اللاجئون الأفارقة في إسرائيل.. إذلال واعتقال وترحيل

تزايدت في الأيام الأخيرة التقارير الصحفية والحقوقية حول الظروف المهينة التي يعيشها طالبو اللجوء السياسي في إسرائيل، أو المتسللون الأفارقة عبر مصر بحثا عن عمل، خاصة من السودان وإريتريا وإثيوبيا.

وتتنوع الظروف المذلة التي يحياها هؤلاء في إسرائيل بين اعتقالهم بمراكز توقيف غير إنسانية، أو استغلالهم في مهن لا تتوفر فيها ظروف العمل الآدمي.

وذكر إيلان ليئور في صحيفة هآرتس أن عدة آلاف من طالبي اللجوء في إسرائيل يعيشون ظروفا نفسية سيئة، مما يزيد من معاناتهم.

وأضاف أن معاناة هؤلاء تبدأ من الهروب الخطير من بلدانهم والذهاب إلى الصحراء الواسعة بسيناء، “وخلال كل هذه الرحلة يواجهون ظروفا نفسية قاسية، ويشاهدون موت رفاقهم، وفي إسرائيل تبدأ معاناة من نوع جديد”.

معطيات رقمية
وتحدثت الوحدة المعنية بإسرائيل في منظمة العفو الدولية عما اعتبرتها أكاذيب وزارة الداخلية الإسرائيلية بحق هؤلاء المهاجرين من الدول الأفريقية.

وأكدت أن طالبي اللجوء القادمين من إقليم دارفور بالسودان لم يحصلوا على لجوء سياسي، وبدلاً من ذلك ترسلهم إسرائيل إلى منشأة عسكرية تسمى “حولوت” وتحتجزهم بداخلها.

وطالبت الوحدة وزير الداخلية بتصويب الخطأ وإجراء فحص دقيق ومنح اللجوء السياسي لمن يستحقه.

وأضافت أن المعطيات التي حصلت عليها تتحدث عن أوضاع مهينة ومذلة للمهاجرين المحتجزين بهذه المنشأة، وأن هدف وزارة الداخلية هو خدمة سياسة إسرائيل لاحتجازهم وطردهم.

وأوضحت الوحدة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزراء الداخلية في حكوماته المتعاقبة يمارسون الكذب، ويبلغون الجمهور أن المتسللين القادمين من أفريقيا ليسوا لاجئين، وليسوا جديرين بالحماية لأنهم قدموا بغرض العمل فقط.

وكشفت عن معطيات رقمية للمهاجرين الأفارقة لإسرائيل حيث يقترب عددهم من 19 ألفا، بينما لم يمنح اللجوء السياسي إلا لـ15 منهم فقط.
اللاجئون الأفارقة يتم تحويلهم إلى معتقل حولوت في صحراء النقب (الأوروبية)

وقالت الوحدة التابعة لمنظمة العفو الدولية إن اللجنة الاستشارية الإسرائيلية لشؤون اللاجئين لم تعقد سوى أربع جلسات في العام 2016.

وبلغ عدد القادمين من دارفور فقط إلى إسرائيل 2225 لاجئا، ومن إريتريا 2058، لكن حق اللجوء لم يمنح إلا لاثنين من السودان وثمانية من دارفور.

إذلال وترحيل
وأوضحت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل أن طالبي اللجوء الأفارقة يحتجزون بمنشأة حولوت وفي أماكن أخرى لمدة 12 شهرا، وسط ظروف مذلة. وقالت إن هناك من يحصل على تأشيرة مؤقتة بدخول إسرائيل دون حصوله على خدمات صحية.

وأوضحت الجمعية الحقوقية أن القانون الإسرائيلي لا يضع قيودا على تشغيلهم، لكنه لا يمنحهم ضمانات حول مستقبلهم وحقوقهم.

وبحسب الجمعية، تعمد إسرائيل إلى التضييق على طالبي اللجوء لإجبارهم على الموافقة على الانتقال إلى دولة أخرى غير تلك التي قدموا منها مثل أوغندا أو رواندا، ودون توفير ضمانات بعدم ترحيلهم إلى دولهم الأصلية.

وذكر الكاتب بموقع “أن.آر.جي” روعي عيدان أن أعداد طالبي اللجوء في إسرائيل من إريتريا تتزايد بكثرة، وأن بعضهم يأتون بصورة رسمية من مطار أسمرا، وسرعان ما يختفون في شوارع تل أبيب.

وأضاف عيدان أن هناك عدة أسباب للجوء الإريتريين إلى إسرائيل، بينها رفض الخدمة العسكرية في بلادهم، ومعارضتهم للنظام الدكتاتوري دون الإعلان عن ذلك لوجود سفارة إريترية قوية وفعالة في تل أبيب.

وأكد أن إسرائيل تضم الجالية الإريترية الأكبر في الدول الغربية وذلك لقدرة الإريتريين على الوصول إلى إسرائيل بأكثر من وسيلة، كما يسمح لهم الجيش الإسرائيلي باجتياز حدود مصر.

المصدر : مواقع إلكترونية,الصحافة الإسرائيلية

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.