ضرباه وحبساه في سيارة وتوجّها إلى المطار

اختار ط.ع مشرف عام آسيوي ثلاثيني، الانتقام بنفسه، طريقةً لتصفية حساباته مع قريبه «ا. ح» الذي يحمل جنسية دولة خليجية، بعد خلافات أسرية بينهما لم يبلغا فيها أي نوع من التسوية أو الحل. ط.ع جلبَ شقيقه من موطنه بتأشيرة زيارة، من أجل أن يساعده على تنفيذ مخططه الإجرامي، الذي كاد ينتهي بوفاة قريبهما، بعدما خطفاه فجراً من مواقف البناية التي يقطن فيها، وجرى الاعتداء عليه بعصا وسيف، واستخدما شريطا لاصقا في شل حركته، وتقييد أطرافه، وتكميم عينيه وفمه.

وتركاه في سيارتهما بعد إغلاق نوافذها وأبوابها وإطفاء محركها، ومن ثم توجها مباشرة إلى مطار دبي للهروب من الدولة، إذ سبق وأن حجزا تذكرتين للسفر، غير أن يقظة الأجهزة الأمنية وسرعة تصرفها في هذه الجريمة بعد علمها بها، حالتا دون إتمام إجراءات المغادرة للشقيقين.

في فجر 5 مارس الماضي، وبينما كان المجني عليه وهو موظف ثلاثيني، يهم في استقلال مركبته التي كانت متوقفة في مواقف البناية التي يقطن فيها بمنطقة النهدة، تفاجأ بحضور قريبيه، ومباغتتهما له بالضرب في أنحاء متفرقة من جسده بأدوات حادة ومميتة، نتج عنها سقوطه على الأرض بعد أن خارت قواه.

وبالرغم من مقاومته لهما وصراخه طلباً للاستغاثة بالسكان، إلا أنه فشل في الخلاص منهما، وتجنب ضرباتهما التي تسببت له بكسور ونزيف في أطرافه، ليكتشف أن هذه الضربات لم تكن سوى مقدمة سريعة لفصول تعذيبه وخطفه والانتقام منه.

خطف

وحتى يكمل الشقيقان فصل الاختطاف من المواقف دون أن ينتبه إليهما أحد من السكان، بمن في ذلك حارس البناية، استخدما سيارة المجني عليه لنقله إلى سيارتهما التي كانت متوقفة في المواقف الخلفية الخارجية، وهناك أدخلاه عنوة إليها، وتركا سيارته في المكان.

ثم استخدما شريطاً لاصقاً لتكميم فمه وعينيه وتقييد أطرافه، وتوجها به إلى المنطقة التي يسكنان فيها، وهناك نزل الشقيق الأكبر من السيارة وتوجه إلى شقته وأبدل ملابسه التي كانت ملطخة بدماء المجني عليه من الاعتداء عليه بآلة حادة، ورجع إلى السيارة، لكنه لم يستقلها، بل استقل سيارة أخرى، وسار شقيقه خلفه بعد أن أحكما تثبيت المخطوف في الكرسي الخلفي بمزيد من الشريط اللاصق، وتوجها نحو منطقة الراشدية لكتابة الفصل الأخير في قصة انتقامهما من قريبهما.

وبحسب رواية المجني عليه للنيابة العامة في دبي، فإنه سمع خاطفيه يتشاوران وهما في طريقهما إلى الراشدية حول قتله ورميه في منطقة رملية وتسليم نفسيهما للشرطة، إلا أنهما لم يفعلا، بل اكتفيا بتركه مقيداً بأحد مقاعد السيارة التي اختطفاه فيها، بعد إطفاء محركها وإغلاق أبوابها ونوافذها التي كانت مظللة، وتوجها بالسيارة الثانية إلى المطار للهروب من الدولة.

وبالرغم من أن المجني عليه كان مقيداً جيداً في «المقعد»، وبالرغم من صعوبة رؤيته من الخارج، بحكم أن النوافذ كانت «معتّمة» بشرائط التظليل، إلا أنه تمكن بعد عدة محاولات من طرق الباب والنافذة المجاورين له، من لفتِ انتباه أحد المارة إليه، ليسارع الأخير إلى إنقاذه مستعيناً بعدد من العمال الذين ساعدوه في فتح الباب، وتحريره من اللاصق والاختناق، والاتصال بالشرطةِ التي تعرفت على الشقيقين، ليُعمم عليهما، ويُلقى القبض عليهما في مطار دبي في وقت قياسي، قبل إتمام إجراءات سفرهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.