الشاعر أبو شورة: أعمالي شُوهت بسبب جهل بعض الفنانين

ما بين (شيب) غزا رأسه وشباب يملأ روحه وقلبه، يأخذك الشاعر محمد عبد القادر أبو شورة إلى عوالمه الشعرية (الساحرة) فتجد نفسك مشدوهاً لبريق الحرف وحنية المعاني، فتشعر بـ (عاطفة وحنان) تملأ وجدانك عشقاً لإنسان هذا الوطن المبدع وتشهد حقًا أن (حدق العيون ليك يا وطن.. أصبح مقر وأصبح سكن) هكذا قال الشاعر (الفيلسوف) محمد أبو شورة الذي جلست إليه (الصيحة) في حوار قال فيه (الكثير) رغم قصر الحوار.

ـ أنت صاحب قصيدة (حدق العيون ليك يا وطن) التي تغنى بها الأمبراطور وردي حدثنا عن علاقتك به؟

هي علاقة طيبة وجميلة كنت وما زلت أفخر بها جداً، وسعدت بأن تغنى الإمبراطور وردي بقصيدتي (حدق العيون) فهو فنان عملاق قل أن يجود الزمان بمثله وكان الراحل وردي قد وجد القصيدة في إحدى الصحف وقام بتلحينها وغنائها وكان ذلك مصدر فخر وسعادة لي .

ـ ماذا تفعل عندما تسمع واحدة من أغنايتك يغنيها أحد الفنانين الشباب؟

لا أرفض، ولكن شريطة أن لا يقوم بتشوييها وأن يغنيها كما كتبها شاعرها ولحنها ملحنها وغناها مطربها .

ـ ألا ترى أن الفنانين الشباب يشوهون أغنيات غيرهم؟

ليس جميعهم ولكن هناك من يشوه للأسف!

ــ اعطنا مثالاً لفنان شاب شوه واحداً من أعمالك الغنائية؟

نعم شريف الفحيل شوه أغنية (عاطفة وحنان) عندما غناها وغير في معاني الصورة الشعرية فهو لا يعرف معنى (متقاودين) التي قالها و(جلسنا متقاودين) فكيف يمكن أن يكون المعنى (متسقاً)؟ فهو غير كلمة ( سرحنا) بـ (جلسنا) فاعوج واختل المعنى الذي جاء في القصيدة تماماً.

ـ وماذا فعلت ؟؟

عندما سمعته يغني الأغنية بشكل خاطئ ويغير في معناها سألته هل تعرف معنى (متقاودين) حتى تغنيها بهذا الشكل فكان أن رد على سؤالي بسؤال قال فيه (متقاودين يعني شنو يا أستاذ)؟ فما كان مني إلا أن تركته ومضيت لحال سبيلي.

ــ ولماذا لم توضح له خطأه رغم غضبك من هذا الخطأ؟

عندما أذهب لأحد بيوت المناسبات وأسمع واحداً من الفنانين يردد أغنيات غيري من الشعراء بشكل خاطئ أشعر بضيق شديد فما بالك عندما تجد التشويه واقعاً على أعمالك وتسمعها بأذنك كما فعل الشاب شريف الفحيل بأغنية (عاطفة وحنان) التي أعطيتها للفنان الرائع محمد ميرغني فغناها كأروع ما يكون الغناء.

ـ تحدثت عن واقعة الفحيل في ردودك للصحافة بحزن بالغ؟

نعم، فأنا أصبحت أرثي لحاله لأن الخطأ الذي وقع فيه جسيم ويدل على عدم فهمه وعلى أنه مجرد (ريكوردر) يردد ما يسمعه دون أن يسمعه جيداً ودون أن يفهمه ومنبع حزني أن البعض يصمون الشاعر بـ (الجهالة) لأنهم يعتقدون أن الخطأ ورد منه وليس من الفنان الذي غير الكلمة والمعنى.

ــ هل حدث أن أوقفت أحد الشباب من أداء أغنياتك؟

لا لم يحدث أن أوقفت فنانا من أداء أعمالي، ولكني لم أسمع بالأخطاء التي تُردد في الأغنيات سواء كانت أغنياتي أو أغنيات غيري إلا من خلال القنوات الفضائية.

ـ ولمن تحمل المسؤولية ؟

أرى أن من واجب الفنانين أصحاب هذه الأغنيات أن يوجهوا الفنانين الشباب الذين يتغنون بأعمالهم بعدم الوقوع في الأخطاء وتصحيحهم أولاً بأول .

ـ تخشى على الأجيال الجديدة من حفظ النصوص بأخطائها؟

نعم، لأن هنالك أجيالاً تكبر وهي تسمع هذه الأعمال بأخطائها من الفنانين الشباب فيعتقدون أنها تُغنى هكذا لدى أصحابها الحقيقيين ويصعب حينها تصحيح الخطأ لجيل بأكمله تربى على ذلك.

ـ متى يمكن أن تذهب شاكياً أحد الفنانين في المحكمة؟

عندما يشوه أعمالي التي هي نبض وجداني.

ـ لا تذهب للمحكمة باحثاً عن حق أدبي أو مادي؟

في حياتي كلها منذ أن كتبت أولى قصائدي الشعرية وحتى الأن لم أتقاض حقاً مادياً من أحد الفنانين سواء كان من كبار الفنانين أو صغارهم بدءًا من وردي وحتى هشام درماس.

ـ تهتم بالحق الأدبي فقط؟

نعم، يهمني كثيرًا الحق الأدبي والمهم أن تصل أعمالي صحيحة كما هي ولو خيروني بين من سيعطيني مالاً مقابل نصوصي الشعرية أو أنه يدخلني التاريخ من أوسع أبوابه كما فعل معي عمالقة الغناء في السودان بداية بالعملاق وردي ومروراً بصلاح بن البادية وحمد الريح ومحمد ميرغني وغيرهم لاخترت دخول التاريخ.

ــ قانون الملكية الفكرية كيف تراه؟

حفظ للمبدعين حقوقهم المادية والأدبية، ولكن عيبه أنه يعطيك (المادة) وينزع (المودة) بينك وبين زملائك في الوسط الفني.
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.