أطفال الجنوب .. جهود دولية تنقذ (660) طفلاً من خطر التجنيد القسري

أكدت منظمة الـ”يونيسيف” للطفولة ، أن حكومة جنوب السودان وقوات المعارضة الجنوبية بقيادة رياك مشار كثفتا من عمليات التجنيد القسري وسط المئات من الأطفال في الآونه الأخيرة. وأضافت الـ”يونيسيف” أن الأطفال انخرطوا في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ العام 2013م.وأن أكثر من 12 ألف طفل، بجانب أعداد من النساء تم تجنيدهم للقتال سواء في صفوف الجيش الشعبي أو المعارضة بالاضافة لأكثر من عشرين مجموعة تشارك في القتال.
تجنيد الأطفال وقال ممثل المنظمة في دولة جنوب السودان، جوناثان فيتش، إن الفرق الميدانية التابعة للمنظمة أكدت وجود تكثيف لعمليات التجنيد في هذا الوقت. وأضاف فيتش، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أن عمليات التجنيد تجري خصوصاً في مناطق الإستوائية حيث يتم جمع النساء والأطفال وإرسالهم إلى أرض المعارك الدائرة بين الطرفين. وقال” تلقينا معلومات تفيد بأن قوات الحكومة والمعارضة اختطفوا المئات من الأطفال لتجنيدهم منذ اندلاع الحرب”.وأكد فيتش أن طرفي النزاع فشلا في إنهاء الحرب رغم المفاوضات التى تمت بأديس أبابا، بتكلفة مالية تقدر بأكثر من عشرين مليون دولار.
وذكر أن طرفي الصراع تورطا في اختطاف مئات الأطفال من مدينة واو أثناء الهجوم الذي شنته عناصر من الجيش الشعبي و ميليشيات موالية للحكومة بقيادة الجنرال جونسون أولوني.
وأجرت منظمة الـ”يونيسف” مفاوضات لإطلاق سراح ثلاثة آلاف طفل خطفتهم ميليشيات من ولاية جونقلي بقيادة الزعيم المتمرد ديفيد ياو ياو الذي انضم إلى المعارضة الجنوبية بقيادة رياك مشار .
وذكرت الـ”يونسيف” أنها تمكنت من فك و تسريح 660 طفلاً تكفلت بهم منظمات إنسانية، وتتوقع الـ”يونسيف” أن يتم الإفراج عن 585 آخرين وبينهم فتيات، وفق فيتش.
ووفق تقديرات الـ”يونيسيف” أن أكثر من 800 ألف طفل نزحوا بسبب استمرار المعارك، و344 ألف طفل آخرين هربوا خارج البلاد.
انتهاكات وجرائم وأكدت تقارير للأمم المتحدة لمنظمة حقوق الإنسان أن قوات الجيش الشعبي والمعارضة الجنوبية ارتكبتا انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بالدولة ، وذكرت التقارير أيضاً أن المئات من المواطنين ارتكبت في حقهم انتهاكات و نفذت أحكام بالقتل خارج منظومة القضاء بجانب وقوع حوادث الاختفاء القسري مع والعنف الجنسي ضدالنساء ، والتجنيد القسري للأطفال والهجمات على المدنيين.
وجاء في تقرير الـ(أونيميس) ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن الأماكن الآمنة في مناطق النزاع كانت قليلة جداً، بسبب تواصل الهجمات على القرى والمناطق المأهولة بالمدنيين( كدور العبادة والمستشفيات، والمخيمات التابعة للأمم المتحدة).
وأضاف تقرير “أونيميس إن تزايد عدد المجموعات المعارضة وانتشار السلاح سيؤدي إلى مقتل المزيد من الأطفال والنساء. وأشار إلى أن هذه المجموعات متورطة في أعمال عنف متتابعة.
حسم الطرفين ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام بدولة جنوب السودان “أونيميس”، إيلين مارغريت لوي، إلى أن تكون المساءلة عنصراً أساسياً في عملية إعادة عملية السلام ، معربة عن أملها في أن يسهم هذا التقرير، في إظهاره آثار الصراع على الحياة العادية في جنوب السودان.
وشددت على أن الوقت قد حان لوضع حد لدوامة التفلتات بدولة جنوب السودان وحسم طرفي النزاع كاشفه عن نمط جديد من الانتهاكات، وخاصة في المقاطعات الوسطى والجنوبية من ولاية الوحدة، بإقدام مليشيات الحكومة على إحراق قرىً بأكملها، وتدمير المحاصيل الزراعية ونهب الماشية.
كما ذكر التقرير إن هناك دلائل تشير إلى تعمد الجيش الشعبي ارتكاب هذه الانتهاكات، ويضيف أن هذه الانتهاكات تكون استراتيجية متعمدة من قبل حكومة جوبا و مليشيات الجيش الشعبي بهدف حرمان المدنيين من أي مصدر غذائي وإجبارهم على النزوح.
ويوثق التقرير ما لا يقل عن 280 حالة من حالات العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي والإجهاض القسري وارتفاع حاد في نسب تجنيد الأطفال، مع إحصاء ما لا يقل عن 13 ألفاً إلى 15 إلفاً من الجنود الأطفال، الذين جنّدوا أساسا من قبل قوات المعارضة، وأيضا من قبل أطراف أخرى.
المصدر: صحيفة الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.