دمبيور جون قرنق من مخبئه في جوبا : سلفاكير ليس صديقاً لوالدي وحاول اغتيالنا (أنا وماما ربيكا)

هربتُ من جوبا بعد أن حاول الحرس الخاص بسلفاكير اغتيالي عدة مرات

سلفاكير عاجز عن طرد قطاع الشمال من جوبا

الرئيس الكيني منحاز لسلفاكير وحاول اعتقالي ولكنني هربتُ

الجنوب الآن يعيش حالة من الفوضى والإبادة الجماعية

عبَّر نجل مؤسس الحركة الشعبية الحاكمة بدولة الجنوب دمبيور جون قرنق، عن حنقه الشديد على رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، واتهمه بأنه زعيم قبلي، جرّ الجنوب بكامله نواحي الفشل والفوضى، مشيراً إلى أن بلاده يخيِّم عليها حالياً شبح الإبادة الجماعية ونذر المجاعات بسبب سوء إدارة النخب الحاكمة في جوبا.

ونفى دمبيور في حواره مع (الصيحة) أن يكون سلفاكير صديقاً لوالده، وقال: (سلفاكير ليس صديق جون قرنق ولم يكن كذلك)، كاشفاً عن تعرُّض أفراد من أسرة مؤسس الحركة الشعبية د. جون قرنق دمبيور لمحاولة اغتيال على يد جنود كير، وقال إن ذلك شمل عدة محاولة لاغتياله شخصياً بجانب محاولة لتصفية والدته التي تعد أماً لكامل شعب جنوب السودان (حد تعبيره).

ـ بصفتك ناطقاً باسم المعارضة الجنوبية أين د. رياك مشار حالياً؟

رياك مشار موجود في جنوب إفريقيا.

ـ سرت أنباء في وقت سابق عن وضع مشار قيد الإقامة الجبرية في جنوب إفريقيا؟

حكومة جنوب أفريقيا أنكرت هذه الأنباء، وأخرجت بياناً للناس، وقالت إن مشار ضيف عزيز .

ـ عفواً .. لكن جوبا أكدت الخبر وشدَّدت عليه؟

الخبر عبارة عن فرقعة إعلامية من جوبا.

ـ هل تنفي بصورة قاطعة وضع مشار قيد الإقامة الجبرية بجنوب إفريقيا؟

فى تاريخ الإقامات الجبرية، لم يحدث أبداً أن يقوم من احتجزك بأخذ هاتفك النقال حينما تدخل دورة المياه.

ـ ما الذي تريد أن تقول إذاً؟

أريد القول إن الحديث عن منع مشار من الوصول إلى هاتفه حتى حين يدخل دورة المياه، يعكس كيف أن الخبر عبارة عن مسرحية هزلية قامت بها جوبا.

ـ لكن وكالات أنباء عالمية أشارت إلى خبر وتداولته بكثافة؟

هى قصة فبركتها جوبا معتقدة بأن كل العواصم مثلها بلا قوانين.

ـ لمرة أخيرة، هل تراك متأكداً من كون مشار يتحرك بحرية في جنوب إفريقيا وليس قيد الإقامة الجبرية؟

السؤال في حال تم اعتقاله، ما هى الخطوة التي تلي ذلك؟

ـ ما هي الخطوة التي تلي ذلك؟

هذه قصة سخيفة!

ـ تبدو واثقاً من عدم تعرض مشار لمضايقات في بريتوريا؟

للتأكد من صحة كلامي يمكنك الرجوع إلى بيان الحكومة الجنوب أفريقية وهو متاح في شبكة الانترنت.

ـ كيف تنظر لدور إيقاد من الأزمة الجنوبية؟

دول الإيقاد قبلت إبرام تسويات مع حكومة جوبا.

ـ ماذا تقصد بقبول تسويات؟

مثلاً في كينيا قبل أعضاء من البرلمان المنتمين للحزب الحاكم رشاوى من أجل هذه التسوية.

ـ رشاوى من حكومة دولة جنوب السودان؟

رشاوى قدمها لهم سلفاكير في جوبا، ما جعلنا مجابهين بتعقيدات كبيرة في ملف السلام.

ـ تعقيدات مثل ماذا؟

مثل أن سلفاكير والذي يمثل أحد أطراف الصراع في دولة الجنوب هو عضو في وساطة الإيقاد.

ـ حالياً د. رياك مشار صار خارج اللعبة السياسية في دولة الجنوب؟

قادة جنوب السودان يتم اختيارهم من قبل الشعب وليس المجتمع الدولي.

ـ كأنك تريد أن تقول إن شعب الجنوب يؤيد رياك مشار؟

الدكتور رياك مشار قائد محبوب من شعب الجنوب ويمتلك قواعد عريضة .

ـ ولكن مشار صار أقرب للعزلة وبالتالي قلّت حظوظه – إن لم نقل انعدمت- في حكم الجنوب؟

محاولة عزله عن المجمتع الجنوبي لن تغيِّر مشاعر الناس في الجنوب حياله، بل إنه قد تكون تلك المحاولة عنصر أكثر إثارة للعنف وعدم الاستقرار.

ـ الحركة الشعبية المعارضة من أين لها بالآليات العسكرية لمواجهة حكومة سلفاكير؟

الحركة الشعبية تحصل على السلاح والمعدات العسكرية مما يخلفها منسوبو قوات الجيش الشعبي الحكومية عند هروبهم من ساحات المعارك التي تدور بيننا.

ـ هل ما زلتم ملتزمين باتفاقية السلام الموقعة في أديس أبابا؟

نحن ملتزمون بالسلام، إلا أن التقارير أثبتت أن سلفاكير وبول مالونق هما من أججا الصراع في يونيو ما أدى إلى انهيار اتفاقية السلام.

ـ إذاً أين المخرج للأزمة الجنوبية التي جعلت الدولة في حالة احتراب فاحتراق دائم؟

الحركة والشعبية والجيش الشعبي في المعارضة مستعدون لخوض صراع إصلاحي لمجابهة مخاطر الإبادة الجماعية المتزايدة، وشبح المجاعة الذي يهدد البلاد بالدمار والخراب. ونحن نسعى لتطوير البلاد بدلاً من تدميرها.

ـ إذن ما زالت أحلام السلام تراودكم في الجنوب رغم الواقع المأساوي؟

السلام سيعود إلى دولة جنوب السودان.

ـ متى؟

عندما تتوفر الإرادة السياسية لإنفاذ اتفاقية السلام سيعم السلام كل أنحاء الدولة.

ـ يقال إنك تحظى بمعاملة جيدة من قبل الرئيس سلفاكير؟

عن أي تعامل جيد أحصل عليه، تتحدث!

ـ بصفتك ابن جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية؟

هذا غير صحيح، وأنا أتعرض لمعاملة سيئة للغاية من سلفاكير.

ـ أتحدث عن عدم التضييق عليك إبان وجودك في جوبا؟

أنا هربت من جوبا إلى يوغندا بسبب المعاملة السيئة التي لقيتها من قِبل سلفاكير.

ـ لأي نوع من المضايقات تعرّضت سيد دمبيور؟

هربتُ من جوبا بعد أن حاول الحرس الخاص بسلفاكير اغتيالي عدة مرات، كما تعرضت للضرب من قبل الشرطة في أوغندا.

ـ هل قامت شرطة يوغندا بضربك بإيعاز من جوبا؟

نعم بإيعاز من حكومة جوبا.

ـ وكيف تمّت معاملتكم في كينيا؟

الرئيس الكيني أوهيرو كنياتا منحاز بصورة واضحة لجانب سلفاكير.

ـ كيف عرفت أن كنياتا منحاز لسلفاكير؟

كنياتا قام بترحيل الجنرال جيمس قديت خارج نيروبي بعد صفقة مع حكومة الجنوب.

ـ هل تعرضت ــ صراحة ــ لمضايقات في نيروبي؟

نعم تعرضت لمضايقات كثيرة.

ــ لأي نوع من المضايقات؟

من خلال السعي لضربي، والتنكيل بي. وبالفعل جاءت قوات الأمن الكينية لاعتقالي إلا أنني كنت خارج لمنزل.

ـ إذن أنت خارج كينيا؟

نعم، تمكنت من الفرار من كينيا في اليوم الذي تلى محاولة اعتقالي.

ـ إذن أين أنت الآن؟

الآن أنا مختبئ في مخبأ بالعاصمة جوبا.

ـ هي خطوة ذكية، ولكنها خطيرة في ذات الوقت؟

لا تعلم جوبا شيئاً عن مخبأي، ولكن حال انكشف أمري سأتعرض لخطر بالغ، ولذلك لم أفهم توصيفك للمعاملة الجيدة التي أحصل عليها في جوبا كما أشرت وتفضلت أنت.

ـ هل تستشعر بوجود خطر على حياتك في جوبا؟

حياتي في جوبا بخطر بعد أن فشلت الثورة ممثلة وقتذاك في (الحركة الشعبية لتحرير السودان – والجيش الشعبي لتحرير السودان) بتحقيق الحرية التي ناضلنا من أجلها .

ـ متى تكون في وضع آمن بعيداً عن التهديد بالقتل والتصفية؟

ـ إذا التزم سلفاكير جانب العمل الصواب، ولم تعد من مشكلات بجنوب السودان، وقتها فقط سأكون آمناً.

ــ هل تتوقع أن يقوم سلفاكير بطرد الحركات المسلحة السودانية من جوبا؟

سلفاكير عاجز عن طرد قطاع الشمال بعد أن فقد قادته رؤية السودان الجديد مثلهم مثل سلفاكير، وأصبحوا رجالاً عاطلين عن العمل في أوغندا، ومشاركين لسلفاكير في كل المجازر التي قام بها.

ـ مهما تقول فسلفاكير قائد ورئيس لدولة جنوب السودان؟

سلفاكير ليست له مقدرات عقلية أو ذكاء يؤهله لفهم الشرعية والقيادة.

ــ سؤالي عن سلفاكير القائد والحاكم؟

هو قائد قبلي وليس قائداً قومياً.

ـ ما سر تعامل سلفاكير القاسي تجاهك؟

تعامله المنطوي على قسوة وعنف يجب أن يطرح عليه هو وليس علي أنا.

ـ هل صحيح أن سلفاكير قام بطردك من اجتماعات مجلس وزراء دولة جنوب السودان؟

سلفاكير قام بطردي من مجلس الوزراء، ومن دون أسباب واضحة.

ــ في تقديرك لماذا تغيّر سلوك سلفاكير معكم لدرجة التفكير في اغتيال ربيكا قرنق؟

سلوك سلفاكير تغيّر معنا كأسرة دكتور جون قرنق، ما كان عليه في العام 2004م.

ــ سلفاكير كان صديقاً مقرباً من الدكتور جون منذ سنوات الكفاح المسلح الأولى؟

سلفاكير ليس صديق جون قرنق، ولم يكن كذلك.

ــ هل أنت واثق مما تقول؟

نعم، هو ليس صديقاً لوالدي .

ـ ووصل به الحال لأن يفكر في التخلص من ربيكا قرنق عبر الاغتيال؟

نعم، فعل ذلك بالرغم من أن ماما ربيكا هي أم الشعب الجنوبي ومحبوبته.

ـ القائد الجنوبي البارز باقان أموم قال لـ (الصيحة) إن حل الأزمة الجنوبية يتم عبر الحوار الوطني (الجنوبي ـــ الجنوبي)؟

بالتأكيد هذا صحيح، وباقان أموم يفكر في حل الأزمة الجنوبية بطريقة صحيحة.

ــ برأيك هل من بدائل أخرى لحل الأزمة في الجنوب خلافاً للحوار؟

ما ذهب إليه باقان أموم صحيح بأـن الحل في الحوار الوطني، نحن نريد السلام ولا شيء غير السلام.

ــ ولكن السلام انهار رغم اتفاقية السلام؟

ما نحتاج إليه في الوقت الراهن هو السلام في جميع دول حوض النيل.

ــ هل تتفق مع الرأي الذاهب إلى أن الإطاحة بسلفاكير يمكن أن تحل الأزمة في دولة الجنوب؟

الإطاحة بسلفاكير من حكم الجنوب جزء من حل الأزمة.

ــ وأين تكمن بقية الأزمة؟

ستظل المشكلة قائمة، ولن تُعالَج القضية بصورة منفردة.

ــ لكن حسب معارضين لسلفاكير فإن الإطاحة به ربما تنهي الصراع المسلح باعتباره مصراً على خوض الحرب؟

بعد الإطاحة بسلفاكير لن ينتهي الصراع المسلّح وسيستمر الصراع في أشكال مختلفة، لذا لا بد من الحوار المؤدي إلى السلام الشامل والمستدام.
الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.