب المدير الطبي وكانت أفادت المدير الطبي الساعة عشرة صباحا اليوم -أمس – لكن كانت الصدمة أن الطبيب خرج من مكتب وكيل النيابة بعد المقابلة وهو ضاحكا ثم بعدها استفسرت وكيل النيابة عن ماحدث لكنه بادرني بأن طلب مني أن استلم خطاب لدفن جثة ابني قلت له وما مصير البلاغ الذي نود تدوينه أبلغني أن هذا كله ( ما شغالين بيه) وسردت له القصة من جديد قال لي هذا خطاب الدفن واذا اردتم عمل أي شي المحكمة أمامكم نفذوا ما بدا لكم.
مايلزم فعله اليوم
عموما – والحديث لوالد الطفل _ ما سنفعله اليوم ٩ / نوفمبر هو أن وكيل النيابة الأعلى مولانا بهاء الدين عبدالقادر والذي استئنفنا القرار لديه أن لنا رغبة في التشريح لأننا احسسنا بأن الوفاة غير طبيعية وما أثار الشك لدينا طريقة إخراج الطفل من المستشفى ومعاملة إدارة المستشفى معنا حيث كانت تتعامل معنا بشكل طبيعي ثم سحبوا كل الأوراق خاصة وأنهم أنكروا وجود ملف لزوجتي حتى في الحضانة ومكاتب الإحصاء رغم أننا نمتلك ايصالات مالية وتاريخها أننا كنا هنا بدليل البلاغ المدون لدى الشرطة وحديث المدير الطبي معي وإقراره بأن لن تسمح المستشفى بخروج أي طفل دون اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسأل عن كيف خرج هذا الطفل هذه كلها شكوك ذادت من رغبتنا في التشريح وستتم هذه الخطوة غدا – اليوم – وعلى ضوء ذلك سنتأكد من هل هذا أبننا وهل الوفاة كانت طبيعية ولماذا حسست الإدارة بأن هذا ليس أبننا وأنه طفل مجهول الهوية .
الحبوبات غاضبات
زبيدة السنوسي جدة الطفل لأمه سردت نفس التفاصيل السابقة للجريدة وقالت بصوت متهجد انا هنا لاسترد كرامة بنتي وسمعتها لانها متزوجة فكيف يحملون طفلها المولد حديثا بعربة للشرطة ليتحول إلى طفل مجهول الهوية ابنتي تمتلك كل الأوراق التي تثبت زواجها وقد دفعت بها إلى المستشفى مع تلفون زوجها واختها أما سعاد عوض سميت وهي جدة الطفل لأبيه قالت إنها غاضبة لما حدث لأن ابنها وزوجته تعبوا جدا في الحصول على المولود حيث سافروا إلى مصر واجروا الفحوصات والتحاليل اللازمة وعادوا إلى الخرطوم وقبل ذلك كانت لزوجة ابني سابقة مع إدارة هذه المستشفى حيث حبلت بتؤام وظهر لها كيس اجهضت الابن الأول ونزفت فذهبت إلى المستشفى واجروا لها عملية جراحية ووقعوا في خطأ اضطروا إلى استئصال القناة الموجود داخلها الجنين الآخر .ولو كانوا اعتذروا كنا سامحناهم لكن أنكروا.
علي الدالي
الجريدة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.