اكذوبة تحسن اقتصادنا يفضحها الواقع على الارض

نستاذن الاخ الاستاذ الصحافى طه مدثر فى استعارة كلمته المعبرة التى جاءت فى مفتتح عموده المقروء ماوراء الكلمات بصحفة الجريدة الغراء ليوم الخميس العشرين من الشهر الحالى اذ قال :+

الجهات التى تشيد بنمو الاقتصاد السودانى ألا تخشى من غضب الله وأن يسخطها ويحولها الى (قرد) ، ولعن الله من حول السودان الى حديقة (قروض)

كلمات معبرة جدا وفى مكانها ولا يمكن لاى اقتصادى مهما كان ان يرد عليها ،

الاستاذ طه مدثر تحدث بلسان اهله الغبش فى مختلف ارجاء الوطن بمدنه وقراه وهم يستغربون جميعا من هؤلاء الذين يجافون الحقيقة – أو على الاقل لا نرى اثرا لقولهم بتحسن ونمو اقتصادنا الوطنى – وهم يملأون الصحف والفضائيات بالتصريحات ان الاقتصاد فى البلد يسير بشكل جيد وأنه ينتقل من حسن الى أحسن.

مؤشرات عدة لا تدعم هذا التفاؤل الذى يتمناه الساسة والمرتبطون بالحكومة البعيدون عن هموم شعبهم ، فهذه صفوف البنزين مثلا فى محطات الوقود قد عاودت الظهور وفى اكثر من موقع بالخرطوم وعدد من المدن الكبيرة خارج العاصمة ومدنى اقرب مثال، حتى ان السيد وزير الطاقة صرح للصحف ان ازمة الوقود فى الطلمبات لا حقيقة لها وانما هى أمر مفتعل ، وهذا فى حد ذاته يعتبر اقرارا بفشل السياسات الحكومية وعدم تمكنها من القيام بالدور المنوط بها منعا لحدوث الازمات هذه ، لكن ساستنا ووزراءنا لايعترفون مطلقا بانهم اخطأوا فى امر ما ، وليس بعيدا عن مجال الطاقة دعونا نتساءل عن الازدياد المضطرد فى اسعار غاز الطبخ حتى ان المواطنين أصبحوا لايستغربون الزيادة التى لا تتوقف ولا تتسم بأى منطق ، ولن نعرج على أزمات الكهرباء ولا الدقيق والنقص الحاد الذى تعانيه بعض المخابز فى وسط العاصمة القومية بعد ان كانت المعاناة سابقا تقع على الأطراف خوفا من التحرك فى الوسط وسقوط هيبة الحكومة

اما ان دلفنا الى احد أهم المؤشرات البسيطة والواضحة فى قياس مدى ضعف وقوة اقتصادنا فلنلق نظرة سريعة الى سعر عملتنا الوطنية مقابل السيد الامريكى وعملات الخليج ، وليتنا نملك اجابة للسؤال عن التدهورالمريع والمستمر لجنيهنا الذى كان فى الماضى يهز ويرز واصبح الان يتوارى حياء وعملات بعض الدول تتتقدم عليه وترميه بعيدا مما يؤدى الى الارتفاع المضطرد فى أسعار المستلزمات اليومية ، ومن منا لايعانى من هذه الزيادات التى لايحكمها منطق ولا قانون

فى المقابل نجد حكومتنا تعتمد بشكل شبه كامل على الرسوم والاتاوات التى تفرضها على الشعب المغلوب على امره وتراها كلما ضاقت بها الامور تلجا الى اسهل حيلة وهى زيادة رسوم الخدمات التى يتحملها الشعب المسكين الذى لا يستطيع الاحتجاج ويظل يدفع لتغطية نفقات الحكومة التى لا تنتهى

نهمس جهرا مع الاستاذ طه مدثر المعبر عن لسان حال أهله الغلابة : الجهات التى تشيد بنمو الاقتصاد السودانى الا تخشى من غضب الله وان يسخطها ويحولها الى (قرد)

اما الشق الثانى من كلمته عن القروض فذاك موضوع كبير وعريض وباذن الله تعالى ان كتب الله فى العمر بقية سنعود اليه

ونسال الله تعالى ان يلطف بالبلاد والعباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.