الشرطة آخر من يعلم!!

في مدينة دبي تَمّ التعرف على قاتل الفنانة سوزان تميم من خلال ماركة القميص التي يرتديها القاتل، فقد تم التدقيق عبر كاميرات المُراقبة في (ياقة) القميص، فظهرت الماركة وبتتبع الأشخاص الذين اشتروا نفس تلك الماركة تمّ استبعادهم واحداً تلو الآخر إلى أن تمّ إلقاء القبض على المُجرم الحقيقي.

يوم أمس لولا حدوث انفجار لما عُرف أحدٌ أنّ هناك مُتفجِّرات ترقد بين ظهرانينا، والأدهى أنه وعقب حُدُوث الانفجار المُدَوِّي بضاحية أركويت تَضاربت الآراء والتكهنات ونشطت وسائط التواصل الاجتماعي كُلٌّ يروي حادثة الانفجار حسب هواه.

الشرطة نفسها تأخّرت في إصدار خبر تفصيلي بما حدث مما جعل كل السيناريوهات حَاضرةً.. المُلفت للنظر أنّ إحدى الصور المُتداولة عكست صُورة لدورية شرطة تغلق الشارع وصورة أخرى لنظاميين يَحملون دروع مُكافحة الشغب وهم يغلقون الشارع.

ظللنا على الدوام نقول إنّ الأمن يحس قبل أن يشاهد، وكررنا مراراً أن شكل الاستعراض الشرطي والأمني والذي يكون حاضراً وبقوة مع (ويو ويو) والتفحيط و(زِحُّوا وافتحوا الشارع) ذلك جميعه ليس مُناسباً مع لغة التطور من حولنا.. حادثة قتل تفك طلاسمها بياقة قميص ومُتفجِّرات وناس داخلة وناس مارقة وارفع وخُت ومُعدّات ونقل وفي النهاية بيان بعد الناس نامت..!

إنّ حُدوث انفجار في شقة تضم أجانب من جنسيتين مُختلفتين يُؤكِّد تماماً حُدُوث الغفلة في دخولهم البلاد، وحُدُوث الغفلة في سكنهم وترحالهم، وحُدُوث الغفلة عند شرائهم مُعدّات وأدوات التفجير، وحُدُوث الغفلة عن التخطيط والتمويل وبدء التنفيذ.

بمعنى أنّ بلادنا مُستباحة يدخلها كُل من هَبّ ودَبّ ويسعى لخرابها “ونحنا في سابع نومة”، ولولا لطف الله وإرادته بكشف المُجرمين لتم تنفيذ المُخطّط على أفضل وجه.

نحن نعلم أنّ هنالك الخلصاء من رجال الشرطة والذين ينامون وأعينهم مفتوحةً من أجل راحة المُواطن، ولكن حادثة أركويت تُؤكِّد أنّ التقصير حَاصِلٌ.. فبيانات الشقق المَفروشة وغير المَفروشة مُتاحة لدى الشرطة، وهناك شُعبة تختص بمُتابعة تلك الشقق ووجود الأجانب.. أين يا ترى تلك الشُّعبة وأين تحرياتها ومَعلوماتها..؟

على كُلٍّ وحتى نكون مُنصفين، فإنّ مثل تلك الأفعال التخريبية أعمالٌ قذرة لا تكفي جُهود الشرطة وحدها لكشفها.

السؤال: الآن هل من قبض عليهم..؟! هم الوحيدون الذين يُخطِّطون لأعمال تخريبية..؟!

خارج السور:

“عَزيزي المُواطن السُّوداني.. تفقد الأجانب في مُحيطك وبلِّغ عن كل ما يقلقك.. احمي نفسك بنفسك.. القصة جابت ليها تفجيرات”..!
سهير عبدالرحيم

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.