أول رئيس أوربي يزور البلاد منذ أكثر من (20) عاماً

وصل إلى البلاد أمس رئيس بيلاروسيا “ألكسندر لوكاشينكو”، يرافقه وفد اقتصادي رفيع المستوى، يشمل خبراء في مجال الزراعة والصناعة والتعدين، ورجال أعمال، في زيارة تستغرق (يومين) بدعوة من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، بهدف تطوير التعاون الثنائي والتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث يسعى السودان، للاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى دولة “بيلا روسيا” في مجالات الزراعة والصناعة والنفط من أجل تطوير هذه القطاعات في السودان، وتنشيط التجارة بين البلدين، وكان السودان، ودولة “بيلا روسيا” قد وقعتا مذكرات تفاهم في مجالات التعاون والتعليم العالي والبحث العلمي عبر توفير فرص منح دراسية للجانب السوداني، بجانب المجال الصناعي وتوريد السيارات والجرارات وتدريب الكوادر الطبية وفتح سوق للأدوية البلاروسية بالسودان.

توقيع إتفاقيات تعاون :
فور وصول الرئيس البيلاروسي، للخرطوم مساء أمس، إنطلقت أعمال اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين بوزارة الخارجية، بحضور وزراء الخارجية، النفط ، والزراعة ، بين الجانبين، وبعض المسئولين بالملفات ذات الصلة، وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير قريب الله خضر لـ(التيار) : “إن الرئيسان البشير وإلكسندر سيشهدان اليوم (الثلاثاء) توقيع إتفاقيات بين البلدين نتيجة للمباحثات التي جرت بينهما أمس لتنظيم التعاون والمشروعات المقترحة للجانبين” ، ووصف قريب الله الزيارة بأنها فتح جديد للعلاقات السودانية والبيلاروسية التي تأسست في العام (2000)م ، وبدأ بينهما تعاون في بعض القطاعات الاقتصادية خاصة في مجالات النفط والغاز، والزراعة، ومجالات أخرى، ونوه إلى أن هناك إتجاهاً للتوسع في العلاقات بين الجانبين، بمزيد من المشاورات السياسية ، وأفاد بأنهما يتطلعان من خلال ذلك التعاون لزيادة الترفيع الدبلوماسي ليصل مرحلة سفارات مقيمة بين البلدين، مبيناً بأن التمثيل الذي يجري الآن يتم من خلال سفير غير مقيم، وعد الخضر الزيارة تعني بأن السياسة الخارجية للبلاد منفتحة على كل دول العالم، خاصة دول أوروبا الشرقية التي يسعى السودان لتوسيع علاقته بها الآن

زيارة مفتاحية :
أول ملاحظة أشار لها سفير السودان الأسبق بالاتحاد الأوربي نجيب الخير ، إن زيارة “إلسكندر” تعد أول زيارة لرئيس أوروبي للبلاد منذ طويل جداً، قارب أكثر من (20) عاماً، لظروف الحصار والمقاطعة التي كانت مفروضة على البلاد، واعتبر الزيارة مفتاحاً لعلاقات السودان الخارجية مع دول المجموعة الأوربية الشرقية، وقال الخير في حديثه لـ(التيار) أمس : “توقيت الزيارة مناسب جداً لأنه جاء بعد القرارات الأمريكية برفع الحظر الاقتصادي عن البلاد”، وأضاف : “من شأن الزيارة أن تفتح منطقة أوروبا الشرقية لتبادل المنافع مع السودان” ، وأردف : “الزيارة تفتح أبواب التجارة على مصراعيها ، وخلق فرص لوصول منتجات السودان للأسواق الخارجية”، وأشار إلى أن (روسيا البيضاء) تعد من الدول المتقدمة جداً في المجال المدني والعسكري، ونوه إلى أنها تمتلك إمكانيات ضخمة في وسائل النقل البري، وتابع : “روسيا البيضاء هيكل إقتصادي وسياسي وعسكري ضخم”، ونبه إلى أنها تتميز بتأثير كبير جداً على دولة (روسيا) التي لها حق النقض في مجلس الأمن، وذلك من واقع الشراكة بينهما، واختتم حديثه بقوله : “المهم إن الزيارة جاءت في وقت مفتاحي، وتفتح آفاقاً لتبادل منافع واسع مع دول أوروبا الشرقية”
مهمة وتشجيعية :
وصف وزير الدولة بالخارجية الأسبق، رئيس لجنة النقل بالبرلمان حالياً السماني الوسيلة زيارة الرئيس البيلاروسي للبلاد بأنها زيارة مهمة للغاية، وقال في حديثه لـ(التيار) أمس :”إن روسيا البيضاء لديها الكثير من المجالات التي يمكن التعاون معها فيها ، من بينها المعدات بمختلف أنواعها المدنية من آليات زراعية، وصناعية ، وبنى تحتية، وصناعة النفط والبتروكيماويات”، ونوه إلى أن بيلاروسيا تعد من الدول التي يعتمد عليها الاتحاد السوفيتي في ذلك، فضلاً عن إمكانياتها العسكرية، وأفصح الوسيلة عن زيارة سبق أن قام بها لدولة بيلاروسيا ، إبان توليه لحقبة الخارجية إلتقى خلالها بالرئيس وعدد من الوزراء، وأضاف: “قدمنا لهم دعوة ، فزارنا وفد كبير في أقل من شهر تلبية للدعوة، ووقعنا معهم مذكرة تفاهم شاملة، لكنها لم تنل حظها من المتابعة حينها”، واعتبر وزير الدولة بالخارجية الأسبق السماني زيارة الرئيس إلسكندر للخرطوم خطوة تشجيعية، ستحفز الكثير من الدول الأوروبية لزيارة السودان في القريب العاجل
دولة بيلاروسيا :
دولة بيلاروسيا وأسمها العربي (روسيا البيضاء) وسميت كذلك نتيجة لنقاوتها ولونها الأبيض ، (بالبيلاروسية: Беларусь وتلفظ [bʲɛ.ɫa.rusʲ] ) دولة داخلية في أوروبا الشرقية تحدها الدول التالية باتجاه عقارب الساعة روسيا إلى الشمال الشرقي، وأوكرانيا إلى الجنوب، وبولندا إلى الغرب، وليتوانيا ولاتفيا إلى الشمال الغربي، وبيلاروسيا من دول الاتحاد السوفيتي، وعاصمتها( مينسك) ومن المدن الرئيسية الأخرى “بريست” و”غرودنو” و”غوميل” و “موغيلوف” و”فيتيبسك”، ويبلغ عددها سكانها قرابة 10 ميلايين نسمة موزعين على مساحة (207,600) كيلومتر مربع ، ودولة بيلا روسيا ذات طبيعة خلابة وساحرة، وبها أكثر من (11) ألف بحيرة، وأكثر ما يميزها هو الأمن المستتب، وأسعارها المعيشية المناسبة للجميع فأسعارها قليلة ، وهي دولة متواضعة بالنسبة لجمالها الفتان، مليئة بالمنتجعات الصحية التي تقدم الخدمات الصحية والسياحية والعلاجية والترفيهية على حد سواء وتقدم تسهيلات كبيرة في تقديم “الفيزا” والحصول عليها بمبلغ زهيد لا يتجاوز الـ(45) دولاراً ، عملتها “الروبل” البيلاروسي وكل دولار يعادل (3000) روبل تقريباً ، (40%) من أراضي بيلاروسيا مغطية بالغابات وتمر بها ثلاثة أنهار رئيسية وهي نهر “بحر البلطيق” ويصب في البحر مباشرة، ويسمى “نيمان” ونهر “بريبيات” ونهر “دنيبير” الذي يصب في البحر الأسود ، أراضيها مليئة بالموارد الطبيعية أهمها الغاز والحجر الجيري والجرانيت، اللغة الرسمية بها هي الروسية والبعض يفضل الأنجليزية، تم توحيدها في عام (1939) ميلادي بعد أن اقتطعت أراضيها المملوكة لدولة (بولندا) لكنها سرعان ما تم ضمها للاتحاد السوفياتي المنحل لتفقد ما يقارب (ثلث) سكانها في الحرب العالمية الثانية ، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي حصلت على استقلالها في عام (1990) وأصبحت جمهورية مستقلة، تنتخب الرئيس لمدة (خمس) سنوات لمرة واحدة في البداية، وقد عدل القانون عام (1996) ليصبح فترة الرئاسة (سبع) سنوات ولمرات بعدد مفتوح،
خطاب الرئيس الزائر :
يلقي رئيس روسيا البيضاء لوكاشينكو، اليوم (الثلاثاء)، ضمن فعاليات زيارته كلمة أمام المجلس الوطني (البرلمان) ، يتناول فيها عدداً من القضايا، ويستعرض خلالها آفاق التعاون بين البلدين
محمد سلمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.