تفاصيل زيارة يومين لرئيس الجمهورية إلى دار أندوكا

الزائر لمدينة الجنينة أو دار أندوكا، كما يحلو لقاطنيها، يشعر بأنه في مدينة تجمع بين المدينة والقرية، إذ تجد معالم المدن في وسط المدينة وفي أطرافها ملامح القرية، وتتميَّز المدينة بالخضرة والأرض الرملية وتتوسطها خيران المياه والوديان كبري “كجا” الذي يعتبر من أقدم المعالم التاريخية في المدينة يعود تاريخ تشييده إلى زمن الاستعمار، بيد أن تم تشييد كبري جديد بـ”كجا” من أهم الأشياء المباني الحكومية التي اكتست باللون الأخضر والعربات ذات الدفع الرباعي التي تبدو أنها متهالكة، ولكن بعد الاستفسار عنها أنها جديدة، ولكن يتم استبدال الجسم الخارجي ومن الملاحظات التي لفتت الانتباه أن السوق يغلق أبوابه قبل صلاة المغرب وتوجد مساحة صغيرة بجانب كافتيريا هي المتنفس الوحيد للقادمين من خارج الجنينة، وأيضاً الانتشار الكثيف للقوات النظامية بمختلف تشكيلاتها لا سيما القوات المشتركة السودانية التشادية ومشاركة ولاة ثلاث ولايات تشادية مجاورة لغرب دارفور بوفد رفيع وقيادات عسكرية وسياسية.
*ساحة البرهانية
تدافع آلاف المواطنين صباح (الثلاثاء)، عبر السيارات والدواب ومشياً على الأقدام وتلاميذ المدارس، وكان لعنصر الشباب القدح المعلى في اللقاء الجماهيري بساحة البرهانية التي ضاقت بهم وهم يرددون شعارات تطالب بوقف الحرب وحمل السلاح و(شكراً يا بشير) في إشارة للتعبير عن الفرح بقدومه إلى دار أندوكا، حيث وصل رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إلى الساحة في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف النهار، ابتدر الحديث معتمد محلية الجنينة “محمد عبد الرحمن” الذي لخص مطالبه في نقاط محدَّدة بزيادة الأموال المخصصة للتنمية، ثم جدَّد مطالبته بالسماح بعمل العربات غير المقننة، لأنها أصبحت مصدر رزق لكثير من الناس ثم تسليم السلطان “سعد بحر الدين” وقيادات الإدارة الأهلية وثيقة المبادرة المجتمعية للتعايش السلمي.
رئيس الجمهورية ثمَّن مجهودات الوالي “الهجا” واعتبره من النماذج الجيِّدة في إدارة الولايات، وتابع أنا كنت بفتش في شاب ينفذ لي مشاريع التنمية.
والي غرب دار فور “فضل المولى الهجا فضل المولى” بدأ بشكر من سبقوه في إدارة الولاية، وقال إنه بعد استتباب الأمن شرع في تنفيذ مشاريع التنمية والخدمات وتشييد الكباري التي تعتبر من أولويات التنمية، مشدداً على ضرورة الالتزام بأخذ الحقوق بالقانون وعدم حمل السلاح.
*إستاد الجنينة
شهد إستاد الجنينة مباراة بين المنتخب الوطني ومنتخب مدينة الجنينة انتهت بفوز الفريق القومي بهدف وتم تكريم الكابتن “مازدا” و”معتصم جعفر” و”مجدي شمس الدين” ووالي غرب دار فور ورئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” راعي الرياضة. وتكريم رئيس نادي الهلال “أشرف سيد أحمد الكاردينال” الذي أعلن عن افتتاح الجوهرة الزرقاء في يوم 11/11/2017 م، فضلاً عن مساهمته بتشييد مستشفى للنساء والولادة بالجنينة والمساطب الجانبية لإستاد الجنينة.
*مسرح الجنينة
وشهد مسرح الجنينة مساء أمس الأول، ختام مهرجان الجنينة عاصمة الثقافة السودانية وتسليم الشعلة للولاية الشمالية وأعلن رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عقب لقائه الفنان “محمد الأمين” في ختام فعاليات الجنينة عاصمة للثقافة، تبني الدولة بقوة لمهرجان نغني للوطن من خلال العمل الثقافي والفني الذي يساهم بصورة فعالة في توحيد أهل السودان.
وقال “البشير” نحن الآن أمام عمل ثقافي كبير ونسعى لتوحيد أهل السودان عبر توحيد الوجدان السوداني عبر الكلمة الرصينة واللحن، مشيداً بالفنان “محمد الأمين” لتقديمه لعمل يقدِّمه لأول مرة في السودان من على خشبة مسرح الجنينة.
وقال إن اختيار الجنينة عاصمة للثقافة اختيار زكي يبشِّر بمستقبل واعد لكل أهل السودان باعتباره يعزز التواصل بين كل أهل السودان وكل دول منطقة غرب أفريقيا.
وعبَّر الرئيس عن سعادته بجملة الإنجازات التي تحققت بغرب دارفور التي تؤكد أن عملية التنمية والنهضة في كل المجالات، مشدِّداً على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار لإعادة غرب دارفور سيرتها الأولى من خلال ختام فعاليات الجنينة عاصمة للثقافة، وسلَّم الراية للدورة المقبلة لمدينة دنقلا، كما تم اختيار “حسن خليفة العطبراوي” شخصية الموسم.
حديث الثقافة والفن
وزير الثقافة “الطيب حسن بدوي” قال في كلمته، إن مشروع الجنينة عاصمة للثقافة السودانية جاء لدحض المزاعم والمطامع التي تريدها الدول الغربية ودول الاستعمار الحديث للنيل من السودان، مشيراً إلى أن المشروع أسهم في تعزيز التعايش والسلام الاجتماعي بين كافة مكونات مجتمع الولاية، فضلاً عن دوره في نشر الوعي والتنوير المعرفي والتبشير بالقيم الثقافية لأهل السودان. وأوضح “بدوي” أن وزارة الثقافة ترتكز في خطتها الإستراتيجية على ثلاثة مرتكزات أساسية تتمثل في استكمال التنمية الثقافية الشاملة وتعزيز إدارة التنوُّع الثقافي في السودان بجانب تقديم المشروع الثقافي الوطني للمنطقة العربية والأفريقية.
في اليوم التالي كان الرئيس “البشير” على موعد بزيارة محلية فوربرنقا، حيث وجد حفاوة استقبال كبيرة.
وقال لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري بالمحلية، إن حملة جمع السلاح التي انطلقت في دارفور وكردفان ستسهم إسهاماً كبيراً في المحافظة على الأمن والسلم الأهلي وترقية وتحسين معاش الناس، داعيا أهل فوربرنقا للالتفاف حول برامج حكومة غرب دارفور بقيادة الوالي “فضل المولى الهجا” حتى تعمل في تناغم وانسجام لخدمة تطلعات المواطنين.
ووجه وزارة النقل والطرق والجسور بعمل دراسات لكبري “كجا” الذي يربط بين فوربرنقا وبعض المناطق التشادية وذلك حتى يسهم في تسهيل حركة البضائع والمواطنين بين السودان وتشاد. كما وجه بضرورة إحياء مشروع “أندربرو” الزراعي وإعادته لسيرته الأولى حتى يعمل على دعم واستدامة الأمن الغذائي بالمنطقة.
ووعد “البشير” مواطني فوربرنقا بتوجيه المصارف والبنوك لافتتاح فروع لها بالمحلية.
الوالي أمام الجماهير
والي غرب دارفور قال، إن منطقة فوربرنقا تعد أكبر سوق تجاري في غرب دارفور، حيث يحتوي على (10) آلاف دكان، وأضاف: ” هذه المنطقة تمثل البوابة الاقتصادية لولاية غرب دارفور، مبيِّناً أن سوق المواشي بالمحلية هو أكبر سوق في إفريقيا. وأوضح “الهجا” أن حكومته تولي هذه المحلية اهتماماً خاصاً لما تمثله من مورد اقتصادي كبير. وأضاف: ” أطلقنا في غرب دارفور المبادرة المجتمعية لتحقيق التعايش والأمن حتى تلتفت الحكومة للمشروعات الخدمية والتنموية”، وقال، إن الكتلة النقدية في سوق فوربرنقا تبلغ (145) مليار جنيه، وهي خارج الأنظمة المصرفية بسبب عدم وجود بنوك بالمحلية.
معتمد محلية فوربرنقا مضيف الوفد الرفيع كانت له كلمة أيضاً، وقال إن زيارة “البشير” تعد أول زيارة لرئيس سوداني لهذه المنطقة، وأضاف: ” فرحتنا لا تحدها حدود بهذه الزيارة التاريخية”، داعياً إلى ضرورة بسط خدمات التعليم والصحة والطرق، مشيداً بجهد حكومة الولاية في تنفيذ مشروعات المياه والكهرباء والتعليم ودور العبادة.
وليد النور
المجهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.