أخبار الحاويات (القاتلة) تسيطر على وسائل الإعلام المختلفة ولا أحد يعلم مصير ماتم فيها

* لا زالت أخبار الحاويات (القاتلة) تسيطر على وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الاعلام الإليكتروني ولا أحد يعلم مصير ماتم فيها بسبب (التكتم والغتغتة)، فقبل أيام تباينت وجهات نظر نافذين بالحكومة في إعادة بعض الحاويات إلى دولة المنشأ.
* وبعدها تجادل نواب تشريعي الخرطوم ووزير صحة الولاية حول حاويات أمبدة، وماتلى ذلك من إستدعاء لوزير الصحة لمساءلته، ورفض الأخير المثول أمام التشريعي، و(ركوب رأسه) بعدم الإستجابة للمطالبات المتكررة للمجلس.
* هذه وغيرها من الأخبار الباعثة على الكآبة أعادت لذهني الأسباب التي أدت لإقالة مدير عام الجمارك الأسبق والتي تحدثت بروايتين، الأولى أشارت بأن السبب له علاقة مباشرة بكشفه عن حاويات ضخمة محملة بالمخدرات بميناء بورتسودان، والثانية تقول إن الأمر له علاقة بفساد مالي وتجاوزات مالية بلغت 82 مليار جنيه.
* لا تهمنا الروايتان بقدر ما يهمنا صمت النظام والحكومة (وملحقاتها)، من التكتم على مصادر هذه السموم التي ترد يومياً الى دولتنا وبشكل منظم من الخارج، دون أن يكون هناك قرار جاد يحسم هذه الفوضي القاتلة.
* هذه الاراء أدخلتني في حالة حصار نفسي وأضطراب ذهني غير مسبوق، ومع كل إحساس لي بالإقتراب من حل اللغز الذي إستعصي على الكثيرين، سرعان ما أجد نفسي متفقة إلى حد كبير مع الإتهامات للسلطات بأنها تتباطأ في التحري وإلا لماذا لم تكشف تفاصيله حتى الآن، وكل يوم يمر نسمع عن حاوية جديدة للمخدرات أو مشكوك في إحتوائها على مواد مسرطنة كما في حالة مروي التي تحولت إلى أمبدة.
* وإذا إستمر هذا التباطؤ هو السمة الملازمة للتحري ، من شأنه أن يهز ثقة أي مواطن بسيط مستقبلاً في التصريحات التي تؤكد فيها الحكومة يومياً وقوفها مع الشباب، ورعايتهم .
* وفي ذات السياق التباطؤ قد يعزز ما يتسامعه الناس عن أن السودان (مستهدف) بأن يكون معبراً للمخدرات، لموقعه الإستراتيجي ولعل الإشارة السابقة بأن أحد الحاويات التي ضبطت ببورتسودان كان المبلغ عنها الشرطة اللبنانية تشير إلى ذلك.
* وكما قال أحد أبناء السودان البررة إن تحسن الأوضاع صلاح الأحوال المائلة لن يتم طالما إنتهت سياسة تقديم المصلحة العامة، وسياسة العدل، وسياسة إحترام الرأي والرأي الآخر، وحقوق الإنسان، لتحل محلها سياسة الخيار والفقوس، و سياسة فقه السترة، وسياسة التحلل.
* المواطن أصبح مضطرب نفسياً وبدنيا وفكرياً وعقلياً وسياسيا وإقتصاديا وماديا واجتماعيا، فمتى تشعرون يا سادة الحكومة وملحقاتها، أنكم تعيشون في وطن ليس ملكاً لأحد منكم، بل الجميع شركاء، ولكنها شراكة في الخسارة فقط، ولكن عند الربح (لكم دينكم ولنا ديننا)!!
هنادي الصديق

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.