سوداني محبوس بالسجون المصرية : قبضونا من داخل السودان وكنا نقول كلام والمحقق يكتب كلام آخر

الصادق سعيد : قبضونا من داخل السودان وكنا نقول كلام والمحقق يكتب كلام آخر
بقينا لـ(15) يوماً بلا طعام .. وندخل إلى الحمام بـ(الكلبشات)
حاورته – ميعاد مبارك
“الصادق محمد أحمد سعيد” من أبناء (الأبيض) شمال كردفان، ترك أهله متوجهاً إلى شرق السودان في رحلة البحث عن الرزق، امتهن هناك التعدين، وظل هناك إلى أن جاء ذاك اليوم.
استيقظ كعادته باكراً في العاشر من ديسمبر الماضي، ممنياً نفسه بيوم ملؤه التوفيق والرزق الوفير، وهو لا يدري ما ستحمله له الأقدار من أهوال.
حمل “الصادق” معداته وتوجه مع رفاقه الأربعين، العاملين بالتعدين إلى أحد المناجم المملوكة لمواطن سوداني برخصة من ولاية البحر الأحمر، وبينما هم يصارعون الأرض بحثاً عن الذهب، فوجئوا بقوة عسكرية من الجيش المصري، أجبرتهم وبقوة السلاح على الركوب في عربات الجيش المصري وتوجهت بهم إلى منطقة (أبو رماده) العسكرية، ليواجهوا هناك بتهمة التسلل إلى الأراضي المصرية، وبدأوا يكيلون لهم التهم، مستخدمين عبارات مسيئة وألفاظ نابية، على وصفه، وحملوهم مكبلين من منطقة إلى أخرى، حتى نطق القاضي بالحكم على زملائه بالسجن لمدة عام، مع وقف التنفيذ مع مصادرة سيارتين كبيرتين ( (ZY و(80) جوالاً، من خام الذهب)، بينما فوجئ “الصادق” بالحكم عليه بالسجن لمدة عام، كامل، مع النفاذ وتغريمه (20) ألف جنيه مصري، بالإضافة لمصادرة “جهاز التعدين” الذي كان يحمله.
وبالرغم من أن وزارة المعادن السودانية احتجت على الحادثة، مؤكدة أن المعدِّنين تم القبض عليهم من داخل الحدود السودانية، حسبما نقلت صحف الخرطوم، وتسليم وزارة الخارجية السودانية مذكرة احتجاج لنظيرتها المصرية بهذا الصدد، إلا أن “الصادق” إلى هذه اللحظة ينفذ الحكم الصادر عليه من المحكمة المصرية بالتسلل وحيازة جهاز تعدين داخل الأراضي المصرية.
(المجهر) اقتنصت السجين “الصادق” بسجن “سفاجا”، في حوار استثنائي كشف فيه تفاصيل قضيتهم المثيرة.
– ما الحكاية يا “الصادق”؟.
– كنا شغالين كالعادة، في المنجم، جاءتنا قوة مسلحة من الجيش المصري وطلبت منا أن نركب معهم، ولم يكن لدينا ما نحمي به أنفسنا فاضطررنا للركوب معهم بالرغم من أننا داخل الأراضي السودانية.
– أين تم القبض عليكم بالضبط؟.
– وراء منطقة (العلاقي) في ولاية البحر الأحمر في السودان.
– هل كان لديكم تصديق أو رخصة؟.
– نعم، لدينا تصديق من وزارة المعادن ولاية البحر الأحمر باسم “بابكر موسى”، ومعه شركاء.
– كم كان عددكم؟.
– كنا حوالي (40) شخصاً، عندما داهمتنا قوة من الجيش المصري في المنطقة التي كنا نعدِّن فيها.
– عندما قبضتكم القوة المصرية، هل أوضحتم لها أنكم داخل الأراضي السودانية؟.
– كنا بالفعل داخل الأراضي السودانية، وهم يعلمون ذلك، ولكن لحظتها لم يكن بحوزتنا جهاز (gps) نستطيع أن نثبت لهم من خلاله أن هذه المنطقة داخل السودان.
– ماذا حدث بعد ذلك؟.
– قالوا لينا دايرين نحقق معاكم بس، ساقونا ودونا منطقتهم بتاعت الجيش و(كلبشونا)، ودونا “أبو رماده” ومنها إلى “سفاجا” ثم “الغردقة” وبعدها إلى” قنا”، وأنا جابوني حبسوني في “سفاجا”.
– كيف تمت معاملتكم منذ أن تم القبض عليكم؟.
– معاملة سيئة، إساءة لا تحتمل،(بعد مرات (نقرِّب) نتضارب معاهم تاني نستغفر).
– هل تعرضتم للتعذيب؟.
– في البداية في فترة التحقيق التي استمرت (15) يوماً، لم يسمحوا لنا إلا بشرب الماء، ولم يقدم لنا أي طعام، وكنا نسب ونهان، ومقيدين دائماً بالأصفاد، حتى في أثناء التحقيق وعند دخول الحمام، وكنا ننام في غرفة متوسطة عندما ننام لا ننام مرتاحين، نكون متضايقين، مزلة ومهانة عجيبة.

– هل تعرضتم للضرب؟.
– لا، لا،هم كان مدوا يدهم ما بنخليهم ..هم عارفننا.
– حكموا عليك متين؟.
– قبل أكثر من شهر، كنا أربعين، (39) حكموا عليهم بالسجن لمدة عام، مع وقف التنفيذ وصادروا ممتلكاتهم، وأنا كان عندي جهاز التعدين، حكموا عليَّ بسنة سجن وعشرين ألف جنيه، مصري، غرامة، وصادروا الجهاز.
– هل قابلت القاضي في الحكم؟.
– لا، والناس الأربعين المعاي ديل ما قابلوه، حكموا علينا ونحن جوه السجن، وقالوا لينا حكموا عليكم بالأحكام دي، تحرى معانا ضابط صغير (شافع) هو الذي ورطني في تهمة حيازة الجهاز داخل الأراضي المصرية.
– كيف؟.
– نحنا بنقول كلام وهو بكتب كلام تاني، ونحن شايفينه.
– هل أنت متأكد من أنه قام بتغيير أقوالكم؟.
– نعم.
– وهل وقعتم على المحضر؟.
– نعم، وقعنا.
– لماذا وقعتم على المحضر، وأنتم تعلمون أنه تم تحريف أقوالكم؟.
– وقعنا (ولا علي كيفنا).
– كيف (ولا على كيفكم)؟.
– وأنت (مكلبش) بمسكوا يدك ويبصموك، ياخ نحنا اتعاملنا معاملة سيئة للحد البعيد، نحنا بندخل الحمام مكلبشين، قلنا ليهم نحنا لو مجرمين للدرجة دي ما كان بتقبضونا ذاته.

– كيف المعاملة حالياً في السجن الذي تقضي فيه الحكم؟.
– ما كويسة، نأكل طول اليوم قطعتي جبنة وقطعة حلاوة طحنية صغيرة و(3) رغيفات (الخبز بتاع المصريين الصغير)، والله ما بتعمل أي شيء…وأنا مستني الاستئناف بعد (3) شهور، في واحد معاي في السجن بقول لي أسكت عشان ما يقصدوك، لكن ما بسكت، أنا مظلوم وقبضوني من داخل السودان، وفي منجم مرخَّص من ولاية البحر الأحمر.
– هل هي أول حادثة تواجهكم، أم تتعرضون لمداهمات من الجيش المصري ويتم القبض عليكم من داخل الحدود؟.
– والله الجيش المصري بقبض المعدِّنين من داخل الحدود السودانية، وبيشيل العربات وبصادر الممتلكات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.