“إطلاق شرارة الطاقة” دخول التيار الكهربائي إلى منطقة حلايب لا يمكن السكان فقط من إضاءة منازلهم بخدمات الطاقة بل يذكرهم أنهم جزء من الشبكة القومية ومن هذه البلاد

لا تمثل الشحنة الكهربائية التي ستمتلئ بها خطوط الإمداد في منطقة حلايب بشرق السودان مجرد خدمة شأنها والخدمات التي تحتاجها المنطقة، فهي بداية المحاولة لضم هذا الجزء العزيز للوطن، عندما يتمكن سكانها من إضاءة منازلهم بالكهرباء ويستغلون الخدمة مع بقية مواطنيهم في البلاد الكبيرة، سيتمكن مواطنو حلايب من الاندغام في الأجزاء التي طالما لم يتمكنوا العيش تحت مظلتها منذ تفجر أزمتها وسيطرة الجانب المصري على أجزاء عزيزة منها.
(1)
تستقبل الأعمدة الكهربائية المنصوبة منذ فترة شرارة الطاقة حسب ما يقول المهندس صلاح أحمد محمد إبراهيم مدير مشروع كهرباء شرق السودان خلال أسبوعين من الآن، حيث يشير لاكتمال قطاع التوليد بالمشروع في أربع مناطق بشرق السودان، في وقت أشار فيه لاكتمال تركيب الشبكة الداخلية لخطوط الإمداد الكهربائي بمنطقة حلايب بنسبة (100 %)، وأشار إبراهيم في لـ(اليوم التالي) إلى أن قطاع التوليد يشمل مد الكهرباء لمناطق (محمد قول، حلايب، وأوسيف)، بولاية البحر الأحمر، بجانب منطقة همشكوريب بولاية كسلا، منوها إلى أن إدارته ستكمل تركيب المولدات الكهربائية لمنطقة حلايب خلال أسبوعين من الآن لتصبح المنطقة متوفرة على خدمة الكهرباء من محطة أوسيف.
(2)
وللخدمة الجديدة في المنطقة “المتنازع عليها” أكثر من دلالة كونها تأتي في إطار تنفيذ اتفاق سلام شرق السودان حيث ينفذ جهازه التنفيذي وهو صندوق الشرق إيصال خدمة الكهرباء لأكثر من ستمائة قرية في شرق السودان ضمن مشروع كهرباء الشرق، وهو مشروع يأتي لإزالة التهميش السياسي، وسبق أن لعبت الخدمات دورا آخر من الجانب المصري الذي أوصل للأجزاء المحتلة من جانبه خدمات للمواطنين بغية ضمهم للسيادة المصرية فضلا عن إدارة عملية سياسية كما هو في الانتخابات الأخيرة لمصر، لكن يحتفظ السودان أيضا بممثل للمنطقة في البرلمان نال شرعيته عبر القاعدة الجماهيرية بفوزه في الانتخابات الأخيرة، ويمثلها أحمد عيسى عمر.
(3)
وكشف مدير مشروع كهرباء السودان أن مدير صندوق إعمار الشرق وزير الدولة برئاسة الجمهورية المهندس أبو عبيدة دج، سيزور المنطقة الأسبوع المقبل للوقوف على عمليات تركيب المولدات، وربما تشمل زيارة دج التحضير للافتتاح المرتقب وتدشين الخط الناقل للكهرباء من المولدات الضخمة التي ستشيدها كهرباء الشرق. ومن جهة ثانية أشار مدير مشروع كهرباء شرق السودان لإكمال محطة غرب كسلا ودخولها الخدمة بكلفة إجمالية بلغت مليوني دولار، وسعة تبلغ (40) ميقاواط، وقال إن المحطة الجديدة ساهمت في استقرار الإمداد الكهربائي بمدينة كسلا فضلا عن تغذيتها للقطاعات السكنية والتجارية والخدمية والمشاريع الزراعية.

(4)
ولا تبدو حلايب الوحيدة بين مناطق طالها الإهمال الحكومي في الخدمات، حيث يعاني الشريط الحدودي بين السودان وإثيوبيا في الجانب السوداني، بينما تتمتع المناطق المتاخمة له في الجانب الإثيوبي بحركة دائبة على مستوى السكان والخدمات والأنشطة التجارية، وتؤدي الزراعة المطرية الموسمية في المناطق السودانية هنالك للعزلة حيث أن المزارعين يديرون العملية بوكلاء ويزورونها بين الفينة والأخرى، فيما تعمل العمالة الزراعية على وجود موسمي ومربوط بالإنتاج والحصاد، ويمكن لتطوير المناطق الحدودية من الناحية الخدمية والتنموية أن يساهم في عمليات استقرار المواطنين هناك.
حسن محمد علي
اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.