هزت أركان القلعة الحمراء.. الأزمة المالية تحاصر المريخ السوداني

نجح مجلس إدارة نادي المريخ السوداني تغطية رأس الأزمة المالية، ولكن ثوب الإمكانيات القصير لم يلحق لستر الجزء الأسفل منها فظهرت عورة استحقاقات المحترفين الوطنيين والأجانب ،و سقطت آخر أوراق التوت من الجهاز الفني فكشف غارزيتو وابنه أنطونيو الحقيقة عارية وطالب بتسوية مرتب سبعة أشهر قبل العودة للجلوس على مقعده داخل الجهاز الفني الأحمر..

أزمة السيولة التي تحاصر لجنة التسيير وتخنق استقرار النادي العريق ظهرت جلياً إبان معسكر الفريق بتونس استعدادًا لخوض الجولة السادسة الحاسمة أمام النجم الساحلي في دور المجموعات لرابطة الأندية الإفريقية والتي تم تجميدها بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي علق نشاط الكرة في السودان..

هناك في أرض سوسة طالب أول المتمردين الحارس اليوغندي جمال سالم بمستحقاتهم المالية ورفض الوقوف بين الخشبات لحماية العرين بالمجان، واستعاض المدرب غارزيتو بالشبل عاطف عبد الرحيم بينما خرجت الصحف في اليوم الثاني وغيرت وجه الحقيقة وكتبت في صدر صفحاتها أن الإصابة حرمت جمال سالم وغيبته عن المشاركة في مباريات البطولة العربية..

وتحول الهمس جهرًا في النسخة الجديدة لكأس العالم العربي للأندية وارتفع نسق الكلام حول الأزمة المالية وتناولها الإعلام المصري ووجه أكثر من سؤال للمدرب حول الضائقة وأثرها على خروج الفريق، إلا أن غارزيتو رد على الأسئلة بطريقة غير مباشرة عندما قال أنه يقبل بتدريب الأهلي أو الزمالك لو تقدما بعروض في إشارة واضحة للبحث عن وسيلة للهروب من القلعة الحمراء..

عاد المريخ إلى السودان فخرج رئيس النادي جمال محمد عبدالله الوالي في حوار إذاعي أشار فيه إلى أن الأمور داخل النادي مستتبة وأن الحارس اليوغندي تبقى له مرتب شهر واحد فقط وأن المدرب الفرنسي مستمر مع الفريق مما يعكس يؤكد أن التصريحات تناقض الواقع وتحاول ستر عورة الأزمة المالية التي أعترف بها صراحة الأمين لنادي المريخ عصام الحاج قبل يومين عندما قال: ” كل الدول تعاني من مشاكل مالية، وليس عيبًا أن يمر بها المريخ” وجاءت هذه تصريحات عكس رئيس النادي، وهي المرة الثانية التي يخالف فيها عصام الحاج جمال الوالي بعد حادثة الدوري الممتاز..

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تهز فيها الضائقة المالية أركان القلعة الحمراء فقد واجه المريخ المشكلة كثيرًا في عهد لجنة التسيير الأولى مجموعة عصام الحاج وفي مجلس تسيير ونسي بسبب عدم وجود موارد دخل ثابتة و اعتماد النادي على جيوب الأفراد وتدفق قليل من المصادر المالية ومداخيل المباريات ودعم الكاف الذي لا يغطي المصروفات و تكاليف التسيير الباهظة..

وأعتاد المريخ أن يدخل يده في جيب رئيس النادي جمال الوالي “14 عامًا ” لتكملة النقص وترميم تصدع الميزانية مثلما يحدث اليوم رغم أن النادي وجد دعم من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بمبلغ 550 ألف دولار زائد 100 ألف دولار من الاتحاد العربي لكرة القدم علاوة على دخل المباريات التي تتعدى 2 مليار تقريبًا ولكنها لم تكن كافية لطرد الأزمة بعيدًا عن خزانة النادي..

الأزمة المتصاعدة أزعجت أنصار النادي الذين يأملون أن تتقي لجنة التسيير شرها ولو ” بشق تمرة ” وحلحلة المشاكل التي بدأت تظهر على السطح حتى يستطيع فريق الكرة مواصلة مشواره وإنهاء الموسم بنجاح، ولكن هذه المعالجات الصغيرة المتواضعة قد تساهم في اختفاء الضائقة مؤقتًا إلا أنها لم تكن الحل الناجع لإزالة أورام الأزمة المتوطنة التي تحتاج إلى عمليات جراحية كبيرة يجتثها من الجذور.

علي الطاهر/الاحداث نيوز

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.