الكاتب السوري أحمد حامد: مسلسل “طوق البنات” لن يتوقف عند الجزء الرابع

غزت المسلسلات الدرامية المحطات والفضائيات العربية؛ ورغم الحديث المستمر عن تدهور حال الدراما السورية، وتخلف عدد كبير من المسلسلات عن سباق الموسم، إلا أن حالة التدهور لم تشمل مسلسلات البيئة الشامية، التي لاتزال مرغوبة في الفضائيات العربية، وتتوالى أجزاؤها سنة بعد سنة؛ مثل مسلسل “طوق البنات”، الذي وصل اليوم إلى الموسم الرابع، ولاتزال المحطات العربية تتهافت على عرضه. أحمد حامد، كاتب مسلسل “طوق البنات”، من مواليد دمشق 1950، بدأ مسيرته الفنية في المسرح السوري كممثل، وشارك بالعديد من الأعمال، مثل “الملك هو الملك” و”رحلة حنظلة”؛ وانتقل بعدها إلى الدراما التلفزيونية ليعمل في مجال الكتابة، وكتب العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، ومعظمها ينتمي لمسلسلات البيئة الشامية، ويعتبر أحد أفضل الكتاب السوريين الذين اختصوا بأعمال البيئة الشامية، ومن أهم المسلسلات التي كتبها: “الخوالي” و”ليالي الصالحية” و”أهل الراية” و”الجمل” و”طوق البنات”.

هنا حوار، يروي فيه حامد قصته مع الكتابة ويفتح الباب أمام تبادل الخبرات بين لبنان وسورية في مجموعة من الأعمال الدرامية لعل أبرزها “طوق البنات” الذي يحقق نسبة جمهور عالية في لبنان كما هو حاله في سورية وبعض الدول العربية

*ما سبب نجاح مسلسل “طوق البنات” برأيك؟ ولماذا اخترته دون غيره من مسلسلاتك، لتصل فيه إلى الجزء الرابع؟

يبدو أنني تمكنت فيه من التقاط حكاية قريبة من قلوب الناس وهمومهم وتطلعاتهم، فالناس اليوم بحاجة لأن تشاهد أعمالا درامية ترفه من خلالها عن نفسها، وغالباً تمكنت من جذب الجمهور. وبالنسبة لاستمرار المسلسل بعد أربعة أعوام، فإن السبب بذلك يعود إلى أن شركة الإنتاج والقائمين على العمل اهتموا به، وتمكنوا من توزيعه على أكثر من محطة بالجزء الأول منه، وهذا سبب هام ورئيسي بانتشار العمل والأجزاء اللاحقة منه، كما ساهم بإنجاح المسلسل عوامل أخرى كالإخراج والتمثيل واهتمام الشركة، والأهم من ذلك كله هو اهتمام الجمهور؛ فعلى ما يبدو الجمهور أحب “طوق البنات”، وخصوصاً الجمهور اللبناني، لأن الأجزاء الثاني والثالث والرابع، أنتجت بعد أن طلبتها منا المحطات التلفزيونية اللبنانية.

*وما هي الخطوط الدرامية الجديدة التي أقحمتها على “طوق البنات” في الجزء الرابع؟ وما القضية الأساسية التي يطرحها المسلسل في الجزء الجديد؟

الحكاية الرئيسة في الجزء الرابع متعلقة بشخصية “أبو طالب” وعلاقتها بشخصية “لمعات خانوم” التي حاولت أن تشتريه بالأجزاء الماضية من خلال نقودها ومركزها الاجتماعي، لتحصل على حبه ويتزوجها، وفشلت بهذه المحاولات كافة؛ ونتيجةً لحبها الفاشل، الذي استمر طويلاً دون جدوى، ونتيجةً لثوابت وأخلاق وسلوك “أبو طالب”، خسرت أغلى ما لديها، وضاع منها أولادها، وخسرت جزءا من ثروتها؛ وفي هذا الجزء ستكون “لمعات خانوم” في السجن، وستحاول عن طريق المنتفعين والمرتزقة أن تشتري أحد الرقباء، وتجند مجموعة من المرتزقة حتى يترصدوا لـ”أبو طالب” وهو في طريقه إلى الحج، وسيتمكنون من اختطافه، وستنتظر “لمعات” اللحظة التي تهرب فيها من السجن أو تشتري فيها براءتها بالفلوس، حتى تقتله بيديها انتقاما لما حدث معها في الماضي بسببه؛ وبالإضافة إلى الطريح الجديد، فإن الجزء الرابع يحتوي على العديد من الشخصيات الجديدة، بعضها يطمح للحب والزواج، والبعض الآخر يطمح بالسلطة والتقرب من ديوان أهل الزعامة لتحسين مستواه الاجتماعي، وسيتم ذلك بشكل طريف وعفوي. ومن ناحيتي أتمنى أن تجد الإضافات الجديدة طريقها إلى قلوب المشاهدين.

*وبالنسبة لغياب بعض الممثلين عن المسلسل، مثل يامن الحجلي، الذي يغيب عن الجزء الرابع، كيف يتم التعامل معه؟ وهل يتم تعديل النص بما يتناسب مع غيابات الممثلين؟

لا أبداً، كل الشخصيات التي تطلبتها الحكاية بالجزء الرابع كانت حاضرة وفعالة بالمسلسل، وكل الممثلين الذين لم يتواجدوا بالجزء الرابع لم تتطلّب الحكاية وجودهم؛ وذلك يعني أنني كنت مضطراً لجلب الممثلين بطلب من الحكاية، وليس بطلب من أي أحد على الإطلاق، وقد يكون لبعض الممثلين الذين تغيبوا بالجزء الرابع حضور بالجزء الخامس أو السادس، إذا كان لهم نصيب ودور درامي سيعودون بكل تأكيد.

*هل ذلك يعني بأن هناك أجزاء جديدة من “طوق البنات” في الأعوام المقبلة؟

الحقيقة عندما قدمنا أول جزء من “طوق البنات” لم نكن نتوقع بأن نقدم أجزاء أخرى للمسلسل، ولكننا بكل عام كنا نفاجأ بأن بعض المحطات تطلب أجزاء أخرى من المسلسل، نزولاً عند رغبة الجمهور، الذين على ما يبدو قد أحبوا العمل، ونحن حالياً كما سبق وذكرت، بدأنا بالتخطيط لإنجاز الجزأين الخامس والسادس للمواسم القادمة، إذا ما حافظ المسلسل على مستواه، وبقي مطلوباً من المحطات ومرغوباً من الجمهور بشكل عام، ومن الممكن أن نستمر بتقديم أجزاء أخرى، السابع والثامن وحتى العاشر إذا كتب الله ذلك، وأعطانا العمر طبعاً، وأنا أتمنى أن يظل العمل مرغوباً وقريباً من قلوب الناس والمحطات.

*وعن المسلسلات التي تمتد لأجزاء، ما هي الحلول الدرامية التي تقدمها، ليتمكن الجمهور من متابعة الأجزاء الجديدة إذا لم يكن على دراية بالأجزاء الماضية؟

أتصور بأن 80% من الجمهور الذي سيتابع “طوق البنات” في الجزء الجديد، هم من متابعي الأجزاء السابقة، وبالنسبة لمن لم تتاح له الفرصة بأن يشاهد المسلسل من قبل عن طريق التلفزيون أو بالعروض الأولى، فأعتقد أن شبكة الإنترنت، وموقع “يوتيوب” كفيل بأن يمكن الناس الراغبين بأن يتابعوا الأجزاء الماضية؛ وخاصةً أن المتابعين الجدد سيقبلون على المسلسل بعد حوارات الناس مع بعضها، والنصائح بمتابعة مسلسل دون غيره، فالناس تخبر بعضها، والجمهور الذي بدأ بمتابعة المسلسل في الجزء الثاني أو الثالث، كان قد عاد إلى الإنترنت ليتابع ما حدث بالجزء الأول، أو سأل الناس عما فاته من أحداث، وذلك أمر ممكن، ولاسيما أن المسلسل يحظى بنسبة عالية من المتابعة، والحكاية يتم تداولها بين الناس، ولن يكون من الصعب على الجمهور الجدد تتبع أحداث المسلسل.
العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.