بالصوره.. بعد إعلان إسرائيل انخفاض بحيرة “طبرية”.. هل اقترب ظهور “المسيح الدجال”؟

لعل ما أعلنته اليوم، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أن انخفاض مستوى المياه في بحيرة “طبرية” إلى أدنى معدلاته منذ قرن، لتصل إلى الخط الأحمر الذي يعقبه الجفاف، يدفع مليار ونصف المليار مسلم من جديد لاستذكار البشارة النبوية عن قرب ظهور “المسيح الدجال”.

ومع تكالب الأمم على أمة الإسلام بعد أن أصابها الضعف والوهن، وتداعت عليها، كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وجب عليها أن تستحضر أحاديث الصادق المصدوق محمد – صلى الله عليه وسلم ـ التي رسمت معالم نهاية العالم، وحددت الطرق التي يجب أن تسلكها للنجاة من هذه المحن والفتن الطاحنة التي تهدد وجود خير أمة أخرجت للناس.

فالأمة الإسلامية هي الأمة الوحيدة التي تربط بين انقضاء الدنيا وقيام الساعة بأشراط وعلامات صغرى وكبرى، حددها لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث عدة، ولعل هذه الروايات بلغت من الصحة والكثرة ما دفع بعلماء الحديث إلى جمعها داخل كتب مستقلة، ودونوها تحت باب “أحاديث الفتن والملاحم”، كما فعل العلامة ابن كثير؛ حين أفرد موسوعته الشهيرة “النهاية في الفتن والملاحم”.

ويعد ظهور المسيح الدجال، أولى العلامات الكبرى التي تسبق قيام الساعة، فسيسبق خروج ذلك الرجل اليهودي الأعور، ظهور المسيح – عليه السلام – حيث يعكف الدجال على نشر الفساد في الأرض أينما حل، وما يلبث حتى يدعي الإلوهية، مستعينًا بقدرات خارقة للطبيعة، مثل إحياء الموتى، حتى يؤمن به الناس، ليجوب الأرض ما عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد أن يتحد تحت لوائه يهود العالم، وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ من فتنته، التي أخبر أنها أشد فتنة سيواجهها الناس منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وأن الناس ستفر منه إلى الجبال، لتنجو بإيمانها منه.

بيد أن خروج المسيح الدجال تسبقه أيضًا علامات أخرى، أخبر بها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه الصحيحة، ولعل أبرز تلك العلامات جفاف بحيرة طبرية بفلسطين، وفقًا لحديث الصحابي الجليل تميم الداري الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه.

ولقد ورد ذلك النذير النبوي الذي يربط بين جفاف بحيرة “طبرية”، وظهور المسيح الدجال، في الحديث الصحيح التي روته الصحابية فاطمة بنت قيس ـ رضي الله عنها ـ حيث قالت: “سمعتُ نداء الْمنادي، منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ينادي (الصلاَةَ جامعة)، فَخرجت إِلى المسجد فَصليت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فَكنت فى صف النساء التي تلي ظهور القَوم، فَلَما قَضى رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – صلاته جلَس على المنبر وهو يضحك، فَقَال: “ليلزم كل إِنسان مصلاه”، ثم قَال: “أتدْرون لم جمعتكم”؟.. قَالوا: اللَّه ورسولُه أَعلم. قَال: “إِنِّى وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيماً الدَّارِىَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثاً وَافَقَ الذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ”.

لقد كان تميم ممن يركب البحر بغرض التجارة بصحبة رجال من قبيلتي لخم وجذام، قبل أن تقذف به الأمواج في جزيرة مجهولة؛ حيث التقى المسيح الدجال، ليسأله عدة أسئلة يتوقف ظهوره على حدوثها، منها بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال الدجال: أَخْبِرُونِي عَنْ نبي الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ.

وسألهم عن بحيرة طبرية قائلا: أخبروني عَنْ بُحَيْرَةِ طَّبَرِيَّةِ؟ قُلْنَا: عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ.

ثم خاطبهم المسيح الدجال قائلا: “وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا.

ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: « هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ». يَعْنِى الْمَدِينَةَ «أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟». فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ.

لقد حدد الرسول – صلى الله عليه وسلم – الفترة التي يمكثها الدجال في الأرض بأربعين ليلة، قبل أن يظهر المسيح عيسى بن مريم في المعركة الأخيرة الفاصلة بين المسلمين واليهود، وهى المعركة التي أخبر عنها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأن الأحجار سترشد المسلمين عن موقع اليهود، قائلة “يا مسلم..يا عبدالله هذا يهودي خلفي فاقتله”.

إن تلك البشارات النبوية التي وردت في الأحاديث الشريفة تعد أحد أهم دلائل نبوة المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وإن أخفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية ما يساورها من خوف إزاء تحقيق تلك العلامات التي تهدد وجودها تحت ستار تدهور الزراعة، وأثر التغيرات المناخية، ولكنهم يجهلون أن أحاديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورد فيها ما يشير إلى تلك التغيرات المناخية، كذلك الحديث الصحيح الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه أيضًا، حيث قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:” لن تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجًا وأنهارًا”، وهذا ما نراه يتحقق حاليًا، حيث اختلفت الخارطة المناخية للجزيرة العربية، فنرى أمطارًا غزيرة باتت تهطل بغزارة على المملكة العربية السعودية، وبلاد الخليج العربي، بعد أن كانت تقاسي الجفاف إبان الفترة النبوية، وما أعقبها من فترات طويلة.

70000WE
الاهرام

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.