كتاب سعوديون: أبدًا لن نفلس.. وهولاء هم المسؤولون عن أزماتنا

رفض كتاب ومحللون سعوديون تصريحات الوزراء في حلقة برنامج “الثامنة” مع الإعلامي داود الشريان، بأن “المملكة كانت متجهة للإفلاس بعد ثلاث سنوات” وأن “إنتاجية الموظف السعودي لا تزيد عن ساعة يوميًا”، مؤكدين أن من أطلقوا هذه التصريحات المتشائمة، هم المسؤولون عن الأزمات بحكم تواجدهم في مواقع المسؤولية منذ سنوات، مشككين في وجود الدراسة التي استند عليها أحد المسؤولين في تصريح إنتاجية الموظف، ومؤكدين أن المملكة التي تمتلك ربع احتياطي النفط، وكل هذا الاحتياط المالي لا يمكن أن تفلس، وأن الدولة التي تواصل البناء لا يمكن أن يكون مواطنوها كسالى، ويشعر الكتاب بالأسف لأن تصريحات الوزراء تناولتها الصحف ووسائل الإعلام الخارجية بطريقة تسيء إلى المملكة، كما يطالب الكتاب بحلقة من “الثامنة” يرد فيها خبراء ومحللون على تصريحات الوزراء.

” أبداً أبداً نحن لن نفلس”

وفي مقاله “الحلقة القادمة من ثامنة داود” بصحيفة “الوطن” يبدو الكاتب الصحفي علي سعد الموسى شديد الانزعاج وهو يقول: “كنت قبل بث الحلقة أتوقع كل شيء، ولكن أقصى خيالاتي لم تكن تتوقع أن يظهروا إلى الشعب بهذا التشاؤم المخيف، وهذا الكم من الإحباط والنظرة السوداوية اللذين نسفا من عيوننا تلك الصورة الوردية لبرامج التحول الوطني والرؤية السعودية القادمة. كيف بلغت الجرأة بنائب وزير أن يتحدث عن (الإفلاس) في هذه الظروف الإقليمية والدولية العاصفة؟ وبالطبع، فصاحب المعالي لم ولن يقرأ ردة الفعل الجارفة في الداخل، ولكنني أتمنى أن يقرأ بشارته إلى أعداء هذا الوطن وهم يحتفون بنبوءته المزيفة في عشرات القنوات، ويطبعونها في مختلف صحفهم الصفراء الكاذبة”.

ويضيف الموسى: “من هو المستثمر العالمي الذي سيأتي إلينا إذا ما كان معالي وزير التخطيط يرسل مندوبه بوهم الإفلاس؟ كيف يذر هذا المندوب رماده في عيوننا ونحن نقرأ في ذات اليوم تغطية طرح السندات السعودية بخمسة أضعاف الرقم المطلوب، وفي مشهد غير مسبوق في أسواق الاقتصاد العالمي؟ كيف قرأ نائب وزير التخطيط – وهنا أكرر (التخطيط)- ما رآه ترفًا في افتتاح الجامعات الوليدة؟ وكيف لا يعلم نائب وزير للتخطيط – وهنا أكرر (التخطيط)- أن مجرد ثلاث جامعات ناشئة من بينها تضم ربع مليون طالب وطالبة؟ وهل سيعترف بحقهم المستقبلي في الوظيفة وهو الذي لم يستطع أن يقرأهم حتى ولو أرقاماً مثلجة على مقاعد التعليم؟ وإذا كان كارتيل وزارة التخطيط لا يعرف عدد طلاب الجامعات فكيف له أن يرسم لهم خطط ما بعد حفل التخرج؟ والجواب المؤكد لمعالي صاحب كلمة (الإفلاس) أن هذا الشعب الذي توحد حول إمامه المؤسس في أقسى ظروف الشتات هو نفسه الشعب الذي بنى هذه المعجزة التنموية على رمال هذه الصحراء. هو نفسه الشعب الذي مر من قبل على ما هو أدهى وأصعب وخرج منها منتصرًا شامخ الرأس”.

ثم يتساءل الكاتب قائلاً: “سؤالي البريء: ألم يكن وزراء المال والتخطيط هم أنفسهم راسمي سياسة المال والتخطيط الذين صادقوا على كل الزيادات والبدلات في السنوات الأخيرة؟ لماذا إذن اكتشفوا فجأة أن المواطن البسيط هو المتسبب وهو السبب؟ لماذا تحول معالي وزير الخدمة المدنية إلى كشكول موسوعي شاهدناه يتحدث عن كل شيء: يتحدث في الاقتصاد والمال والتخطيط وهيكلة القطاعين الخاص والعام، وأنظمة الخدمة المدنية بل وحتى سلالم العسكريين ورواتبهم وبدلاتهم؟ هل لديه كل هذه المواهب الخارقة في سيرة ذاتية غير تلك المنشورة وغير تلك التي كشفها الجمهور بعد (الثامنة)”؟

وينهي الموسى مطالباً الشريان بحلقة من “الثامنة” تخصص للرد على هذه التصريحات ويقول: “أخي العزيز داود الشريان: نحن نريد منكم مساء الأربعاء القادم وفي الذكرى الأسبوعية ليلة وطن للتاريخ: هذا وطن لن يفلس ولهذا نريد حلقة للفرح والطرب. تبدأ بالسلام الملكي كي نقف ليلة للعرضة السعودية وللسامري وللخطوة والمزمار والدحة. نريدها حلقة تاريخية تجمل رد هذا الشعب العظيم إلى مثل هؤلاء من صناع الكوابيس. أبدًا أبداً نحن لن نفلس”.

لا وجود لدراسة “إنتاجية الموظف السعودي ساعة واحدة”

وفي مقاله “ساعة وزير!” بصحيفة “المدينة” يشكك الكاتب الصحفي أحمد سعيد درباس في وجود الدراسة التي استند عليها أحد المسؤولين في تصريح “ساعة الموظف السعودي”، يقول درباس: “في أثناء اللقاء استوقفتنا بعض المصطلحات المثيرة للانتباه، ومنها الإنتاجية، إذ زعم أن إنتاجية الموظف السعودي لا تزيد عن ساعة واحدة يوميًا!، وقول كهذا، يحتاج إلى أدلة وشواهد علمية وموضوعية، فمفهوم الإنتاجية من عهد (آدم سميث) في كتابه (ثروة الأمم) وإلى القرن الحادي والعشرين، له معانٍ وتعريفات مختلفة ومعقدة فالإنتاجية قد تعني الكفاءة، الفاعلية، توفير التكاليف، تقويم البرامج، قياس العمل وتحليل المدخلات والمخرجات”.

ويضيف درباس: “قمت بالبحث عن الدراسة «الحديثة»، التي اتكأ عليها وزير الخدمة المدنية لتعزيز رأيه الذي طرحه في ذلك الحوار بأن إنتاجية الموظف الحكومي لا تزيد عن ساعة!! لكن للأسف الشديد، لم يحالفني الحظ للوصول لهكذا دراسة، سواء كان ذلك في مجلة الإدارة الصادرة عن معهد الإدارة العامة والمتاحة على موقع المعهد الإلكتروني، لا، بل ولا حتّى في أقسام الإدارة في الجامعات السعودية العتيقة فيما عدا دراسة لمعهد الإدارة عن التسيّب الوظيفي نُشر عنها في جريدة المدينة في 1424/10/27هـ ص20 تحت عنوان «إن ما نسبته 69% من الموظفين متسيّبون، ونصف المسؤولين لا يتابعون الدوام»، وقد علّق عليها يومئذ الأستاذ صالح بن خميس الزهراني في زاويته: «بالقلم الأحمر» جريدة عكاظ في 1424/11/25هـ بعد أن تبيّن له أن ثمّة خطأ جسيمًا في منهجية الدراسة يجعلها غير مقبولة أو موثوقة يعتمد على نتائجها، ويؤسفني أنني لم أجد أثرًا لـ”ساعة الوزير” ولا الدراسة الحديثة التي اعتمد عليها لتعزيز رأيه”.

ربع احتياط العالم من النفط

وفي مقاله: “الوزراء على برنامج الشريان!” بصحيفة “المدينة” يتساءل الكاتب الصحفي سعيد الفرحة الغامدي: “كيف تكون المملكة مهددة بالإفلاس وهي تتربع على ربع احتياط العالم من النفط ومعظم ثرواتها الطبيعية الأخرى لازالت بكراً لم تلامسها مشاريع التنمية بعد؟ التعدين، والسياحة، والتصنيع، والثروات البحرية لازالت تنتظر توجهاً تنموياً جريئاً لإحداث نقلة نوعية تجذب الاستثمار وتخلق فرص عمل واعدة تستوعب الخريجين من الجامعات والمعاهد العلمية”.

وينهي الغامدي قائلاً: “برغم أن الانطباع الذي تركه البرنامج كان محبطاً إلا أن ثوابت الاطمئنان على مستقبل المملكة اقتصادياً وأمنياً ستصمد بإذن الله تعالى عندما نحافظ على وحدتنا الوطنية وندرك أن لكل مواطن دوراً في ذلك أياً كان موقعه”.

حاسبوهم على تكرار الأخطاء
وفي مقاله “تكرار الأخطاء..من المسؤول أيها المسؤول؟! ” بصحيفة “المدينة”، يطالب الكاتب الصحفي قيصر حامد مطاوع بمحاسبة الوزراء السابقين والحاليين عن تكرار الأخطاء والأزمات ويقول: “بعد سماعنا هذه التصريحات، فإن المواطن من حقه أن يسأل وهو في الخط الأول للمواجهة، على أي أساس تم التأكد من أن الخطط الحالية التي تم وضعها هي الخطط الناجعة للخروج من هذه الأزمة، حتى لا يخرج علينا مسؤول جديد بعد ردح من الزمان ليقول لنا إننا كنا أيضاً نسير بلا تخطيط وفي الاتجاه الخطأ. وبعد اكتشافنا بأن الخطط كانت خاطئة، هل سنشهد محاسبة صارمة للمسؤول السابق الذي لم يخطط وأهدر المال العام حتى أصبحنا على وشك الإفلاس، حتى يعلم المسؤول الحالي بأن خططه، التي وضعها الآن ويؤكد بأنها طوق النجاة، سيعاقب عليها في حال ثبوت خطئها الفادح وإضرارها بالوطن والمواطن.. نتمنى فعلاً وجود إجراء صارم للمحاسبة”.

ما يفلس وطن هذولا عياله!
وفي مقاله “ما يفلس وطن هذولا عياله!” بصحيفة “عكاظ” يؤكد الكاتب الصحفي خالد السليمان ثقته بالمواطن السعودي وإنتاجيته وبناء وطنه، وأنه لا إفلاس مع هكذا شعب سعودي، يقول السليمان: “ثقتي بأبناء وشباب وطني لا أستمدها من عاطفة تسطرها مقالة أو تكتبها قصيدة أو تنشدها أغنية، بل من واقع أراه في كل بيئة صحيحة محفزة يجد فيها الموظف السعودي نفسه فينتج فيها ويتفوق! .. فتشوا عن سر تفوق الموظف السعودي في الكثير من مؤسسات التعليم ومراكز الأبحاث والجامعات والمستشفيات والمطارات والمؤسسات المالية الحكومية والإدارات ذات التشغيل الذاتي وستجدون أن المشكلة ليست في الإنسان بقدر ما هي في أنظمة العمل وعدالة التقييم وبيئة العمل الحاضنة ومناخ تحفيزها للإنتاج والعطاء!”.
سبق الالكترونية

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.