عبير الدخيل: إفلاس السعودية!

بعد القرارات الملكية السامية الأخيرة أصبح المواطن متلهفًا لشيء يطمئنه عبر الإعلام أو أي وسيلة تخبره عن الوضع المستقبلي الذي سيلامس واقعه، يريد إجابات شافية وافية لكل ما يجول ويصول في ذهنه بشأن وضع البلد الاقتصادي في المستقبل الذي لا شك في أنه سيؤثر على وضعه الاقتصادي، فبعد طرح إعلان حلقة الثامنة مع داوود الشريان التي استضاف فيها وزير المالية ووزير الخدمة المدنية ووكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط انتظر عامة الشعب هذا اللقاء على أحر من الجمر؛ ليسمعوا من كبار الاقتصاديين في البلد وأصحاب القرار ما يشفي غليل ما يجول في أذهانهم إلا أنها كانت المفاجأة، فكانت هناك تصريحات أشبه ما تكون بالخيالية حيث أفاد نائب وزير التخطيط بأن البلد مقبل على الإفلاس بعد ثلاث سنوات لو لم تتخذ الإجراءات الأخيرة بما يتعلق بالبدلات وغيرها، وهو ما يتنافى مع الواقع فبلادنا من أقوى الاقتصادات العالمية والتصنيفات الأخيرة خير دليل على ذلك؛ فعن أي إفلاس يتحدثون؟
وصرح وزير الخدمة المدنية عن إنتاجية المواطن السعودي بـأنها تعادل ساعة واحدة يوميًا، كيف لنا أن نعمم عن إنتاجية كل المواطنين السعوديين بهذه الطريقة ونهضم حقوق الملايين التي تعمل بكل جهد وطاقة وإنتاجية، نعم قد تكون هناك أعداد معينة تظهر قصورًا في العمل والإنتاجية ولكن ليس لأحد أن يقول إن إنتاجية المواطن -بدون تحديد- ساعة واحدة يوميًا فهو يحمل بهتانًا وإثمًا عظيمًا، حينما يتحدث كبار الشخصيات الاقتصادية بهذا الشكل المرعب أمام الشعب عامة بمختلف مستوياتهم التعليمية والفكرية فهذه مشكلة حقيقية في طريقة التواصل مع الجمهور يجب أن يتداركها المسؤولون ويضعون لها الحلول “ما هكذا تورد الإبل”.
* ختامًا:
كنا بحاجة لكلام يلامس الواقع يا معاليكم وليس كلامًا من واقع آخر بعيدًا كل البعد عما يعيشه الوطن، فبلادنا غنية بالنفط والمعادن النفيسة التي لم تستغل جيدًا وكما يجب حتى الآن، ومقبلة على نهضة شاملة في شتى المجالات، ولدينا ثروة شبابية هائلة ستحدث ثورة في عالم الصناعة إذا وجدت البيئة المناسبة وأعطيت الفرصة الكاملة، لن يفلس الوطن من حب بناته وشبابه الأوفياء لن يفلس وهو يبنى بسواعد شبابه التي نافست هممهم عنان السماء.
دمتي بلادي..

عبير الدخيل – عين اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.