سقوط «الحرب الباردة الجديدة» ضد السودان

فَصَل الحظر الإقتصاي الأمريكي الشامل السودان عن بقية العالم لمدة عشرين عاماً. وقد نفذَّت «أوفاك» قرار المقاطعة بدَّقة وصرامة. «أوفاك » هو « مكتب مراقبة الأصول الأمريكية الخارجية OFAC». من نماذج تلك الدقة والصرامة في تطبيق قرار العقوبات الإقتصادية ضد السودان، عندما أصدر «أوفاك» حكمه بالغرامة على شركة »هوايت بيرش White Birch» بمبلغ «372,465» ألف دولار بسبب ارتكابها «جريمة » « التباحث» في صفقة تصدير ورق إلى السودان . قيمة الصفقة « 354,602,26» ألف دولار. ذلك يعني أن الغرامة التي أصدرها «أوفاك» ضد الشركة أكبر من قيمة الصفقة . «التباحث» في التصدير إلى السودان ولو كانت السلعة «ورق» ، يعتبر «جريمة» في «شريعة الحظر الإقتصادي الشامل» . الآن انتهت حقبة الحظر والمقاطعة الإقتصادية بالقرار الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب يوم الجمعة 6/أكتوبر/2017م. حيث يدخل القرار حيز التنفيذ بعد غدٍ الخميس 12/أكتوبر/2017م . بحسب وزارة الخزانة الأمريكية فإن الحظر الإقتصادي ألحق بالسودان خسائر بلغت «500» مليار دولار. ذلك يعني أن قرار الحظر الإقتصادي كان حكما بالإعدام الإقتصادي على السودان. وان عشرين عاماً من الحظر تكفَّلت بتنفيذ حُكم الإعدام «الإقتصادي» على السودان. خلال تلك السنوات العشرين قفزت العديد من الدول النامية قفزات اقتصادية كبرى إلى الأمام. حيث تبوَّأت مقعدها بين أفضل عشرين دولة اقتصاديَّاً في العالم . كما حدث في تركيا وأندونيسيا والبرازيل والأرجنتين . غير أنَّ العشرين عاماً من الحظر نفذَّت «قرار حرمان السودان من النمو». أيضاً هناك تصريح مدير شركة «تاليسمان» النفطية الكندية السيد/ جيم باكي «بريطاني الجنسية» الذي أصدره عام 1999م بأنّ«السودان سيصبح بعد عشر سنوات «عام 2009م « الدولة النفطية الأولى في أفريقيا». غير أن رياح الحظر الإقتصادي الأمريكي جاءت بما لا تشتهي سفن التنمية السودانية. تجدر الإشارة إلى أن تنفيذ قرار الحظر الإقتصادي الأمريكي ضد السودان لم يكن تنفيذاً أمريكياً فقط،بل نفذّه برفقة أمريكا كلّ حلفاؤها في العالم . ومنهم «نادي أستراليا». كان الحظر الإقتصادي ضد السودان ، في حقيقته ، حظراً اقتصادياً دوليَّاً بقيادة أمريكا. كانت أمريكا تعاقب بشدَّة أي دولة تخرق الحظر أو تسعى إلى التعاون الإقتصادي «الحقيقي» مع السودان. حيث ستنزل بها أمريكا أقصى العقوبات، كما رأى العالم «أوفاك» وهي تنزل عقابها على شركة «هوايت بيرش» . فرض الرئيس بيل كلينتون في نوفمبر 1997م الحظر الإقتصادي الأمريكي الشامل ضد السودان. لكن بعد عشرين عاماً في 6/أكتوبر/2017م سقط «جدار واشنطن» الذي بناه الرئيس كلنتون. سقط بضربة واحدة بقرار الرئيس دونالد ترمب. سقوط «جدار واشنطن» كتب نهاية الحرب الباردة بين أمريكا والسودان. الحظر الإقتصادي الشَّامل ضد السودان الذي فرضه الرئيس بيل كلنتون،سقط بضربة واحدة بقرار الرئيس دونالد ترمب . كما سقط بموازاته الحظر الإقتصادي الدوليّ بقيادة أمريكا. سقوط «جدار واشنطن» كتب نهاية الحرب الباردة بين أمريكا والسودان. كما كتب سقوط «جدار برلين» نهاية الحرب الباردة بين الشيوعية والرأسمالية. هذا و يشير «جدار واشنطن» إلى أن هناك مايجمع بين الرئيس كلنتون «رئيس أمريكا من يناير 1992م -يناير 2000م» والرئيس «أريك هونيكر » رئيس ألمانيا الشرقية «من مايو 1971- أكتوبر 1989م». كما أن سقوط «جدار واشنطن»، أى الحظر الإقتصادي الأمريكي الشامل ضد السودان، يوضِّح أنَّ هناك ما يجمع بين الرئيس كلنتون والرئيس «فالتر أولبريشت» رئيس ألمانيا الشرقية . كيف. سنرى غداً.
الصحافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.