مزمل ابوالقاسم يكتب : موعد مع الفرح

درجت جماهير المريخ على تحويل مباريات الزعيم في البطولات القارية والإقليمية إلى كرنفالات فرح، ومهرجانات محبة، يتم عرضها بأعلى درجات الإثارة في الرد كاسل.
اليوم يتقاطر المحبون من كل حدبٍ وصوبٍ، يحملون أعلامهم، ويقرعون طبولهم، ويلونون وجوههم، ويطرقون حناجرهم ويهتفون بشعارات المحبة وأهازيج الوفاء لأعظم كيان.
اليوم يتجدد الموعد، بلقاء جديد، وعزمٍ أكيد، يجمع المريخاب.. أحباب أحباب.
نحن الصفوة.. أسياد البلد.. أبطال الكؤوس الجوية والبطولات الخاريجة، أحفاد شاخور وسيدة فرح.. نضرب موعداً جديداً مع الفرح.
تعلقت نفوسنا بالثريا، واستطالت أعناقنا لتعانق نجوم السماء، تمجيداً لأجمل الأسماء.
نحن عشاق الأحمر، لا نبتغي لوناً سواه.
نحن الأعرق والأقوى والأوفر ذوداً عن حياض الوطن.
نحن من طرزنا جيد بلادنا بالذهب، ورفعنا أعلامنا في آفاق استعصت على غيرنا.
نحن ونحن الشرف الباذخ.. أحفاد كرف، الذي لخص مهمتنا بأجمل الحروف وأفصح الأشعار: (يا فتى المريخ في عينيك عزم، وبهذا العزم للعلياء تسمو، وعلى صدرك في المواكب نجم، ووراء الغد نصر لك ضخم).
العزم الذي خلده كرف ميز فتية المريخ على منافسيهم، ومكنهم من تحقيق ما أعجز غيرهم، ووضعهم على الذُرى منفردين (ثٌب إلى الذروة رفاف الجناح.. وتألق في الميادين الفساح.. وانطلق أشبه شيء بالرياح.. بالكفاح الحق والجد الصراح).
وضع شاعرنا الفذ (خارطة الطريق) للمريخ بنشيده الخالد، (عشت يا مريخ موفور القيم.. ناهض العزة خفاق العلم.. خطوك الوثاب في ركب الأمم.. كجناح النسر يرتاد القمم)!
حضنا على التمسك بقيمنا الجميلة، وشجعنا على التلويح بأعلامنا، ودفعنا إلى التفوق وألزمنا بتسنم القمم.
عندما نكتب عن المريخ فإننا نكتب عن إرث أمة، وموروثات شعب متفرد أدمن التفوق، وعشق ترويض الصعاب، وارتاد أعالي القمم.
يحضرني في هذه اللحظة ما خطه بنان الأخ الصديق الأستاذ عمر إبراهيم بعنوان (في حضرة المريخ) حين كتب: (أذوب عشقاً في هواك مردداً، أنخلع عنك وأعربد طرباً، واتهتك في الهوى وافتضح.. أجل نهواك في كل الظروف.. وكلما تماديت في هجرك زدت في تقديري لك وحبك في دمي يجري.. ومنك نستمد طعم الحياة.. يا رمز الحالمين بكل جميل).
(عشت يا مريخ موفور القيم.. تخلق الجو الملائم.. وتهدئ أنفاس النسائم.. وتبعث الفرح الحماسي.. ويحلو نصرك بحلاوة الكريسماس ورأس السنة وعيد الضحى المبارك وقالوا الحجيج قطع.. حلاوة لا يعبر عنها إلا من تاهوا في مجاهل هواك، وحُجبوا أن يروا صنواً لك.. نعم أنت وحدك.. فوق لأنك متفرد.. وفي التفرد معان لا يدرك كنهها إلا صفوة العشاق.. أنت حياتي.. تعود فيخضل المدى عشقاً.. ويبتل الهوى وصلاً.. وتفتر الأسارير الحزينة.. بلى وترتفع الجباه.. يا سيد العاشقين.. مع تحياتي لسيد العاشقين فتح الله إبراهيم).
أدبيات المريخ الجميلة زدانا، ومن أنضرها ما جادت به قريحة أستاذ الأجيال كرف وسلطان العاشقين الزبير ، (ومن قاع روح) فتح الله.. تستهويننا قصائد الزهاوي وأهازيج فرح عوض ونمات عمر بشير (يا نجمة خيلك عركسن)، ومعلقات صناجة المريخ عمر محمود خالد (في الفكر والثقافة لا نقبل الوصافة).
اليوم نتجمع في الرد كاسل، لنضرب موعداً جديداً مع المجد، ونستقبل صانع الذهب (الألماني أرنست رودر)، الذي قاد الزعيم لتحقيق أكبر إنجاز في تاريخ الكرة السودانية.
أتانا شاباً غض الإهاب، تمتلئ جوانحه بالطموح، وتزخر نفسه بالمحبة، فصنع لنا مجداً استعصى على غيرنا، ووضعنا حيث أراد المولى عز وجل لنا أن نكون.
رودر الذي فجر أكبر فرحة في تاريخ الرياضة السودانية، يعود اليوم إلى حضن المريخ من جوف التاريخ، بعد غياب امتد ثمانية وعشرين عاماً، ليجد (المحبة شديدة)، والرغبة في التفوق ما زالت أكيدة.
لا خفت الحب، لا تلاشى العزم، ولا توقفت مسيرة حصد الذهب.
جماهير المريخ التي تعرف قدر الرجال ستهتف مجدداً لرودر، مثلما هتفت لأفذاذ اللاعبين والإداريين على شاكلة: (أولادك شطة يا أبو العائلة).. وهتفت لفيصل محمد عبد الله (حديد حديد.. يا عميد).. و(الكاس الكأس.. يا ود الياس).. (الكاس الكاس.. يا أب رفاس)!
جماهير المريخ التي خلدت سيرة مدربها منصور رمضان صاحب إنجاز الدوري المقفل والمقفل ناقص نقطة وغنت له (منصور منصور.. يا منصور) كما هتفت للأب الروحي الحاج شاخور طيب الله ثراه: (منصور منصور.. يا شاخور)!
وما بين خالد عبد الله وجمال الوالي دهور من الفرح والإنجاز والحب الصافي لأجمل الحلوين.
لن نستخف بمنازلنا ولو بدت لنا المهمة سهلة.
سنحترم الجيبوتي، وسنتعامل معه بما يلزم، حتى ينال المعلوم، وتخرج مواكب نصرنا الجميل.
تعالوا يا صفوة لتمارسوا أحلى طقوس الحب، وتدعموا المحبوب، وتردوا على مدرب الجيبوتي الذي تطاول على الزعيم.
الرد ما تراه لا ما تسمعه يا موهوم!

آخر الحقائق

نتوقع من غارزيتو أن يعجم كنانته وينتقي منها أصلب السهام ليرمي بها الجيبوتي المتحدي.
غياب أمير وباسكال لن يؤثر على الزعيم.
البديل موجود، والنصر أكيد بحول الله.
علاء وضفر كفيلان بسد النقص وإنجاز المهمة.
التشجيع القوي سلاحنا في أول المشوار.
مريخاب التلفزيون يمتنعون.
إلا المضطرين طبعاً.
نتوقع المريخ من إبداعات الجوارح والكورفا سود والتعبئة وتجمع الروابط وساس وأساس ومريخاب الثورات وكل محبي الزعيم.
في حب المريخ فليتنافس المتنافسون.
نلعب في بطولة إقليمية، ويلعب غيرنا في المحلي داخل عطبرة.
صراع الهلالين لا يعنينا.
نحن مشغولون بالأهم.
بطولة الخمسة ملايين دولار هدفنا الأول في موسم الطموحات الكبيرة.
التكريم الفخيم الذي أعدته جموع الصفوة لشاعرة المريخ سعدية عبد السلام (عطاء من يملك لمن يستحق).
سعدية الحديدية، حفيدة سيدة فرح، حارسة المعبد.. والممثلة الشرعية لعواتك المريخ.
أكثر من عشرين عام قضتها سعدية في خدمة الزعيم.
تحضر في كل موعد، ترتدي ثوباً مطرزاً بالنجوم، وتحمل قلباً مغسولاً بالحليب، ومفعماً بمحبة الزعيم.
كرمنا سعدية لأنها تستحق، ولأن المريخ درج على تكريم النساء منذ عهود النشأة الأولى.
سعيدة الماسية امتداد طبيعي لسيدة فرح في المريخ.
تجمل الاحتفال بحضور المحبين، ولم يفسده تطاول المعتوهين.
عاد كليتشي والعود أحمد.
نتوقع منه أن يعاود التوقيع على دفتر التسجيل ابتداءً من لقاء اليوم.
كذلك نترقب شقلبة العقرب.
شقلوب القلوب تلب.
وبالطبع لا مجال.. لإيقاف الغربال.
ولو جاد علينا عاشور بساطور يمزق شباك الجيبوتي فسنتمايل معه طرباً ومحبة.
حذار من الاستخفاف بالخصم يا فرسان المريخ.
نريد نصراً مؤزراً ومقروناً بأجمل أداء.
بالطبع لن تكتمل حلاوة النصر إلا إذا اقترن بتشجيع يهز الأرض من زلزال الملاعب.
اللهم أنصر المريخ فوق كل أرض وتحت كل سماء.
اللهم نصرك المؤزر.
آخر خبر: الله يدينا الفي مرادنا.. قادر يا كريم.

صحيفة الصدى

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.