“حنظلة الوسيم”.. حكاية أكبر احتيال عاطفي إنساني على مواقع التواصل الاجتماعي

ظل “مستر حنظلة” أو “حنظلة الوجيه” كما يحلو للكثير من الفتيات تسميته، نجماً لمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لعدة أسابيع حتى ضاهت نجوميته النجم “شاروخان” بعد أن استطاع حصد أكبر عدد من قلوب العذارى والإيقاع بهن بوسامته عبر أكبر عملية نصب عاطفي، ليجني بذلك الحب والتعاطف من بنات حواء (السودانيات) ملايين الجنيهات، ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى تبين للجميع أن (مستر حنظلة) ليس سوى اسم وهمي مصحوب بصورة أحد الشباب المصريين استخدمها مجهولون للإيقاع بالضحايا.
{ أصل الحكاية
بطلب الدعاء قبل إجراء عملية جراحية عبر منشور على صفحات وقروبات (فيسبوك)، بدأت تفاصيل الرواية، وظهر حساب قبل عدة أسابيع لشخص يدعى “محمد” (مستر حنظلة) مهندس سوداني وهو يطلب الدعاء له قبل دخوله غرفة العمليات، مؤكداً عبر منشوره أنه متوتر من إجرائها خوفاً على والدته وشقيقته اللتين تعولان عليه كثيراً في حياتهما بعد وفاة والده، إلا أنه عاد وأكد إصراره على قتال مرض السرطان والانتصار عليه، ولم يلبث حتى وجد المنشور تفاعلاً منقطع النظير وسط الفتيات.
لم يكن التضرع بالدعاء هو ما يسعى إليه (مهندسو العملية) إن جازت تسميتهم بذلك، لأن الأمر على ما يبدو تم التخطيط له بعناية فائقة، فعقب مرور أيام فوجئ الجميع عبر حساب إحدى الفتيات التي تدعي أنها خطيبة “حنظلة” بنشر خبر وفاته عقب العملية في جميع القروبات التي تحولت أي ـ القروبات ـ بقدرة قادر إلى (صيوان) عزاء مفتوح في قلوب عذارى وحرائر بلادي قبل أن ينصب على صفحاتهن وقروباتهن وهن يذرفن الدموع على (الفتى الوسيم) حتى أن معظم الفتيات وضعن صورته على (بروفايلاتهن).
{ بكاء ونحيب
لم يتوقف الأمر عند البكاء والنواح واستبدال البروفايلات وغيره، وهذا كان الفصل الثاني من الرواية، وذلك عندما قامت المدعوة خطيبته بمشاركة آخرين بنشر محادثات (واتساب) مفبركة لهم مع المرحوم في آخر أيامه وهو يحكي مأساته مع المرض ومخاوفه على شقيقته ووالدته حيال حدوث مكروه أصابه ليجنوا بتلك المحادثات تعاطفاً كبيراً من قبل الفتيات، ثم استمرت في نشر محادثات لها وتصوير حزنها عليه وبكائها المستمر عليه حتى اقترح عليها أحدهم التصدق له بعمل خيري حتى لا تعذبه في قبره، ليبدأ بهذا الاقتراح المقصد وبيت الكلاوي الذي من أجله فعل المجهولون ما فعلوا.
وما أن أطلق أحد الأشخاص اقتراح عمل مشروع خيري كصدقة جارية على روح “حنظلة”، حتى قام مجموعة ادعوا أنهم أصدقاؤه بإنزال أرقام هواتف وحسابات بنكية داخل السودان وخارجه للتبرع لصالح إقامة مشروع خيري كصدقة جارية على روح المرحوم “حنظلة”، ولمساعدة والدته وشقيقته، وانتشرت حملة التبرعات بصورة واسعة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي (واتساب) و(فيسبوك) تم جمعها بواسطة بعض الفتيات من داخل الجامعات وصلت إلى ملايين الجنيهات، لتظهر المفاجأة لاحقاً بظهور الشاب الحقيقي صاحب الصورة وهو مصري الجنسية، مستنكراً خبر وفاته على القروبات السودانية.. ليرسم هذا الظهور علامات الدهشة والذهول على محيا الفتيات المتعاطفات مع (حنظلة الوسيم) اللواتي ذرفن على وفاته الدمع الثخين، ولم يتبق لهن عقب ظهور صاحب الشخصية الحقيقي سوى البكاء على أموالهن واستغفالهن.
هبة محمود
المجهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.