هل تظل سياسة “ترامب” مع السودان كسابقيه؟!

قبل أن يصدر قرار فوز الرئيس الأمريكي الجديد قلنا أياً كان الفائز بمنصب الرئيس الأمريكي رقم (45) “هيلاري كلينتون” أو “ترامب”، فالاثنان لا يشكلان تفاؤلاً للحكومة السودانية ولا للسلام والمسلمين أو العرب. وها هو “ترامب” الذي لم يكن حظه بالفوز أكبر من “كلينتون” يقلب الطاولة ويفاجئ الناخب الأمريكي والأوروبي وكل العالم، بفوزه على “هيلاري كلينتون”. ولأول مرة يفشل الإعلام الأمريكي ويفشل في ترمومتر القياس للناخب الأمريكي ومدى صدقيته في التصويت، فـ”ترامب” خالف كل القواعد المعمول بها في عمليات القياس في مثل هذه الانتخابات والتي كانت في الماضي تأتي النتيجة حسب التوقعات أو كما يقول أهلنا المصريون (ما تخرش المية).
“ترامب” فاز وسيدخل البيت الأبيض في العشرين من يناير القادم ويصبح الرئيس رقم (45) لأمريكان، ولكن ما قاله “ترامب” في حملاته الانتخابية والعدائيات تجاه العرب والمسلمين، هل سينفذها أم هضربة انتخابات فقط، وما بعدها تأتي السياسة الأمريكية التي تلزم “ترامب” بتنفيذها أو البصم عليها.
رغم التهاني التي انهالت على “ترامب” خاصة من العالم العربي رؤساء وملوك، ولكن ما زال الخوف والحذر في التعامل معه، فنحن في السودان دائماً نستخدم العواطف في التعامل مع الشأن الخارجي، وهذا عكس ما يقوم به الرؤساء سواء في العالم العربي أو الأوروبي أو الأفريقي، فنحن حكامنا طيبون ويتعاملون مع رؤساء العالم بتلك الطيبة وبعيداً عن الخبث الذي يتجسد في أولئك، ولذلك لا بد من سياسة جديدة للسودان مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الرئيس “ترامب” بالذات، رغم أنه لا يتخذ قراراً منفرداً تجاه أية دولة، فالمعاملة معه لا بد أن تؤخذ بحذر وبتأنٍ وعدم الاندفاع بكلياتنا، فتلك الدول لا يتخذ الرئيس فيها قراراً منفرداً، فلا بد أن تتضامن كل الجهات ومن ثم إصداره إيجاباً أو سلباً وعلى دولتنا لا بد أن تكون هناك مشورة حتى إذا أراد رئيس الجمهورية أو أي مسؤول الذهاب للمشاركة في تنصيب “ترامب” في يناير القادم.
حدثني رجل أمن رفيع أن سياسة الجمهوريين تجاه السودان أفضل من الديمقراطيين، فحينما ضربت المجاعة منتصف الثمانينيات دارفور وكردفان كان الرئيس الأمريكي “ريغان” وهو من الجمهوريين الوحيد الذي مد يده إلى السودان وعجل بإرسال المساعدات الإنسانية، خاصة الذرة الذي وصف (بعيش ريغان). وعندما أنقذ هذا العيش بعض الأهالي من المجاعة بدأ البسطاء من سكان المنطقة يدعون لـ”ريغان” أن يدخله الجنة. وها هو “ترامب” مرشح الحزب الجمهوري يفوز بالرئاسة، فهل ستكون سياسته تجاه السودان أفضل، وهل يتوقع أن يرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وهل سيفك الأرصدة وقطع الغيار وكل شيء متعلق بالمقاطعة. الأيام بيننا وسننتظر فانتظرنا أكثر من عشرين عاماً ألا ننتظر بضعة أشهر.

صلاح حبيب – المجهر السياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.