القصة فيها إقامات؟

فى مقطع من مقاطع المسرحية الكوميدية ذائعة الصيت (شاهد ما شافش حاجة) وبينما كان بهجت الأباصيرى (عادل إمام) يجلس أمام قفص (الأرانب) يوزع لهم (الجزر والخس) حانت منه إلتفاته ليفاجأ بأن (الأسد) يجلس على مقربة منه .. فأخذ يشيح بوجهه عنه ناحية الأرانب برهة ثم يعود للنظر إلى الأسد من جديد وهو غير مصدق قائلاً :- فعلا هو … أسد !!
قبل أيام قلائل كنت أقرأ فى الصحف ففوجئت بمانشيت يقول (السودان يستقبل مليون سائح صيني) .. وضعت (الصحيفة) جانباً و(طلعتا النضارة) وأديتا (مسحة) بى طرف الجلابية .. وكمان أديت عينيا ذاااتم مسحة ولبست النضارة تااانى ومسكت الصحيفة لأقرأ المانشيت مرة أخرى قائلا بعد قراءته (على طريقة ) عادل إمام – فعلا والله .. مليون صيني .. !! كما أن جلوس الأسد بالقرب من (بهجت الأباصيرى) قد كان مفاجأة له أدركها بعد فترة من الوقت فقد كانت قراءتى لذلك المانشيت مفاجاة حتى لحظة كتابة هذه السطور جعلتني أقوم بتركيب (الفهامة) عل وعسى أن تساعدني على فهم الحاصل ، الخبر يقول :
(شرع وفد صيني يزور الخرطوم حاليا في تحديد المقاصد والأماكن والإجراءات السياحية في السودان، تمهيدا لإحضار نحو مليون سائح صيني، تم الاتفاق على تفويجهم بداية العام المقبل، ضمن اتفاقيات وشراكات اقتصادية وقعت بين البلدين مؤخرًا) !
من الواضح أن هنالك خطأ ما (في الرقم) أو في (حاجة تانية) فلم تعرف السياحة (الجماعية) منذ أن خلق الله الأرض تفويج (مليون سائح) حتة واحدة للذهاب مسافرين إلى قطر آخر فالسياحة تعتمد على التسويق والتسويق يعتمد على الإقناع ليبرز السؤال عن الكيفية التي قامت بها الصين لتقنع مليون من مواطنيها بالذهاب سائحين إلى السودان) ..يعني زي ما بيقولو أولادنا (حنكتم كيف؟)
نخلي (حنك) الحكومة الصينية مع رعاياها (المليون) العاوزين يجونا ونشوف (حنك حكومتنا) التي تحاول إقناعنا به وهو أن القصة (سياحة) .. يقول علاء الخواض مدير عام السياحة بوزارة السياحة والحياة البرية لـ«الشرق الأوسط» وهو يعدد المزايا السياحبة لدينا بأن ولاية الخرطوم وحدها يطلق عليها اسم المدن الطبيعية غير المصنوعة (كان مصنوعة كانت ح تكون كيف؟) ولها قيمة تاريخية منذ العصور الحجرية (دي ما أدونا ليها) ، وهي غنية بالآثار، مثل منطقة سوبا وحضارة الشهيناب بجانب الطوابي وبوابة عبد القيوم (بوابة مين ديل عندهم سور الصين العظيم) إضافة إلى مراكز الخدمات والنزل والمتنزهات الخضراء (يعمينا ويطرشنا) ، ومواعين النقل النهري المختلفة (تكونو داسنهم لليوم الأسود؟) !!
حديث مدير عام السياحة (الفوق ده) لا يعدو أن يكون (ضق حنك ساكت) فكلنا يعلم بأن (سياحتنا تعبانة) وأنها تفتقر إلى أبسط أنواع (البنى التحتية) وأنه حتى ما تبقى من أثارنا السياحية قد تم التعدي عليها وقد ملت من الإهمال وعدم المبالاة ، كما إننا لا نملك أي مقومات ومعينات للسياحة تكفي ألف شخص ناهيك عن مليون شخص ؟
أين الفنادق والموتيلات ؟ أين الشوارع النظيفة المسفلتة؟ أين عربات الليموزين الفارهة وشبكات المواصلات المريحة ؟ أين المطاعم التي تقدم المأكولات العالمية؟ أين الملاعب الرياضية وصالات الجمنازيوم ؟ أين المرشدين السياحيين الذين يتكلمون العربية ذاااتا بطلاقة (خليك من باقي اللغات) ؟
وبما أن الوفد الصيني يزور البلاد حالياً من أجل الوقوف ميدانياً على الإجراءآت والتجهيزات السياحية تمهيدا لإحضار نحو مليون سائح صيني (ذي ما بيقولو)، وبما إنو نحنا (كسودانيين) عارفين البير وغطاها وإنو ده شعراً ما عندنا ليهو رقبة فالعبدلله مندهش ويتساءل : طيب الصينيين ناس الوفد ديل وريتوهم شنووووو عشان يقتنعو؟ أوعا الحكاية تكون زي (خيمة كسلا) !!!
كسرة :
المليون ديل كان سواح (مرحب بيهم) بس أوعا القصة تكون فيها (إقامات) !!
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 56 واو – (يعني ليها سبعة سنوات وشهرين) ؟
• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 45 واو (يعني ليها ثلاث سنوات وتسعة شهور)
الفاتح جبرا

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.