فادي:بوابة سواكن والتبلدي نماذج أنجزتها.الرسم والنحت مدرسة يدخلها المبدعون

أخذ فادي ركناً في متجر والده الذي كان يعمل صائغاً وصف بأنه ماهر.. كان فادي مغرما بالرسم على الورق وعلى الخشب والجلود.. لذلك مع محطاته الدراسية استمر في قطار النحت في كل الإتجاهات حتى نال عضوية اتحاد الحرفيين الذي قال عنه لم ينجز ما يتمنى النحاتون وبقية الحرفيين.. وفي العاصمة ثلاثة أسواق تضم ما يبدعه النحاتون في شارع الغابة وسوق ام درمان والسوق الافرنجي المعروف.
وجدت فادي محمد أونسة عبد الله من أهالي «نقزو» ريفي بربر عاكفاً على إنجاز هيكل مصغر لبوابة سواكن ذات القيمة التاريخية وجمالها ودقة صناعتها، كل ذلك رسمه ونحته في مساحة متر مربع في منتهى الجمال.
قال فادي: اعتبر حرفة النحت هى مصدر عيشي بالرغم من اني أعمل في مجال آخر، يهتم بالجمال في كل المجالات، وأنا رغم ان والدي صائغ ماهر إلا انني قد مسكت درب الرسم والنحت على الخشب أو الجلود.. ويفترض ان يحمي اتحاد الحرفيين كل أعضائه وان يوفر لهم كل ما يشتهون من المواد الخام وأماكن العرض الجميل وان يجدوا ما يريحهم ويكونوا اكثر انتاجاً.
أنا شخصياً أميل إلى نحت كل ما له صلة بتأصيل الثقافة السودانية والتراث وإبراز جماليات ذلك.. لذلك فإن عمل النحت يعتمد على إنسان يمتليء بالصبر والقدرة على الابداع والدقة.. فأقوم حالياً بإنتاج خريطة السودان التي تضم كل أركانه دون أي خطأ تاريخي وجغرافي وذلك بعد حركة إنفصال دولة الجنوب والخريطة انجزتها تجارياً يمكن ان تستخدم هذه اللوحة السودانية في الصوالين والبيوت والمكاتب العامة والدواوين الحكومية وأشير إلى الحجم الصغير الذي يمكن استخدامه مع مفاتيح السيارة أو غيرها.
مارست هذه الهواية منذ الصغر إلى ان احترفت النحت والرسم على الخشب وهو أنواع منها خشب الابنوس الذي يستخدم في رسم ونحن الحيوانات مثل الزرافة والغزلان والنمور وغير ذلك مما يعتبر جماليات في أي منزل.. وهناك خشب (حبيبي) يستخدم في بقية المنحوتات وأقول هنا ان منحوتاتي قد وصلت إلى كل أركان العالم بما يصلنا من السياح أو السودانيين أو بالحضور في المعارض أو بالمراسلة لطلب ما يرغبون فيه.. وبعضهم يرسلون صوراً يريدون تكرارها في شكل نحت أو رسم، مثل رقصة العروس التاريخية والتراثية أو صور شخصية رحلت أو ما تزال باقية.
قال فادي الكثير من الأشكال الجمالية اشتركت فيها وما اعتز به رمز ولاية شمال كردفان في الدورة المدرسية السابقة قد قمت بتصميم وتنفيذ شجرة التبلدي بطول 15 متراً وعرض 12 متراً.. واقول هنا هناك الكثير الذي يحتاج لسودنة في جماليات الشوارع والمواقع وهناك بعض هذه الرسومات لا علاقة لها بالتراث السوداني وثقافة أهل السودان.. وأيضاً النوافير يجب ان تكون في شكل لوحة سودانية وكذلك نهتم بالموروث مثل رحلة الهودج العريس والعروس، وأيام الحصاد كلها جماليات تحتاج إلى عكس في الشارع السوداني وان يبقى الفن الشعبي السوداني.
هناك صعوبات تواجهنا كنحاتين فما زالت عملية النحت تتم باليد إلى جانب النشر وقلة محلات العرض، وأنا كمنتج أيضاً من حقي ان اعرض إلا ان المساحات تحتاج إلى جماليات أخرى.
وأقول ختاماً إن حرفة النحت ليست بالسهولة.. كما يجب ان تجد العناية ليبقى موروثنا الشعبي والثقافي بصفة عامة وان نشجع الاجيال على ممارسة النحت وان تستمر هذه الصلة وترعاها الدولة في معارض ضخمة ليبقى النحت فهناك مئات من الرموز التي يجب ان تبقى فينا من النيل والمدن الكبرى ومعالمها التاريخية فالنحت مدرسة لا يدخلها إلا المبدعون وأصحاب العزيمة والإرادة.

الخرطوم: الصحافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.