تيكي تاكا: وداعاً برشلونة..

سياسة الكيديات التي أوصلت إدارة بارتوميو الى رأس هرم النادي الكتلوني حوّلت برشلونة من مصنع مواهب الى متجر شعبي

نهاية الشهر الفائت دخل ليونيل ميسي عامه الـ30 وطاف السؤال الكبير على السطح من جديد مع الكثير من الخوف: “ماذا سيفعل برشلونة بعد اعتزال الأسطورة الذي لم يتبقَ في مسيرته الكثير؟”، الا ان من يُراقب وضع برشلونة عن قرب عليه ان يسأل برشلونة اليوم الى أين وكيف سيستعيد النادي هويته بعد أن عاثت به الادارة بشخص الرئيس جوسيب بارتوميو فساداً رياضياً على حساب الاصلاح الاقتصادي.

عمِل النادي الأسبوع الفائت على “الاحتفال” بتأهل الفريق الرديف “برشلونة ب” الى دوري الدرجة الثانية بعد معاناة لموسمين في الدرجة الثالثة، وكأن هذا الاحتفال يليق بفريق من المفروض انه يملك افضل مدرسة ناشئين في العالم.

هذا “الانجاز” لم يتم الا بعد ان استقدم النادي نشائين ليسوا من أبناء “اللامسيا” بغية الخروج من القاع والعودة الى الدرجة الثانية، وهي دلالة كبيرة على سوء التصرّف، بدءاً بفريق الكشافة، مروراً بطريقة تلقين فلسفة برشلونة للناشئين وصولاً الى التفريط بالمواهب الصاعدة يميناً ويساراً والعبث بمستقبل الفريق الأول من خلال التحول من فريق حقق لقب الدوري موسم 2011 عبر تشكيلة مؤلفة من 11 لاعب من لامسيا الى فريق يتمثّل بالأندية الأخرى ويلجأ الى السوق بأسعار مرعبة لشراء لاعبين عوض عن الاهتمام بالمواهب التي أمام ناظريه.

فرحة التأهل الى الدرجة الثانية التي لاحظ كُثر انها مبالغ بها اتت للتعمئة عن كارثة التفريط بأبرز مواهب اللامسيا التي بيعت الى نادي ليون الفرنسي ومانشستر سيتي الانكليزي، عوضاً عن الخلافات بين النادي واللاعب لي سونغ وو، المُلقب بميسي الجديد والذي عوقب النادي بمنع التعاقدات لموسم كامل بسبب صفقته.

الكلام الآنف ذكره يبقى في إطار الرأي فقط عن شبان النادي، وهو قابل للنقاش بين متابعي البلاوغرانا، أما الحقيقة الدامغة على “قلة ثقة شبان برشلونة بمستقبلهم في النادي” فبدأت مع رحيل تياغو الكانتارا بمبلغ 30 مليون يورو الى بايرن ميونخ علماً انه كان يعتبر الوريث الشرعي لتشافي هيرنانديز وانيستا. اللاعب الذي كانت امامه فرصة قريبة بحجز المكان الأهم في التشكيلة غادر مع بيب غوارديولا ولم يقتنع بالبقاء.

وكرّت السُبحة، إن كان بكيفية التعامل مع المغادرين أو القبول أصلاً بمغادرتهم.

أين هم الوافدين الجدد من الرديف وكيف تم التعامل معهم؟

من منير الحدادي وساندرو راميريز، الى سيرجي روبيرتو، رافينيا الكانتارا، سيرجي سامبير، جيرارد دولوفيو، بويان كريكيتش، دينيس سواريز، مارتين مونتويا وصولاً الى آداما تراوري.

منهم من لم يُقدّم الأداء المطلوب منه، ومنهم من حجز مقعد أساسي في تشكيلة اليوم كرافينيا وسيرجي روبيبرتو بالرغم من “الرعب” الدائم بالاستغناء عنهما واجلاسهما على دكة البدلاء بسبب سياسة لويس انريكي، ومنهم من غادر بسبب سوء التصرّف رغم موهبته كجيرارد دولوفيو، ومنهم من تم بيعه دون اي مبرر كآداما تراوري.
610111782.0 928817
والمثال الأكبر على عدم الثقة بالناشئين كانت من خلال الاستغناء عن منير وساندرو لفالنسيا ومالقا تباعاً ودفع أكثر من 30 مليون يورو مقابل باكو الكاثير بديلاً لسواريز عند الحاجة، ليدفع البلاوغرانا ثمن هذا الخيار لقب الليغا بعد ان تم اقصاءه من السباق بفضل هدف للاعبه الاسبق ساندرو راميريز الذي لم يأبه حتى وذهب للاحتفال أمام ناظري زملائه السابقين.

وبالرغم من الأزمة التي يُعانيها برشلونة في خط الوسط ووجود لاعب أثبت جدارته كسيرجي روبيرتو ما زالت السياسة الكتلونية تعتمد على السوق والشراء من الخارج دون توظيف اللاعب في مركزه الأساسي، إذ يبحث برشلونة عن تعبئة مركزين هما الظهير الأيمن (حيث يلعب روبيرتو الآن) ومركز الوسط حيث يجب ان يكون سيرجي في المستقبل، فأي رسالة يبعث النادي للاعبيه خريجي اللاماسيا؟
sergi roberto marcando gol que culmino remontada anbte psg 1489175179021 759521
الضربة القاضية من ريال مدريد لسياسة كرويف

الممتع في ريال مدريد الموسم الفائت هو اعتمادهم المفاجئ على شبان النادي: داني كارفاخال، أسينسيو، موراتا، ايسكو، ناتشو فيرنانديز، فبات للنادي فريقان في الدرجة الأولى دون أي مبالغة، في حين عدوه اللدود دفع ثمن سوء ادارة ناشئيه واختيارهم وتطوريهم، لا بل الاستغناء عنهم بمبالغ زهيدة.

أما الضربة القاضية فكانت قرب توقيع النادي الملكي مع ساندرو راميريز، اللاعب البرشلوني السابق الذي حرم ناديه من التتويج بلقب الليغا على حساب ريال مدريد، وهذه الصفقة ان تمت فهي الضربة القاضية للنادي الكتلوني وكل ما تُشيعه ادارته عن اهتمامها باللاماسيا وتباهيها بامتلاكها أفضل أكاديمية شبان في عالم كرة القدم.

Sandro Ramirez celebra su gol ante el Barcelona Medium 290056
برشلونة بعد ميسي الى أين؟ لا بل برشلونة اليوم الى اين.. كيف تُفكر الادارة في المستقبل ان لم تؤهل ناديها لمرحلة ما بعد ميسي؟ هل سيتحول النادي الكرويفي الى مؤسسة تجارية فاشلة يدخل في صفقات ويدفع الأموال في سوق الانتقالات كسائر أندية أوروبا؟ إن لم يرحل بارتوميو مع إدارته وسوء تخطيطه فوداعاً برشلونة وأهلاً بنادٍ لا يختلف عن غيره سوى بجملة سيرددها في المستقبل: “كنا نملك اللاماسيا التي أهدتنا ميسي وتشافي وانيستا”.
المصدر: يوروسبورت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.