أكبر تاجر عملة في قفص الاتهام

قبل يومين تحدث النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء بكري حسن صالح، عما أسماه “تلاعباً” في أموال بعض محفظات السلع، أدى لارتفاع الدولار…وقبل أيام كنا نستمع إلى رجال الغرف التجارية وهم يجأرون بمر الشكوى من تصرف الحكومة التي دخلت السوق واشترت الدولار بكمية مكثفة مما كان له الأثر الأسوأ على الإطلاق في ارتفاع سعر الدولار..

أما “السيد” بنك السودان المركزي فقد اشتكى في ذات الأيام النحسات التي قفز فيها الدولار إلى أعلى القمة وبلغ فيها مبلغاً لم تبلغه عملة من العملات، فقد اشتكى هو الآخر من المضاربين في أسواق الذهب، وحملهم مسؤولية ارتفاع سعر الدولار…

و المفارقة التي أراها تحمل “استعباطاً” واستغفالاً لا تخطئه عين هي أن “السيدة” الحكومة هي نفسها التي تشجع المضاربين وتربت على كتوفهم وتهيء لهم مناخ المضاربات في كل المجالات حتى صيرتهم قططاً سماناً، وذلك عن طريق توفير التمويل الضخم عبر بنوكها المختلفة التي عجزت عن تمويل القطاعات الإنتاجية في مجالات الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية، وانكبت وانغمست في تمويل المضاربين وأرباب النشاط الهدام…تمويل البنوك الحكومية للمضاربين، حقيقة لم نجهلها يوماً وقد تناولناها في أكثر من مقال ، لكن إقرار النائب الأول بهذه الحقيقة الصادمة يعطيها بعداً اعترافياً، ويتيح لها فرصة المعالجة، لكن هل الحكومة تريد معالجة هذه التشوهات؟..أشك تماماً ..

بالله عليكم ركزوا معي وانظروا إلى حكومتنا “الرشيدة” وهي توفر التمويل للسماسرة والمضاربين وكل أرباب النشاط الطفيلي الهدام، وتمسك التمويل عن القطاع الزراعي الذي يشكو في كل عام إما من تأخير التمويل الزراعي والتلكؤ فيه أو من ضعفه وشحه…

حكومتنا “الرشيدة” التي ترفع شعارات الإصلاح حالياً هي الآن إما أن تراها تاجراً في السوق يلف عمامته بإحكام وترتدي مركوبها “جلد النمر” وشالها المطرز وعصاها الأبنوسية وتنهمك في شراء الدولار وتجارة العملة،أو تراها وهي توجه أموال الشعب السوداني لتمويل السماسرة والمضاربين وأرباب تجارة الكسر و”مافيا الكتفلي”…

ومع ذلك، وبعد هذا البؤس والأسى نطالع في الصحف عناوين مثل :الرئاسة تعلن حربا شاملة على التجار الجشعين من الآن .. وفي تقديري أن الحكومة هي أكبر التجار وأكثرهم جشعاً ، فهي أولى بالحرب من غيرها ….(ياأخوانا إذا إنتو ما شايفين اللي أنا شايفو ، أرجوكم اعرضوني على طبيب نفسي ينالكم ثواب )… اللهم هذا قسمي فيما املك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.