بالفيديو تعرّف على ميزاب الكعبة.. مَن أول من وضعه وآخِر من جدده؟

تكمن وظيفة ميزاب الكعبة في صرف مياه الأمطار عن الكعبة المشرفة ويقع في أعلى الكعبة في الجهة الشمالية، وفِي الجزء الأيمن والأيسر من الميزاب كتبت عبارة ” جدد هذا الميزاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية سنة 1417 هـ.
وفِي الجهة الأمامية الميزاب كتب ” بِسْم الله الرحمن الرحيم يا الله”، وفِي أسفل الميزاب كتبت زخارف جميلة وكتب عليها بخط صغير صنعه إبراهيم أحمد بدر بمكة المكرمة.

ما هو ميزاب الكعبة؟

وميزاب الكعبة المشرفة هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية ، والممتد نحو الحِجْر، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة.
وأول من وضع ميزابًا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها وجعلت لها سقفًا.
فقد ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق قال: ” … فلما بلغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خمسًا وثلاثين سنة ، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة ، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها ، وإنما كانت رضمًا فوق القامة ، فأرادوا رفعها وتسقيفها ، وذلك أن نفرًا سرقوا كنزًا للكعبة …” .
وقال الأزرقي في خبر بناء قريش للكعبة المشرفة : “وجعلوا ارتفاعها من خارجها من أعلاها إلى الأرض ثمانية عشر ذراعًا ، منها تسعة أذرع زائدة على طولها حين عمرها الخليل عليه السلام ، واقتصروا من عرضها أذرعًا جعلوها في الحِجْر ؛ لقصر النفقة الحلال التي أعدوها لعمارة الكعبة عن إدخال ذلك فيها ، ورفعوا بابها ؛ ليدخلوا من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا ، وكبسوها بالحجارة ، وجعلوا في داخلها ست دعائم في صفين ، ثلاث في كل صف من الشق الذي يلي الحجر إلى الشق اليماني ، وجعلوا في ركنها الشامي من داخلها درجة ، يصعد منها إلى سطحها، وجعلوه سطحًا ، وجعلوا فيه ميزابًا يصب في الحجر”.
ثم لما بناها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وضع لها ميزابًا ، وجعل مصبه على الحِجْر كما فعلت قريش.
ثم لما أنقص منها الحجاج بن يوسف ما زاده فيها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما على بناء قريش حسب قواعد إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – ، وضع الميزاب في موضعه من الجهة الشمالية ، وجعل مصبه على الحِجْر كما كان سابقًا.
وأول من جعل عليه الذهب الوليد بن عبد الملك . قاله الأزرقي.
وقال ابن فهد في حوادث سنة 537هـ : “وصل مثقال إلى مكة ومعه ميزاب للكعبة الشريفة ، كان عمله مولاه رامشت بن الحسين الفارسي صاحب الرباط المشهور بمكة ، وركب بالكعبة الشريفة في سنة 539هـ”.
وفي سنة 541هـ أو التي بعدها قلع ميزاب رامشت ، وركب ميزاب عمله أمير المؤمنين المقتفي العباسي .
ومن ذلك ميزاب عمله الناصر العباسي ، واسمه مكتوب فيه ، وهو من خشب مبطن بالرصاص ، في الموضع الذي يجري فيه الماء ، وظاهره فيما يبدو للناس محلى بفضة.
وذكر ابن فهد : أن الأمير سودون باشا عمر الميزاب من ضمن العمارة التي أجراها في عموم الحرم عام 781هـ.

ميزاب الفضة المطلي بالذهب

وجاء في تحصيل المرام : أن هذا الميزاب قلع في سنة 959هـ وعمل على صفته ميزاب حلي بالفضة وطلي بالذهب ، بأمر من السلطان سليمان ، وركب في الكعبة المشرفة في موسم السنة المذكورة.
وأمر بنقل الميزاب القديم إلى خزانة الروم ، فتعرض له بنو شيبة ، فأعطوا في مقابلة ذلك وزن فضة من بندر جدة ، وذلك بحسب تخمين نائب جدة والقاضي بمكة ، ألفان وثمانمائة درهم فضة .
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان أحمد خان ، قال عنه الطبري : وفي سنة 1020هـ ورد من الأبواب السلطانية حسن أغا المعمار ومعه ميزاب للكعبة ونطاق من فضة مطلي بالذهب يشد به البيت الشريف ، وذلك لما أنهى للسلطان تصدع في جدار البيت الشريف من سيل دخل الحرم ، وصحيفة توضع على وجه الباب الشريف من ذهب ، مكتوب عليها قوله تعالى :
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا .
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان أحمد خان في سنة 1012 هـ .
ومن ذلك ميزاب عمله السلطان عبد المجيد خان في القسطنطينية ، ثم جيء به صحبة الحاج رضا باشا ، وركب سنة 1276هـ ، ثم حُمل الميزاب القديم في العام القابل إلى الأبواب العالية ، والميزاب الجديد مصفح بالذهب نحو خمسين رطلاً بحسب التخمين ، والله أعلم .
ميزاب الكعبة الحالي
أما الميزاب الموجود في الكعبة المشرفة إلى العصر الحاضر فهو ميزاب السلطان عبد المجيد خان، وقد تم إصلاحه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، وذلك حين رمم سطح الكعبة المشرفة.
فقد ذكر الكردي في التاريخ القويم قال : « وفي سنة 1377هـ في يوم الخميس 9 شعبان ، تم إصلاح الميزاب الذي عمله السلطان عبد المجيد خان العثماني ، وهو من الذهب الخالص التكليف مبطن من الداخل بالفضة الخالصة السميكة ، يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه ، أما علو الميزاب فهو مفتوح لا غطاء عليه ، وبين الذهب والفضة خشب سميك من جانبه وبطنه الأسفل ، وكل ذلك مسمر بمسامير من الذهب الخالص ، وهو على شكل المستطيل ، على وجهه قطعة من الذهب الخالص ومدلاة متحركة إلى الأمام والخلف ، وتسمى باللسان وبالبرقع. وقد كتب على جوانب الميزاب ولسانه على الذهب تاريخ عمله وتجديده بخط الثلث الجميل البديع ، وهو قوي ومتين ، وتم إصلاح المسامير التي هي من الفضة الخالصة ، واستبدل الخشب بخشب قوي جديد ، قام بذلك الصائغ المكي الشيخ محمد نشار».
وفي الترميم الثاني للكعبة المشرفة ، وهو الترميم الشامل ، الذي انطلق في محرم عام 1417هـ بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ، تم استبدال الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة بآخر جديد أقوى وأمتن وبنفس مواصفات الميزاب القديم .

ذرع الميزاب :

قال الأزرقي : وذرع طول الميزاب أربعة أذرع ، وسعته ثمانية أصابع في ارتفاع مثلها ، والميزاب ملبس صفائح ذهب داخله وخارجه ، وكان الذي جعل عليه الذهب الوليد بن عبد الملك .
وذرع الكردي ميزاب السلطان عبد المجيد خان الذي تم إصلاحه في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله فكان كالتالي :
طوله 258سم مما هو داخل في جدار الكعبة ، وعرض بطنه 26سم ، وارتفاع كل من جانبيه 23سم ، ودخوله في جدار السطح 58سم.

المواطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.