وفاة مواطن وإصابة ستة بأنياب مجهولة…..الشرطة طالبتْنا بإحضار (الرصاص) من جيبنا الخاص

نوع من الحيوانات يهدد حياة سكان منطقة (عراق) الواقعة في (24) القرشي بالجزيرة، يظهر عند الفجر مسبباً الأذى للصغار والكبار ويختفي طوال اليوم، يبلغ عددها ثلاثة حيوانات تشبه (الكلاب) لكنها تتميز برطوبة الجسم، وسرعة الحركة وطول الأذنين، لم يعرف الناس ما هي فصيلة هذا الحيوان الذي يظهر فجأة، كما لا يعرفون أين يختبئ وإنما هو شيء ما اعتاد الهجوم عليهم بسرعة البرق دون أن يتمكن أحد من الإمساك به أو قتله، وأدهش ظهوره السلطات المحلية الذين ما زالوا يبحثون عن مكانه .

حالات اعتداء

بدأ أول ظهور لهذه الحيوانات قبل أربع سنوات في ذات المنطقة، ونفذت اعتداءها على شاب في الخامس والثلاثين من العمر وسببت له أذى جسيماً بكل جسده ، وأخذ بناء ذلك مصل (السعر)، تلت تلك الحادثة تعرض فتاتين لهجوم قاس من أحد الحيوانات في نفس العام، ثم اختفى ظهورها من المنطقة، وقد سبب أضرارا نفسية وجسدية بالغة للفتاتين، وكان الحادث الذي تعرضتا له مثار حديث السكان المحليين الذين نشطوا في حملة بحث عن المهاجم الغريب لقتله، إلا أن مجهوداتهم ذهبت هباء منثورًا لعدم العثور عليه، ولم تتمكن الفتاتان وقتها من هول المفاجأة والصدمة من تحديد ماهية الحيوان الذي باغتهما بهجومه الدموي، مخلفا وراءه لغزًا عجز المواطنون عن فك طلاسمه، وترك الحيرة مرسومة على الوجوه مقرونة بمخاوف من ظهوره المفاجئ، وذلك الحادث الذي لا يزال الكثيرون بهذه المنطقة الواقعة غرب ولاية الجزيرة يذكرون تفاصيله كاملة دفع الكثيرين إلى الاحتماء مبكراً داخل جدران منازلهم حتى لا يتعرضوا إلى الهجوم القاتل.

ظهور جديد

وبعد أن توارت الحيوانات الغريبة عن الأنظار، ولم يعد المواطنون يذكرونها في مجالسهم الخاصة بعد أن أيقنوا بأنها باتت صفحة من الماضي، ظهرت فجأة هذا العام الذي يعتبر الأكثر دموية لهجومها على عدد مقدر من المواطنين حتى إنها تسببت في إزهاق روح شاب غض الإهاب، وجاء أول ظهور لها في (قرية الشويرف)، حيث تعرض الطالب (اوبي) البالغ من العمر سبعة عشر عاماً لـ(عض) من الحيوان المفترس والغريب بصورة مباغتة، وسعت أسرته كثيراً لتوفير العلاج له إلا أن الأقدار قالت كلمتها بأن أيام الفتى قد انتهت ليغادر الحياة إثر تأثره بتلك الحادثة المؤلمة ليذرف المواطنون الدمع حزناً عليه ، ونشطوا في حملة بحث واسعة عن قاتل أوبي حتى ينتقموا منه، ولكنه أختفى مجدداً وراء المجهول ولم يتمكنوا من العثور عليه.

عراق.. الضحية الرابعة

وبعد حادثة (الشويرف)، فإن ضحية رابعة شاء حظها العاثر أن يضعها في مواجهة هذه الحيوانات المفترسة التي لا تعرف الرحمة ولا حرمة الأشهر، ففي شهر رمضان المنصرم عاد الحيوان مرة أخرى إلى الظهور على سطح الأحداث ولم تأت إطلالته مرغوباً فيها، وفي قرية (عراق) وقعت الحادثة الرابعة، وهذه المرة اختار ستة ضحايا كأنما أراد تعويض توقفه لسنوات عن مهاجمة المواطنين، وذلك حينما تسلل ليلاً إلى أحد منازل القرية الوادعة التي لا يعرف مواطنوها سهر سكان المدائن لأن جلهم من المزارعين، وشن هجوماً ضارياً على ستة أفراد من أسرة واحدة بينهم طفل رضيع لم يتجاوز عمره (38) يوماً، وأدخل في قلوب أفراد الأسرة رعباً لم يسبق له مثيل خاصة بعد أن اقترب من الطفل لافتراسه إلا أن والدة الصغير رفضت أن ترى فلذة كبدها يروح بعيدًا أمام عينيها أو أن يصيبه مكروه فقررت في لحظات لم تحتمل التفكير المتأني أن تدخل في مواجهة مع الزائر الغريب والمفترس فتمكنت من أن تقتلعه من بين أنيابه بجسارة ما تزال القرية تتحدث عنها، ولكن ترك بصمته في الأم، أما أفراد الأسرة الأربعة الآخرون فقد غرس أنيابه في أجسادهم، وبعدها لم يجد أمامه غير الهرب.

هذا الأمر أصاب المواطنين بحالة هلع وخوف، وكثر الحديث حول الحيوان فمنهم من يقول إنه (ذئب) وآخرون يرون أنه (كلب) والبعض يؤكد بأنه (ثعلب) وحتى اليوم يجهل الجميع فصيلته .

مطالبة

تكرار الحوادث خاصة في هذا العام، جعل الخوف يحتل قلوب المواطنين الذين لا يتحرك أحدهم في هذه القرى ليلا إلا وكان يحمل معه ما يدافع به عن نفسه إذا ما ظهر المهاجم المفترس، ولأن القضية ما تزال تحوز على اهتمام المواطنين ويثير الحيوان الغريب مخاوفهم، توجهت “الصيحة” نحو عدد من المصابين للتعرف على التفاصيل، وهنا يشير المصاب (عماد الصافي أحمد) إلى أنه شعر بالحيوان الغريب يغرس أنيابه في (ركبتيه) وكان وقتها مستلقياً على سريره في الساعات الأولى من الصباح وتحديداً مع توقيت أذان الصبح، ويقول إنه لم يتمكن من الدفاع عن نفسه أو حتى التعرف على نوع الحيوان، وذلك من هول المفاجأة بالإضافة إلى أنه كان سريعا في الهجوم والهرب، ويشير إلى أنه وبعد إصابته توجه ناحية مستشفى (ود النورة) الريفي، حيث تلقى العلاج مباشرة دون الخضوع لأي نوع من الفحوصات والتحاليل المعملية حيث تم تضميد جراحه ومنحه مضادات حيوية، بعدها ذهب لفتح بلاغ في قسم الشرطة بالقرية، فطالبوه بإحضار خطاب من اللجنة الشعبية حتى يتمكنوا من القيام بواجبهم .

رصاص من المواطن

ومن الغرائب التي أثارت حيرتنا ودهشتنا فإنه وبحسب إفادات عدد من المصابين فإن المسؤولين بقسم الشرطة طالبوهم بإحضار (الرصاص) الذي سوف يتم استخدامه في قتل الحيوانات من حساب المواطنين الخاص، لأن القسم لا يملك هذا النوع من (الرصاص )، وأكدت ذلك (فائزة بابكر) وهي مصابة في يدها اليسرى إصابة بليغة وهي أول مواطنة تتعرض لأنياب تلك الحيوانات، وقالت خلال حديثها للصيحة إن الحيوان أحمر اللون وهناك (قلادة) في عنقه، وليس لديه سوى نابيْن فقط، أما المواطنة (آلاء هجو) وهي والدة الطفل المصاب قالت: إنها شعرت بأنفاس رطبة على وجهها أيقظتها من النوم، وعندما وقع نظرها عليه أطلقت صراخاً عالياً لكنها لم تجد أحداً لمساعدتها سوى والدتها التي كانت تغط في نوم عميق، فقامت بضربه بواسطة الوسادة التي تستخدمها للنوم لكنه مزقها فلم تجد بداً سوى الهرب منه، وطالب المتضررون من هجمات الحيوان الغريب بضرورة الإسراع في قتله، مؤكدين أن حياتهم باتت في خطر وأن عدم امتلاك الشرطة للرصاص المخصص لقتل الكلاب يبدو تبريرًا غير منطقي لجهة أن إمكانيات الشرطة السودانية معروفة للجميع وأنها لا يمكن أن تعجز عن توفير الرصاص، مرجحين عدم مخاطبة أفراد القسم بالمنطقة شرطة المحلية والولاية.

طرق العلاج

بناء على تلك الأحداث المتتالية، زارت (الصيحة) المناطق المتضررة من هذا الحيوان، والتقت بعدد من المواطنين، بداية عزا المواطن (سليمان بكري جمعة ) ظهور تلك الحيوانات لكثرة الأشجار، ووجود مشروع قصب السكر بالمنطقة، وطالب بضرورة نظاقة وقطع الاشجار غير المفيدة خاصة (المسكيت) لكثافته ونموه السريع، واتفق معه في الرأي (عبد الباقي بلال) مساعد طبي بـ(شفخانة) القرية والذي أكد على خطورة الحيوانات التي تهدد أمن واستقرار المواطنين، وأضاف: إن اقصى فترة للتخلص من (السم ) 38 يوماً، وطريقة العلاج عبارة عن تناول خمس جرعات من الأمصال، بجرعة واحدة في اليوم لمدة يومين، أما بقية الأيام يزداد عدد الجرعات وتصل إلى ثلاثة، والعلاج يتم عبر إعطاء المصابين الأدوية المخصصة لداء السعر .

فرق تفتيش

بعدها طرقت الصيحة أبواب اللجنة الشعبية فتحدث إلينا أحد الأعضاء ـ الذي فضل حجب اسمه، موضحاً أنهم قاموا بتكوين فرق شبابية لمراقبة المنطقة وحماية السكان، وتم توزيعهم على الكباري والشوارع والأحياء مستغلين عرباتهم في الطواف الليلي ومتسلحين بـ(العصى والسيخ)، وقد أسفر طوافهم عن القضاء على اثنين من تلك الحيوانات التي اتضح أنها من فصيلة (الكلاب) الضالة، مؤكدا على استمرار الحملات الليلية حتى يتمكنوا من القضاء كلياً على الكلاب، وتمنى التدخل العاجل من سلطات المحلية للوقوف بجانب المواطنين.
بدور مبارك
الصيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.