هل غفوت يوماً في الحافلة واستيقظت قبل أن تفوت محطتك بلحظات؟ إليك التفسير العلمي

مما لا شك فيه أن أكثرنا غطَّ في النوم يوماً ما على وقع اهتزاز القطار أو حركة الحافلة، واستيقظ مباشرة عند سماع ذاك النداء الذي ينبئ بالوصول للمحطة المنشودة.

وقد يكتفي البعض بقيلولة بسيطة وهم في الطريق إلى المنزل، بينما يواجه آخرون يغطون في النوم كثيراً، احتمالَ تفويت محطتهم.

لكنّ الحوار الذي أجرته مراسلة مجلة نيويورك تايمز الأميركية ستيفاني باكلين، مع الدكتور مارك ليفي، أخصائي الرعاية الصحية الأولية في لوثرفيل في ماريلاند، والدكتور رونالد تشيرفين، وهو متخصص في علم الأعصاب ومدير مركز ميشيغان لاضطرابات النوم، يفسّر سبب غفوة الناس في المواصلات العامة وقدرتهم على الاستيقاظ في أغلب الأحيان بالوقت المناسب.

ووفق ما نشرت مجلة Elle الفرنسية في نسختها الإنكليزية، فإن باكلين توصلت إلى أن أحد أسباب هذه الظاهرة يعود إلى الروتين.

وقد شرح ليفي هذا الأمر قائلاً “إن جسمك قادر على تعلم الأمور الروتينية المرتبطة بروتين حياتك اليومي والمتكرر”. فعلى سبيل المثال، في حالة تنقل شخص عبر قطار الأنفاق أو الحافلة بشكل يومي، يتعلم الجسم بطريقة ما نسق الوقوف والانطلاق لكل مسار. وبالتالي، سيتمكن من تنبيه الشخص بشكل طبيعي بعد مرور عدة محطات.

من جانب آخر، يقترح المختصون أيضاً أن سبب قدرة الركاب على الاستيقاظ في الوقت المناسب يرجع إلى مواصلتهم سماع النداء المعلن عن المحطة حتى أثناء نومهم.

وفي هذا الصدد، أشار الدكتور تشيرفين، إلى أن الدماغ يقوم بغربلة بعض المحفزات أثناء النوم. لكن دماغك في الحقيقة مستعد لسماع بعض المحفزات على غرار نداء محطة توقفك المعتادة.

كما قال تشيرفين، إنه خلال الغفوة في وسائل النقل العمومية يرجح أن يكون معظم الناس في حالة استيقاظ أكثر مما يعتقدون.

في المقابل، أفاد المختص في علم الأعصاب، أنه من الممكن أيضاً استيقاظ المسافر في كل محطة، لتفقد عدم تفويته محطة وصوله، ثم خلوده إلى النوم مرة أخرى دون إدراك ذلك.

ومع ذلك، لعلك تريد معرفة سبب غفوتك المستمرة في طريقك إلى العمل أو سبب إصابتك بالنعاس بمجرد جلوسك على مقعد الحافلة.

وفي هذا السياق، قال تشيفرين “إذا استسلمت للنوم بمجرد جلوسك لمدة 20 دقيقة، فربما يدل ذلك على معاناتك من مشكلة في النوم”.

كما أوضح تشيفرين أن الأشخاص الذين يحرمون من النوم ليلاً هم أكثر عرضة من غيرهم لبلوغ مراحل أعمق من النوم وبشكل أسرع. وبالتالي يصعب استيقاظهم في الوقت المناسب.

وعلى ضوء هذه المعطيات، يقترح ليفي أن يقوم الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الاستيقاظ في الوقت المناسب في وسائل النقل العمومية، بتدريب أجسادهم على تعلم التوقيت الذي يجدر عليهم الاستيقاظ فيه.

هاف بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.