البتكوين يثير جنون البنوك فهل تدخل دوامة العملات الرقمية قريبًا؟

يستحق 2017 أن يكون وبجدارة عام انتعاش أو جنون – إن صح التعبير- العملات الرقمية، إذ تواصل هذه العملات الصعود منذ بداية هذا العام بنسب غير مسبوقة، وبالرغم من ارتفاعها الملحوظ في 2016، إلا أن العام الجاري يعد استثنائيًّا بكل المقاييس، لهذا النوع من التعاملات، وبعيدًا عن أسباب هذا الانتعاش، فعلى ما يبدو أن العام الجاري سيقود العملات الرقمية إلى منحنى مختلف تمامًا، إذ أصبحت قطاعًا جذابًا جدًا للمستثمرين، رغم المخاطرة، كما أنها كذلك أصبحت أكثر انتشارًا، وباتت تقتنص اعترافات جديدة.

العملات الرقمية، على غرار «بتكوين» هي عملات افتراضية مشفّرة، ليس لها رقم مسلسل، ولا تخضع لسيطرة أية مؤسسة مالية في العالم، إذ يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، من دون وجود فيزيائي لها، ويبلغ حجم تداولها في العالم حاليا نحو 4 مليارات دولار.
العملات الرقمية: مفهوم جديد للنقود

محمد عبدالحكيم، خبير أسواق المال ورئيس قسم البحوث لدى شركة (ماسترز) لتداول الأوراق المالية، يقول: «في الماضي كانت العملات تؤدي وظيفتها باعتبارها مخزنًا للقيمة، إضافة إلى وظيفتها كوسيط للتبادل، ثم تطور الأمر فتخلت عن غطائها الذهبي، وبالتالي عن وظيفتها كمخزن للقيمة واحتفظت بدورها كوسيط للتبادل مستمدة الثقة فيها من كونها مضمونة من البنوك المركزية، قبل أن تظهر العملات الإلكترونية، والتي قدمت شكلاً جديدًا للعملات باعتبار عدم مركزيتها، وفقدانها للغطاء الذهبي في الوقت ذاته، لتطرح مفهومًا جديدًا لعصر العملة يعتمد على تتبع سلسلة تداول العملة إلكترونيًّا وبالتالي صعوبة عمليات التزوير، لكن يبقى السؤال: ماذا لو انهارت تلك المنظومة الإلكترونية التي تستمد منه العملات الإلكترونية قوتها والتي تجعلها محل ثقة المتداولين؟».

ويتابع عبد الحكيم خلال حديثه لـ«ساسة بوست» قائلاً: «قد يعتبر البعض عدم مركزية تلك العملات نقطةً إيجابية، بسبب عدم خضوع معاملاتها للضرائب وغيرها من مضايقات الحكومات، لكن في الوقت ذاته فهو يعتبر مصدرًا للخطورة، إذ يتم من خلالها تنفيذ عمليات خارج إطار القانون، وكذلك مخاطر ضمان العملة الذي يتلاشى شيئًا فشيئًا مع انتشار تلك العملات، وتواجدها في حوزة أعداد متزايدة من المتعاملين».

«دخول البنوك المركزية إلى ملعب العملات الإلكترونية هو تجربة جيدة، إذ من الممكن أن يعطي العملة الإلكترونية نوعًا من الغطاء الحكومي، في مقابل رقابة حكومية قد تكون غير مرغوبة من طرف البعض، لكنه يثري بلا شك تجربة النقود الإلكترونية وسيشجع العديد من البنوك المركزية على خوض غمار التجربة التي توفر بلا شك الكثير من فاقد الوقت والجهد والمال الناشئ عن استخدام النقود التقليدية»، كما يقول عبد الحكيم.

تشهد سوق العملات الافتراضية منافسة قوية قد يكون المستثمرون والمتعاملون بها أحد أبرز ضحاياها، عملة بتكوين شهدت إقبالًا ملحوظًا عليها من قبل المستثمرين، وهو ما يدفعها لتسجيل معدلات غير مسبوقة بشكل يومي، إذ بلغ سعرها نحو 2559 دولارًا في بداية كتابة التقرير، قبل أن تسجل خلال ساعات معدودة نحو 2849 دولارًا، وهو ما يشير إلى اتجاه صعودي كبير.

وبالرغم من صعود بتكوين القوي، إلا أنها تواجه خطر السقوط من عرش العملات الرقمية، إذ يتوقع أن تتجاوزها العملة المنافسة الجديدة «إثيريوم» بحلول نهاية عام 2018، وفقًا لصندوق تحوط العملات الرقمية «بوليشين كابيتال»، فيما قال الرئيس التنفيذي للصندوق «أولاف كارلسون» إن ما قدمته إثيريوم كان أكثر ثراءً، فنظامها البيئي تطور سريعًا للغاية، وهو ما دفع سعرها للنمو بوتيرة فاقت بتكوين بكثير.

وشهدت «إثيريوم» حالة من اهتمام عدد من القطاعات الاقتصادية مؤخرًا، وذلك مثل التمويل والرعاية الصحية، ورغم أن سعر بتكوين يواصل الارتفاع، إلا أن حصتها من سوق العملة الرقمية الافتراضية، انخفض من 90% قبل ثلاثة أشهر، إلى نحو النصف، وفي الوقت ذاته ارتفعت حصة إثيريوم بمقدار أربعة أمثال لتمثل نحو 25% من السوق، لكن يبقى سعرها أقل كثيرًا من بتكوين؛ إذ سجلت نحو 241 دولارًا فقط.

والإيثيريوم عملة رقمية، صدرت خلال شهر أغسطس (آب) 2015، وكانت قيمتها نحو 2.8 دولار أمريكي، ومنذ ذلك الحين شهدت نموًا مُطردًا، إذ قفزت قيمتها حوالي 500% منذ بداية العام الماضي حتى نهاية مارس (آذار) هذا العام، بينما ارتفعت بأكثر من 2800% منذ بدايتها في 2015، وتبلغ القيمة السوقية لهذه العملة، نحو مليار دولار أمريكي، وبالرغم من أن بتكوين التي صدرت في 2008، وهي العملة الرقمية الأكبر، إلا أن ثاني أكبر عُملة رقمية (إثيريوم) تشهد توقعات إيجابية بشكلٍ ملحوظ، وفيما يلي اتجاه أبرز أربع عملات رقمية خلال عام، وفقًا لبيانات موقع «CryptoCompare» المتخصص في متابعة العملات الرقمية

ساسة بوست

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.